تقاريرسلايد

قصة ليوناردا جينجولي.. المرأة التي صنعت الصابون من جثث ضحاياها

كعك بالدم

 

كان ذلك في ليلة من ليالي الحرب العالمية الثانية، عندما طرقت فوستينا سيتي المراة الستينية باب ليوناردا جينجولي العجوز الإيطالية، ففتحت لها الباب وتأكدت من أن لا أحد يتبعها.

أدخلتها، فسألتها فوستينا العانس والتي يعرف جميع أهل القرية قصتها:

  • هل العريس هنا؟
  • لا سنذهب لنقابله الآن

أحضرت لها كأس نبيذ، وهي تسألها إن كانت قد جاءت بكل مدخراتها أم لا؟ أو كان أحدهم رآها.

أخبرتها فوستينا وهي تشرب أن كل مدخراتها معها في الحقيبة، وأنه لم يعرف أحد بشأن مقابلتها، فقالت لها ليوناردا:

  • هذا أفضل كي لا تصيبك عيون الحساد

ولكن فوستينا كانت قد بدأت تشعر بالدوار، وأن الدنيا تغيب من حولها، وعندما سقط الكأس من يدها، أخذتها ليوناردا للحمام، ووضعتها في طست، ثم أحضرت فأسًا وضربت به رأسها!.

البداية

ولدت ليوناردا في مونتيلا بإيطاليا سنة 1894، وبحسب وثائق الشرطة فقد حاولت الانتحار مرتين في شباباها، وفي 1917 تزوجت من رافاييل بانساردي، على الرغم من معارضة والدتها، التي كانت تخطط لتزويجها برجل آخر.

سافرت ليوناردا مع زوجها إلى مسقط رأسه مدينة لوريا، وهناك وفي عام 1927 سجنت بتهمة الاحتيال، ثم في 1930 تم تدمير منزلهم، بسبب زلزال إيربينيا، فانتقوا إلى كوريجيو حيث فتحت دكان صغير وحظيت ببعض الاحترام.

حملت ليوناردا 17 مرة خلال زواجها، لكنها فقدت 3 أطفال بسبب الإجهاض، ومات 10 آخرون بعد أن ولودوا، وبقي أربعة آخرون فقط معها على قيد الحياة. ولكن نبؤة عراف قالت لها أنها ستتزوج وتنجب أطفال ولكنهم جميعهم سيموتون صغارًا. وإحدى نساء الغجر التي تمارس قراءة الكف قالت لها: ليوناردا أرى في يدك اليمنى سجنًا وفي يسراك مصحة عقلية.

جرائم القتل

في عام 1939، علمت ليوناردا أن ابنها الأكبر وطفلها المفضل جوزيبي سينضم إلى الجيش الملكي الإيطالي استعدادًا للحرب العالمية الثانية، كانت مصممة على حمايته بأي ثمن، وأخبرتها العرافات أنها تحتاج إلى تضحية بالدم من أجل إنقاذ ابنها.

كبرت الخرافة في رأس ليوناردا، وقررت أن تضحي بامرأة عانس، لا يعرف عنها أحد، ولن يهتم أحد بموتها أو حياتها.

فوستينا سيتي

كانت فوستينا أولى ضحايا لليوناردا، وكانت عانسًا طوال حياتها، ولذلك كانت ضحية مثالية لليوناردا، فأوهمتها أنها تستطيع العثور لها على عريس، ثم عندما جاءت لزيارتها ضربتها بفأس على رأسها، وسحبت الجثة إلى الخزانة، وقطعتها إلى 9 أجزاء، وجمعت الدم في الحوض.

ثم بعد ذلك ألقيت قطع اللحم في وعاء، وأضافت عليه سبعة كيلوغرامات من الصودا الكاوية، التي اشترتها لصنع الصابون. قلبت الخليط حتى ذابت القطع في عجينة سميكة داكتة سكبتها في عدة دلاء وأفرغتها في خزان صرف صحي قريب.

