كتب – أحمد المرسي
رحل أسطورة هوليوود جون واين بطل فيلم الفاتح منذ 40 عامًا، بعد أن فقد حياته بسبب السرطان عن عمر يناهز 72 عامًا، وكان نجم هوليود واحد من أكبر نجوم السينما.
في عام 1954، تم اختياره لتمثيل فيلم اسمه The Conqueror أو الفاتح، وهو فيلم يجسد سيرة ذاتية لجنكيز خان المحارب المغولي.
بعد البحث عن موقع مناسب للتصوير تم إختيار موقع في ولاية يوتا، بالقرب من أرض اختبار عسكرية أمريكية، وتحديدًا الاختبارات الذرية للحكومة، حيث تسبب هذا في كارثة.
بحلول عام 1980، ذكر تقرير في مجلة People Magazine أن 91 من طاقم فيلم الفاتح ونجومه تم تشخيصهم بمرض السرطان، وفقد 46 منهم حيواتهم، بمن فيهم نجم الفيلم جون واين.
فهل هي مجرد صدفة؟ الناس لا يصدقون ذلك، وهناك احتمال كبير أن يكون الإشعاع المحيط بأراضي التجارب الذرية مسؤولاً عن وفاة ما يقرب من 100 شخص.
تصوير فيلم الفاتح
بدأ تصوير فيلم الفاتح في مكان قريب من سانت جورج بولاية يوتا. يقع هذا المكان على الطرف الجنوبي الغربي من الولاية، على بعد 220 كم من يوكا فلات في نيفادا. وفي هذا الموقع، أجرت الحكومة الأمريكية اختبارات القنبلة النووية لأكثر من عقد من الزمان، بدءًا من يناير 1951 إلى أغسطس 1963.
ووصل عدد التجارب الذرية إلى 928 تجربة، تحت الأرض وفي الجو، وكان حوالي 100 منها اختبار في الجو، مما أدى إلى انتشار الغبار المشع في المنطقة المحيطة.
بدأ تصوير فيلم The Conqueror في عام 1954، وفي ذلك الوقت كان قد تم إجراء 11 تجربة نووية جوية.
وفقًا للسجلات، كانت اثنتين من هذه التجارب النووية الجوية كارثية بشكل خاص وأدت إلى إشعاع طويل الأمد. تم تسمية هاتين التجربتين النوويتين باسم “سايمون وهاري”. وتم اختبار سايمون في 25 أبريل 1953، وتم اختبار هاري في 19 مايو 1953. وكانت قنبلتان بقوة 43 كيلو طن و32.4 كيلو طن، على التوالي.
وللمساعدة في فهم كمية الإشعاع التي بثتهما تلك القنابل، فإن القنبلة التي اسقطت على هيروشيما كانت تزن 13 كيلو طن فقط.
انتشار الإشعاع
بعد اختبار انفجار هاري، قيل أن الإشعاع انتشر في جميع أنحاء سانت جورج. واكتشفت عدادات جيجر إشعاعًا على بعد مئات الأميال حولها. وفي بعض الحالات كانت القراءات صغيرة، فقط 300 إلى 350 ملي من الإشعاع. وفي حالات أخرى كانت مستويات الإشعاع أعلى مما يمكن أن تقيسه عدادات جيجر.
تم إطلاق الفيلم في بيئة كانت اختبارًا للإشعاع في ذروته، وبعد بدء التصوير عام 1954، بدأ بعض أفراد الطاقم يعانون من أمراض، لكنهم استمروا في التصوير.
الكارثة الأكبر
لم تكن هذه هي الكارثة الكبرى، فبعد انتهاء التصوير، كان هناك عدد من المشاهد المفترض تصويرها في هوليود، ومن أجل الاحتفاظ بنفس الصورة، أمر المخرج بشحن 60 طن من الرمال من موقع التصوير من أجل وضعها هناك، وبهذه الطريقة أخذ الانتاج التربة المشعة معه إلى هوليود.
سلسلة من الوفيات
بعد تصوير افيلم تم تشخيص الممثل المكسيسي بيدرو أرمنداريز بسرطان الكلى، في عام 1960، وفي عام 1963، أكد الأطباء أن حالته كانت ميؤوس منها، وفي حالة يأسه انتحر. وفي نفس العام، توفي أيضًا مخرج فيلم ديك باول، بسبب مرض السرطان اللمفاوي. وكان عمره 53 عامًا فقط!
عانت نجمة الفيلم، سوزان هايوارد، من سرطانات متعددة، بما في ذلك سرطان الثدي والرحم والجلد. وتوفيت في عام 1974 بسبب سرطان الدماغ عن عمر يناهز 56 عامًا فقط.
وفي نفس العام الذي توفيت فيه سوزان، وتوفيت أغنيس مورهيد بسبب سرطان الرحم عن عمر يناهز 74 عامًا. وتوفي لي فان كليف عام 1989 بسبب سرطان الحنجرة، وتوفي جون هويت عام 1991 بسبب سرطان الرئة.
وتوفي بطل الفيلم، جون واين، في عام 1979؛ وكان يبلغ من العمر 72 عامًا في ذلك الوقت، قبل أن يستسلم لمرض السرطان، كان يحارب سرطان الحلق والمعدة والرئة لعدة سنوات.
بحلول عام 1980، كان 91 من إجمالي 220 شخصًا عملوا في صناعة هذا الفيلم قد أصيبوا بالسرطان، وعبر هوارد هيوز عن شعوره بالذنب بسبب اختياره لموقع تصوير الفيلم، وقام بشراء كل طبعات الفيلم المتوفرة في السوق للتأكد من أنه لن يراها أحد على الإطلاق. ودفع مقابل ذلك 12 مليون دولار ليقتل فيلمه.
ولكن بعد وفاته اشترت أحد شركات الإنتاج الفيلم من جديد، وحعلته متاحًا مرة أخرى.
كلف هذا الحادث العديد من الأرواح، وخلق مشاكل صحية كثيرة لدى الناجين، ونتيجة لجلب المواد المشعة إلى قلب هوليوود، لم يخاطروا بحياة 220 شخصًا فحسب، بل خاطروا بحياة المدينة بأكملها.
أثرت الاختبارات حول سانت جورج أيضًا على المنطقة المحلية والأشخاص الذين يعيشون هناك. تم تشخيص إصابة الأطفال بسرطان الدم، وكان الناس يموتون أيضًا. وعرضت الحكومة التعويضات لإظهار الندم، لكن معظم الناس رفضوا ذلك، ووصفوها بأنها أموال دية.
أقرأ أيضًا:
قبل دلال عبد العزيز.. هذه الممثلة كانت فطوم في “الناس في كفر عسكر”
