تقاريرسلايد

معبد السلام.. قصة تمثال قناة السويس الذي لم ير النور

هذا ما حدث

كتب – أحمد المرسي

بدأ حفر قناة السويس في 25 إبريل 1859. وظل هذا الحفر لمدة تجاوزت العشر سنوات. حتى تم الافتتاح الأسطوري الذي تحدثت عنه العديد من المصادر التاريخية من حول العالم في 1869.

ووفي 17 نوفمبر عام 1899. وبعهد الخديو عباس حلمي الثاني، وفي بورسعيد تم كشف اللثام عن تمثال فريدناند ديلسبس. الرجل الذي صمم القناة منذ البداية. وكانت مشروعه الأساسي.

وضع التمثال في الاحتفال الـ 33 لافتتاح القناة. وظل التمثال في مكانه حتى سنة 1956 عندما ضرب مصر العدوان الثلاثي. وبذلك قام أهالي بورسعيد بإزالة التمثال. وهو متواجد الآن في مخازن الترسانة البحرية. بهيئة قناة السويس.

وكان التمثال من تصميم الفنان الفرنسي إمانويل فرميم. من البرونز والحديد. ومطلي باللون الأخضر البروزنزي.

ولكن ما لا يعرفه الكثيرون. أن هذا ليس التمثال الذي كان من المقرر له أن يوضع في مدخل قناة السويس. وأن التمثال كان ذا شكل مختلف تمامًا. ولكنه لم يجد النور.

معبد السلام

في مؤتمر الآثار الدولي في بلجيكا سنة 1865.. كان جلفاني مندوب السلطان العثماني عبد العزيز تقدم بمشروع لإقامة نصب تذكاري عند مدخل القناة وأطلق عليه اسم “معبد السلام”.

وكان التصميم الموضوع يعتمد على شكل هرم. ويحيط به من الجوانب الأربعة أربعة تماثيل لأبي الهول. وترمز إلى العمارة المصرية. ويعلو الهرم تمثال السلام يمسد غصن زيتون وباليد الأخرى شعلة.

وكان التصميم يحتوي نقوش هيروغليفية على جبهة التمثال. أما جسم الهرم نفسه ففي كل جهة من الجهات وعلى الدرجات المؤدية لأعلاه. تمثل ملوك مصر. من إبراهيم أبو اليهود والعرب. ثم يوسف ويعقوب. من يوسف إلى موسى. ثم الفرس واليونانيون والرومان. ثم الفتح الإسلامي. ثم الحملة الفرنسية.

وحاول جلفاني أن يكتب كل هذا على الوجوه الأربعة للنصب. وكانت الجهات في الهرم تمثل التالي:

– واجهة الجنوب، وتعبر عن القانون الديني المنتشر في العالم من خلال الكلام والكتابة.
– مصر القديمة والحديثة التي عليها صورة الخديو اسماعيل.
– واجهة الشمال وهي أوروبا وتظهرها صورة السفن.
– واجهة الشرق وهي تعبر عن الجانب التركي. وتعبر عن العلم والحضارة المحميتان من السلطان عبد العزيز.
وكتبت النصوص بشكل مختلف في كل جهه:
– فعلى الجانب الجنوبي كتب النص بالهيروغليفية. وعلى الجانب المقابل النص العبري على القاعدة.
– على الجانب الغربي من الهرم تص باللغة اليونانية. ومقابله النص العربي.
– على الشمال نص لاتيني. يقابله على القاعدة نص فرنسي.
على الجانب الشرقي نقش بالخط المسماري القديم. ومقابله كتابة تركية.

النصب التذكاري

وكان من المفترض أن يكتب على التمثال اسماء عده. وكان المقرر أن يكتب الآتي:

“السنة الهجرية 1282 الموافقة الميلادية 1866
في عهد السلطنة الممجدة للدولة العلية العثمانية حضرت عبد العزيز خان
وتحت الحكومة الممجدة لوالي البلاد المصرية والدولة والفخامة جناب اسماعيل باشا
خص بتأسيس الاثر تأبيدا لذكر انشاء خليج سويش
المعين لتقريب ملل اوروبا إلى أمم اسيا وتكبر مناسبات التجارة بينهم
وتأكيد محائن آثار التمدن وتحصيل كمال الاتحاد بين جملة أعضاء الاجتماع
البشري بهذا الاثر العظيم الموجب للسلم العميم ثمرة تشبثاث مسيو فردينان دولسيس
وآل الي حسن الختام بمعاونة اعاظم الدول البحرية تحت نظارة عاهل فرانسا
ولكن لم ير هذا التمثال النور أبدًا.
أقرأ أيضًا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!