الفنسلايد

هارلي.. الإيرادات لا تعني فيلما جيدا

 

شاهدت فيلم هارلي للفنان محمد رمضان والذي يتصدر إيرادات موسم عيد الفطر، والحقيقة أن الإيرادات لا تعني بالضرورة فيلما جيدا، فلتفترض معي أن أحمد عز قدم اسوأ أفلامه في موسم العيد، هل هذا سيمنعه من تصدر الإيرادات في العيد، الناس في مصر يدخلون الفيلم لسببين، السبب الأول “بطله” بعيدا عن قصته من الأساس، والسبب الثاني أن يكون فيه مناظر، والحمد لله الأفلام حاليا مفيهاش مناظر ولا فيها أفلام من أساسه.

الفيلم يحكي فى إطار من الأكشن والرومانسية وكلاهما مفكك ويعمل بمفرده دون رابط، (لو عايز أكشن خش يمين، لو عايز رومانسية تعالي شمال)، حول شاب يعمل مهندس ميكانيكا (محمد هاشم – هارلي)، ويقوده ذكاؤه وسرعته إلى العمل مع إحدى العصابات، ويصبح العنصر الأبرز والأقرب إلى زعيم العصابة (محمود حميدة)، ويتعرض للعديد من المواقف وبينه وبين مى عمر التي تحبه من أول نظرة لأنه لا يُقاوم.

لو كنت تحب محمد رمضان الممثل الذي يغني ويضرب جميع الناس دون سبب وبسبب، فهذا الفيلم سيبسطك جدا، وستخرج منه سعيدا للغاية، فهو فيلم صنع خصيصا لجمهور محمد رمضان، جرب رمضان أن يقدم تجارب سينمائية مختلفة مثل آخر ديك في مصر والكنز مع الأخوين عمرو وشريف عرفة، وكلاهم لم يعجب جمهور رمضان، وهو أيضا يسقطهم من حساباته، كما يُسقط مسلسل المشوار في مشواره الدرامي، لأنه لا يشبهه.

محمد رمضان أذكي أبناء جيله، هو يعرف أبواب النجاح، ويجيد الطرق عليها، لكنه يسعي وراء النجاح اللحظي، ما هو العمل السينمائي الذي سيعيش طويلا لمحمد رمضان، ونقول إنه يوازي الكيت كات لمحمود عبد العزيز أو أرض الخوف لأحمد زكي أو المنسي لعادل إمام، الإجابة لا شيء، لأن رمضان يهتم بالأساس بالمعادل الرقمي، وهو أمر مشروع، لكنه لا يصنع تاريخ فني، عادل إمام مثلا، له في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية فيلمان اللعب مع الكبار مع شريف عرفة ووحيد حامد، والأفوكاتو مع رأفت الميهي وكلاهما لم يحطم شباك التذاكر مقارنة بالتجربة الدنماركية مثلا، رمضان يريد أفلام على شاكلة التجربة الدنماركية طالما ستجعله يتصدر شباك التذاكر.

فيلم هارلي ضعيف فنيا، مصنوع بخلطة الفيلم التجاري كما يقول الكتاب، شاب عبقري يحترف قيادة الدراجات النارية من نوع هارلي لذا يسمونه بهارلي، يعمل في الأعمال المشبوهة لرجل أعمال فاسد “محمود حميدة”، وهذا ليس حرق للفيلم، فكل هذا يظهر في البوستر وليس في الإعلان فقط.

محمد رمضان بعد وفاة شقيقه يقرر التوبة عن الحرام، ويذهب له محمود حميدة لمدة سنة لكي يقنعه بالعمل معه، في نفس المشهد يقيم محمد رمضان علاقة مع سيدة (قال يعني دا شيء مضحك)، ما هو مفهوم محمد رمضان عن الحرام هنا، “عزيز الفنان.. انت متوبتش عن الحرام، انت تبت عن محمود حميدة”.

تصنيف الفيلم بلس 18، لأنه ملئ بالعبارات الخادشة للحياء، وملئ بالتلمحيات الجنسية المقززة، فمثلا تأتي فتاة لمحمد رمضان فيقول لمساعده اقفل الباب علشان هديها رقمي.. فيقول لها 1 .. 1 … 1 .. فتقول له كل دي وحايد. (اضحك يا مراهق يا تعبان)، ناهيك عن استخدام كلمة “الركوب”، بأسلوب التورية، وأوعدط أول ما أفكر أركب هيكون معاكي.

محمد رمضان بعد وفاة شقيقه بسبب المخدرات، قرر التوبة وتبطيل المخدرات، لكنه اتجه لشرب الخمور والنوم مع السيدات، ثواني يا جماعة نفهم، هو مين فيكم اللي قتل المنطق، ولا هو انتحر لوحده.

فيلم هارلي فيلم “تيك أواي”، ستنتهي منه بعد انتهاء الفيلم ولن يعيش معك طويلا، فيلم ملئ بالمشاكل في تنفيذه، ومنها مشكلة عدد ساعات التصوير، إذا بلغت مدة 54 ساعة متواصلة في أوردر واحد وهو شيء لم يحدث من قبل، وأزمة بعد عرضه، بنقض الاتفاق مع محمود حميدة حول ترتيب اسمه في تتر الفيلم، مما أغضب ابنته وجعلها تهاجم الفيلم، لكن الأخطاء الكبرى كانت في بنيان الفيلم المهلهل.

أزمة من أزمات الفيلم من وجهة نظري، هي فشل الفيلم في تحقيق حالة الإيهام، يوم 30 رمضان كانت مي كساب زوجة محمد رمضان، ويوم العيد أصبحت زوجة والده، أحمد داش الذي كان ابنه، أصبح شقيقه، ومي عمر كما هي لا تتغير وليس جديد يذكر في أدائها.

الفيلم كليب طويل من كليبات محمد رمضان لكنه قرر طرحه في السينما بدلا من قناته على اليوتيوب.

 

أقرأ أيضا

قبل جورج قرداحي.. هذا الفنان المصري كان سيقدم من سيربح المليون

“العيب في النظام”.. هل تتذكرون محمد التهامي بطل “فيلم ثقافي” ؟

“كل دا كان ليه”.. أسباب فشل الجزء الثاني من مسلسل رمضان كريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!