التريندتقاريرسلايد

علي سالم الذي زار الكيان المحتل بسيارته النيفا فكرهه الجميع

لم يُحدث كاتب في مصر ضجة كما أحدثها الكاتب المصري علي سالم، مؤلف مسرحية مدرسة المشاغبين، لم تكن إثارة الجدل بسبب المسرحية وحسب، لكن بسبب زيارة الكاتب لإسرائيل سنة 1994 بسيارته الخاصة “النيفا” في زيارة هي الاولى من نوعها، وكانت الزيارة بسبب اقتناعه باتفاقية السلام التي وقعها السادات بعد 13 سنة من وفاة السادات نفسه نتيجة لتوقيعه هذه الاتفاقية، وفي أعقاب اتفاقية أوسلو عام 1993.

لقب الكاتب المسرحي علي سالم بـ”أبو التطبيعيين”، واشتهر بآرائه السياسية المثيرة للجدل، ودعوته للتطبيع مع إسرائيل وزياراته المتكررة بسيارته النيفا بعد توقيع اتفاقية السلام مع مصر.

تحميل كتاب رحلة إلى إسرائيل pdf تأليف علي سالم - فولة بوك

وُلد سالم في مدينة دمياط عام 1936، لأسرة فقيرة ولكنه تمكن من الحصول على تعليم ممتاز، خاصة في مجال الأدب العربي والعالمي، وكان والده شرطيا فقيرا توفي عام 1957 عندما كان سالم في الحادية والعشرين من عمره، ما أدى إلى إعفائه من الخدمة العسكرية كي يستطيع إعالة أسرته، وفي 1963 كتب مسرحيته الأولى، “الناس اللي في السماء الثامنة”، وهي مسرحية شبه هجائية تروي حكاية كوكب يخضع لسيطرة ملك وطاقم من العلماء الذين يؤمنون بأن الحب مرض يجب علاجه بإزالة “غدد الحب” من أجسام الأطفال، وينظم الواقعون بالحب انقلابا برئاسة وزير الطب لتلك المملكة.

رحلة إلى إسرائيل by علي سالم | Goodreads

كانت مسرحياته اللاحقة “أثقب” من ناحية النقد السياسي، من بينها “الرجل اللي ضحك على الملائكة” (1966)، “أنت اللي قتلت الوحش – كوميديا أوديب” (1970). أما المسرحية التي اشتهر بها في أنحاء العالم العربي فهي الكوميديا “مدرسة المشاغبين” التي تروي حكاية معلمة للفلسفة تحاول تأديب صف من التلاميذ المشاغبين، المسرحية نالت هجوما حادا من النقاد ووصفوها بأنها السبب في تدمير التعليم، ورد علي سالم قائلا: “إن التعليم الذي تهدمه مسرحية هو تعليم هش لا قيمة له”.

برز علي سالم في دعمه المبادرة السلمية التي قام بها الرئيس المصري محمد أنور السادات في نوفمبر 1977 بشأن السلام بين العرب وإسرائيل، ولكنه لم يزر إسرائيل حتى سنة 1994 بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو الأولى، وسرد سالم أحداث رحلته ولقاءاته مع إسرائيليين في كتاب رحلة إلى إسرائيل، الصادر عن مكتبة مدبولي وسلسلة أخبار اليوم الشهيرة كتاب اليوم، وبعد صدوره في مصر تم ترجمة الكتاب إلى اللغتين العبرية والإنجليزية حيث صدر أيضا في إسرائيل وفي بلدان أخرى.

الغريب أن على سالم كتب مسرحية عن المقاومة وعن ضرورة الحرب اسمها «أغنية على الممر”، تحولت لفيلم شهير من إخراج علي عبد الخالق، الغريب أكثر أن علي سالم كان له شقيق استشهد في حرب فلسطين سنة 1948، ومن قتله معروفين تماما، وبعدها احتلوا فلسطين الذي دافع علي سالم عن السلام معهم.

كانت رؤية علي سالم للأمر، إن الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين يُشكّل لحظة نادرة، لأنها لحظة اعتراف الأنا بالآخر، أنا موجود، وأنت أيضاً موجود، الحياة من حقي وهي أيضاً من حقك، والحديث عن السلام ليس كافياً لصنعه، لا بد أن نتقدم نحن لتجسيده بالفعل وليس بالكلمات”.

وعندما  ظهر علي سالم على التلفزيون الإسرائيلي، سأله مقدم البرنامج يوسف إسماعيل: “لماذا جئت أستاذ علي.. بالرغم من أننا نعرف أن معظم المثقفين المصريين لا يوافقونك على هذه الرحلة؟” فرد علي سالم: “أنا لا أمثل إلا نفسي ومعي أصوات قليلة، ولكني أذكّرك بأن الأصوات القليلة التي تؤمن بما تفعل هي التي تصنع التاريخ”.

ومنذ زيارته إلى إسرائيل كان علي سالم من أشد المؤيدين للتطبيع مع الكيان المحتل من بين الأدباء العرب، ولم يتنازل عن موقفه هذا بالرغم من الإدانات التي نشرت ضده في الصحف والمجلات المصرية والتي انتهت بمحاولة لطرده من جمعية الأدباء المصرية وقد فشلت المحاولة لأسباب قضائية، ولكن الأجواء العدائية تجاه سالم ما زالت سائدة بين عدد من زملائه، وتمت مقاطعة سالم ومعاملته معاملة المنبوذ وشن الهجوم يوميا عليه، ووصل الأمر حتى محاولة اغتياله أكثر من مرة، ووصل به الأمر أنه لم يجد قوت يومه، بسبب وقف التعامل معه ومنع عرض أفلامه، وكتب عدد من الأعمال ونسبت لغيره لكي يستطيع العيش.

وفي يونيو 2005 قررت جامعة بن جوريون في النقب، الواقعة في مدينة بئر السبع جنوبي فلسطين، منحه دكتوراة فخرية، أما السلطات المصرية فمنعته من الخروج من مصر لحضور الحفل في بئر السبع دون أن تعلن السبب لذلك، وأعرب سالم والجامعة الإسرائيلية عن عدم ارتياحهما لمعاملة السلطات المصرية معه.

وفاز علي سالم بجائزة الشجاعة المدنية والتي تقدمها مؤسسة تراين الأمريكية، وقيمتها 50 ألف دولار أمريكي وتسلمها يوم الأربعاء 19 نوفمبر2008 بمقر إقامة السفير الأمريكي في لندن.

علي سالم.. صاحب «المدرسة» ومؤيد التطبيع (بروفايل)

ورحل علي سالم في سنة 2015، وكان له لقاء شهير مع عادل حمودة قبل وفاته، في 22 سبتمبر 2015، وكانت ضيف في فقرة ضمن فقرات البرنامج للحديث عن الكتابة الساخرة، وقتها طلب منه عادل حمودة توجيه رسالة للكُتاب الشباب.. فقال لي: “لو معرفتش تعمل حاجة قبل التلاتين.. هتتعب في حياتك قوي… بعد التلاتين جسمك هيخونك وجهدك هيقل”.

أقرا أيضا

ببيضة ودجاجة.. قصة “صالح عطية” أصغر جاسوس مصري في الصراع العربي الإسرائيلي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!