تقاريرسلايد

الكنافة والقطايف والبقلاوة.. قصة المصريين مع حلوى رمضان

حلوى ورائها تاريخ

كتب – أحمد المرسي

يحل علينا غدًا بداية شهر رمضان المبارك. وتستعد الأمهات في المطابخ لإعداد أشهى أصناف المأكولات. كما قضت العادة في مصر. وجميع مناطق الشرق العربي الإسلامي. فمن أصناف الكنافة إلى البقلاوة إلى القطايف. وغيره من تلك المأكولات الشهية. والحلوى الجميلة. والتي تكاد لا تزورنا إلا في ذلك الشهر.

وبتلك المناسبة يفتح بث مباشر ملف الأكلات الرمضانية. وقصصها مع المصريين خاصة.

الكنافة

تعتبر الكنافة واحدة من أشهر الحلوى المعروفة. وترتبط ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان. ولكن تقول المصادر التاريخية. أن ظهور الكنافة لم يكن كحلوى للتناول. ولكنه كان سحورًا. ومن الغريب أن تكون الكنافة سحورًا حيث نفهم اليوم. أن العسل والسكر بها قد يدفعان الشخص للشعور بالعطش بشدة في اليوم التالي. ولكن الحقيقة أن الكنافة كانت عشاء الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان. فيقول السيوطي في كتابه “منهل اللطائف في الكنافة والقطايف” إن معاوية بن أبي سفيان كان يجوع في رمضان جوعًا شديدًا.  فسكا ذلك إلى طبيبه محمد بن آثال. فقام الطبيب بعمل أكلة خاصة له بها مفعول السحر. تسد جوعه فكانت الكنافة. فكانت تستخدم كعلاج لسد الشهية. ويقول المؤرخون أن كلمة كنافة ليس لها أصل عربي. ولكن يوناني.

وانتشرت تلك الحلوى في دمشق. عاصمة الدولة الأموية في ذلك الوقت. فسميت كنافة معاوية. ومنها انتقلت إلى باقي الأراضي الإسلامية. فصارت أشهر حلوى في رمضان. فيقول الشاعر أبو الحسن الجزار المصري عنها:

سقى الله أكناف الكنافة بالقطر
وجاد وليها سكر دائم الدر
وتبا لأوقات المخلل إنها
تمر بلا نفع وتحسب من عمري

القطايف

تقول أغلب المصادر التاريخية أن القطايف ظهرت في العصر الأموي. وخاصة من قصر الخليفة سليمان بن عبد الملك. سنة 716م.

وعن سبب تسيمتها فيقول المؤرخون أنه طباخ الخليفة قرر أن يخترع هذه الفطيرة المحشوة بالمكسرات وقدمها بشكل مزين في مجلس الخليفة للحضور من الشيوخ والشعراء، فقطفها الضيوف من بعضهم البعض من حلاوتها فسميت “القطائف”.

وارتبطت القطائف بعد ذلك بسنوات وتحديدًا في عصر المماليك بشهر رمضان. وأخذت شكل الهلال لكي تناسب الشهر الكريم. وكانت القطايف من أكثر الحلوى التي تغنى بها الشعراء. فيقول الشاعر الأموي ابن الرومي.

قطائف قد حشيت باللوز والسكر الماذي حشو الموز
سررت لما وقعت في حوزي سرور عباس بقرب فوز
وهو هنا يشبه فرحته بوصول القاطايف بفرحة الشاعر العباس بن الأحنف بحبيبته فوز.
ويقول الشاعر:
لله در قطائف محشوة
من فستق دعت النواظر واليدا
شبهتها لما بدت في صحنها
بحقاق عاج قد حشين زبرجدا

 

البقلاوة:

ارتبطت البقلاوة بشهر رمضان منذ العصر العثماني. حيث أنها حلوى عثمانية في الأصل. والغريب أن البقلاوة كان لها موكب يسمى موكب “البقلاوة”. وظهر هذا الاحتفال في القرن 17. ففي يوم 15 رمضان وبعد ان يزور السلطان الخرقة الشريفة. توزع صواني البقلاوة على وحدات العساكر الإنكشارية. وباقي الوحدات العسكرية في إسطنبول. فلكل 10 أشخاص صينية بقلاوة.

ويذهب العسكر حتى سرايا السلطان. ويقوموا بعمل اصطفاف حتى تأخذ كل فرقة صوانيها. ويمشوا في شوارع إسطنبول والناس تشاهدهم.

وتعتبر كلمة بقلاوة هي تحريف الكلمة التركية Baklava، وهي الكلمة التي جاءت من اللفظة المنغولية “بايلاوا” واللي معناها “الربط واللف” وهي طريقة صنعها.

وتقول المصادر التاريخية أن اول من صنعها كانت السلطانة رابعة كلنوش زوجة السلطان العثماني محمد الرابع والتي كان لقبها “فلقة القمر” وكان السلطان يعشقها ويحبها حب خرافي للدرجة التي لم يكن يأكل إلا من يدها. فجاءت رابعة بالجلاش ووضعت بين طبقاته الحشو بأنواعه فسكبت عليه العسل. وقدمته للسلطان فأعجب به اعجابًا شديدًا.  وانتقلت البقلاوة إلى الوطن العربي عن طريق العثمانيين.

والحقيقة أن حب المصريين لحلوى رمضان كان كبيرًا. للدرجة التي عانوا فيها بالقرن العاشر من ارتفاع الأسعار وعدم القدرة على شرائها. فيقول السيوطي أنهم أنشدوها يقولون:

لقد جاد بالبركات فضل زماننا
بأنواع حلوى نشرها يتضوع
حكتها شفاه الغانيات حلاوة
ألم ترني من طعمها لست أشبع
فلا عيب فيها غير أن محبها
يبدد فيها ماله ويضيع
فكم ست حسن مع أصابع زينب
بها كل ما تهوى النفوس مجمع
وكم كعكة تحكي أساور فضة
وكم عقدة حلت بها البسط أجمع
وكم قد حالا في مصر من قاهرية
كذاك المشبك وصله ليس بقطع
وفي ثوبه المنقوش جاء برونق
فيا حبذا أنواره حين تسطع
وقد صرت في وصف القطايف هائما
تراني لأبواب الكنافة اقر
ما قاضيا بالله محتسبا عسى
ترخص لنا الحلوى نطيب ونرتع

اقرأ أيضًا:

“رحلة طائرة الموت”.. حكاية طيار بقي معلقًا في الهواء ٢٠ دقيقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!