أما الدم الموجود في الحوض فانتظرت حتى يتخثر، وجففته في الفرن، وطحنته، وخلطته مع الدقيق والسكر والشوكولاتة والحليب والبيض، بالإضافة إلى قليل من السمن، وعجنت جميع المكونات مع بعضها البعض، ثم صنعت كعكات الشاي المقرمشة وقدمتها للسيدات اللاتي أتين لزيارتها، وأكلت هي كذلك منها..

فرانشيسكا سوافي

كانت هي الضحية الثانية، وأقنعتها ليوناردا بانها ستجد لها وظيفة كمدرسة للفتيات في بياتشينزا، وطلبت منها الاستعداد للسفر فأحضرت معها حقيبة ملابسها ونقودها، لتصحبها ليوناردا، التي أقنعتها أنها ستسافر معها في الفجر لتستلم التعيين، وبالطبع كان هذا آخر مشوار في حياة السيدة سوافي، إذ لم يرها أحد أحد بعد ذلك، وانتهى بها المطاف في قدر الصابون.

فيرجينيا كاجوبو

كانت فيرجينيا مغنية سوبرانو في المسارح الإيطالية، وكانت جميلة المظهر، عكس الضحيتين السابقتين، ولكن بعد أن طال جمالها الذبول تأثرت شهرتها، فأقنعتها ليوناردا بأنها وجدت لها وظيفة لدى رجل نبيل من يدير مسرحًا في البندقية، وطلبت منها كذلك أن تأتي لها المنزل من أجل السفر وتحضر كل مدخراتها. ولكن قبل أن تسافر عليها أن تزوها فجرًا لتعطيها خطاب توصية، وقد زارتها.

قالت ليوناردا في الاعترافات: كان لحمها أبيض وطري ودسم، وقد أضفت قارورة عطر كاملة له بعد الذوبان، وأبقيته على النار فترة طويلة، فكان أجود صابون!

وزعت قوالب الصابون بعد ذلك على جيرانها.

نهاية ليوناردا

شكت زوجة شقيق فيرجينيا في ليوناردا بعد اختفائها، وأبلغت الشرطة التي فتشت المنزل فلم تجد أي دليل، فكانت بكل سهولة تتخلص من بقايا الشعر في المصرف مباشرة وتجفف الدم وتزيله.

أخبرتهم ليوناردا أن فيرجينيا سافرت إلى البندقية لماقبلة مدير مسرح، ولكن مع التحقيقات اكتشفت الشرطة أن ليوناردا تكذب، وشكت في ابنها جوزيبي وقالت أنه لا بد خطف المرأة!

عندما وصل الأمل لابنها اعترفت المرأة بكل شيْ، ولم تصدقها الشرطة في البداية، حيث أنها كانت امرأة قصيرة تبدو على ملامحها البلاهة ولا يمكن أن ترتكب جريمة مثل تلك.

مع التحقيقات أخبرت ليوناردا الشرطة أنها كانت تقوم بتقطيع الجثة وتنهي أثر وجودها في 12 دقيقة فقط، وقد شكت الشرطة في كلامها، بل وأخذوها إلى المشرحة من أجل عرض ما تفعله على جثة حقيقة وقد نجحت في ذلك.

عندما كان القاضي يعلم حكمه تمسكت ليوناردا بقضبان السجن وقالت للنائب العام أنها تبرعت لأجل إيطاليا بقدر نحاسي ومغرفة من أجل دعم مجهود البلاد في الحرب، وأنها امراة وطنية!

حكمت المحكمة على ليوناردا بالسجن 33 عامًا، تقضي منهم 3 سنوات في مصحة عقلية، لتتحقق في النهاية نبؤة العرافة التي أخبرتها أنها ترى في يديها سجنًا ومصحة عقلية.

عاشت المراة حتى عام 1970، وكانت المشرفات يخشونها، وعلى الرغم من مهاراة العجوز في صناعة الكعك، إلا أنهم لم يجرؤن مرة واحدة على أكل قطعة كعك صنعتها!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!