تبدأ أحداث مسلسل الوسية للمخرج إسماعيل عبد الحافظ بفرحة كبيرة على وجه خليل (لعب دوره طفلا أحمد عزت، ولعب دوره شابا أحمد عبد العزيز) الذى حصل على المركز الأول في الشهادة الابتدائية على مستوى محافظة الشرقية، لكمنه يتسرب من التعليم بسبب فقر والده، ويكافح حتى يحصل على الدكتوراه، حيث تنتهى أحداث المسلسل بتوسط الدكتور طه حسين له ليسافر إلى لندن لدراسة الدكتوراه.
ويستعرض المسلسل حالة الطبقية التي كان يعاني منها أبناء مصر في هذا الوقت، حيث يؤرخ المسلسل لتغلغل الأجانب في مصر في فترة حكم الملك فؤاد وابنه الملك فاروق، وتنتهى أحداث المسلسل قبل ثورة يوليو، لذا كان الجزء الثاني من المسلسل سيتعرض بالنقد لثورة يوليو، كما ورد في الجزء الثاني من المذكرات والتي حملت اسم “الوارثون”، وكذا الجزء الثالث والذي حمل اسم “السلطنة”، لذا لم يتم إنتاج الجزء الثاني من المسلسل من الأساس، ورفضه التلفزيون.
تم تقديم الجزء الأول من المسلسل سنة 1990، وتوفي الدكتور خليل حسن خليل في سنة 1999، لكن ما هي قصة الدكتور خليل التي لم ترد في المسلسل.
ولد خليل حسن خليل في قرية الرباعي بمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، لأب ثري اسمه حسن خليل، وكان جده عمدة القرية، وترك للأب تركة كبيرة أضاعها الأب بسبب كرمه من جهة، وبسبب ضمانه للدائنين، فأضاع كل ثروته، وأنجب الأب ثريا وهند وسهام وسعاد وفيصل وهو الاخ الولد الوحيد للدكتور خليل.
ولنبدأ مما انته به المسلسل، سافر الدكتور خليل إلى لندن لدراسة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي، وقتها خرج الدكتور خليل في مظاهرة ضد انجلترا بسبب تأميم قناة السويس، وفيها التق بسيدة إنجليزية اسمها برندا تهتف ضد إنجلترا، فأحبها وتزوجها، وكان قبلها التقاها 3 مرات مصادفة، وشعر أن هناك رابط يجمع بينهما، ولم يناقش الدكتور خليل الدكتوراه في إنجلترا، ولكن عاد لمصر وناقشها في جامعة أسيوط، وحصل بالفعل على الدكتوراه في الاقتصاد السياسي من جامعة أسيوط، لذا كُتب في مقدمة المسلسل “الوسية – سيرة الأستاذ الجامعي خليل حسن خليل”.
وأنجب الدكتور خليل من زوجته ابن اسمه رفيق، يبلغ الآن 59 عاما ويعمل مهندس، وشيرين 56 عاما، وبعد حصوله على الدكتوراه، حصل على فرصة عمل بدولة السنغال، ثم عمل مستشار اقتصادى بالأمم المتحدة لمدة 9 سنوات، ثم درس بأكاديمية الشرطة.
كتب خليل حسن خليل مذكراته، وأهداها للهيئة العامة للكتاب، والتي تأخرت 7 سنوات في طباعتها، وبعد طباعتها دخلت مسابقة وحصلت على جائزة أحسن راوية سنة 1984، وتم تجسدها مسلسل فى الراديو، من بطولة الممثل “أحمد ذكى” وحقق المسلسل نجاحا كبيرا، لذا قرر إسماعيل عبد الحافظة تحويلها لمسلسل تلفزيوني.
تبرع الدكتور خليل بقطعة أرض لإنشاء الوحدة الصحية بالقرية، وكان كل أمله أن يعيش لكي يري الوحدة الصحية تخدم القرية، لكنه مات قبل أن يتحقق هذا الحلم، حيث تم افتتاحها بعد وفاته.
ورحلت برندا زوجة الدكتور خليل في سنة 2013، بعد 14 سنة من وفاة زوجها وحب حياتها، وبقى أن نذكر أنه بعد ثورة يناير، قرر المخرج إسماعيل عبد الحافظ العمل على الجزء الثاني من المسلسل، لكن المسلسل ظل يتعطل حتى توفي المخرج إسماعيل عبد الحافظ في 13 سبتمبر 2012، فتبخرت فكرة الجزء الثاني من المسلسل.
وكتب خليل حسن خليل الجزء الرابع “الخلاص”، وكتب فيه رؤيته الشخصية للأزمة الاقتصادية، وكيف تصبح مصر من الدول المتقدمة، وله رواية اسمها أيام الخوف، صادرة عن دار مدبولي.
