تقاريرسلايد

رفض الغداء.. هكذا رحل الرئيس جمال عبد الناصر برواية زوجته

يعرف الجميع أن الرئيس جمال عبد الناصر رحل عن عالمنا في سبتمبر سنة 1970، لكن الكثير أيضا لا يعرف ما حدث في ليلته الأخيرة، وليس أفضل من زوجته السيدة تحية كاظم نسمع منها تفاصيل الليلة الأخيرة في حياة الرئيس عبد الناصر.

حكت السيدة كاظم في مذكراتها “ذكريات معه”، والتي أصدرتها دار الشروق في سنة 2011، عن اليوم الأخير في حياة زوجها الرئيس عبد الناصر، وتقول: “كان الرئيس فى الهيلتون منذ أيام، وكنت أتابع الأخبار فى الجرائد والاذاعة والتليفزيون، ويوم الأحد ، كنت جالسة أمام التليفزيون، وظهرت المذيعة المذيعة سميرة الكيلانى لتقرأ نشرة الأخبار (دعا الرئيس عبد الناصر لقمة عربية طارئة في 27 سبتمبر، للدعوة لوقف إطلاق النار بين الاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية، خشية من حدوث حرب إقليمية”.

تعرف على أبرز من حاورتهم سميرة الكيلانى فى برنامج "كاتب وقصة" - اليوم السابع

وقالت المذيعة سميرة الكيلاني “تم الوفاق على أعمال المؤتمر، واختتم المؤتمر أعماله، وغادر الضيوف من الملوك والرؤساء القاهرة، وكان فى توديعهم الرئيس، وسيغادر الباقى غدا”.

 

فهللت من الفرحة وصفقت بيدى، وحضرت ابنتى منى فى هذه اللحظة، وبعد انتهاء نشرة الأخبار، قالت لي ابنتي منى : نشاهد يا ماما فيلم فى السينما؟ ونزلنا للدور الأول. (تزود القصور الرئاسية بسينمات وكافة وسائل الترفيه)

الرئيس يصل للمنزل

تقول تحية كاظم: “فى الساعة العاشرة والنصف مساءا، جاء السفرجى يقول: حضر سيادة الرئيس يا فندم، فقلت لمنى : فلتكملى أنت الفيلم وسأصعد لبابا، وتركتها، ودخلت الحجرة، وجدت الرئيس راقدا على السرير فصافحته بحرارة، وقلت له: الحمد لله لقد سمعت نشرة الأخبار، وفرحت جدا وهللت، فقال: الحمد لله، وكان قد طلب العشاء من السفرجي، فسألنى الرئيس :هل تناولتي عشائك؟ فقلت: نعم.. وجلست معه ولم يأكل إلا لبن زبادى ورجع إلى السرير، وكان الارهاق واضحا عليه.

حتى منى لم تستكمل مشاهدة الفيلم وذهبت للسلام على والدها، وجلست معه على طرف السرير، ثم حضر خالد للغرفة وصافحه، وتحدث الرئيس للساعة الثانية عشر في الهاتف للاطمئنان على العمل، ثم قال لزوجته:
– سأنام مبكرا، وغدا سأذهب فى الصباح لتوديع الملك فيصل وأمير الكويت وأطفأ النور ونام.

تعرف على آخر كلمات قالها جمال عبدالناصر قبل وفاته

اليوم الأخير في حياة الرئيس

استيقظ الرئيس قبل الساعة الثامنة، وحضر الدكتور الخاص بالرئيس، تقول السيدة تحية كاظم: “خرجت من الحجرة، ودخلت حجرتي، وكنت استعد للدخول للرئيس فى حجرته لأتناول معه الإفطار فدخل لي فى الحجرة لتحيتى قبل خروجه، وقال لي: سأذهب للمطار لتوديع أمير الكويت ( صباح الثالث السالم الصباح)، ووجدت أفطاره كما هو ولم يتناول منه شيئاً سوى الفاكهة.

عاد الرئيس للمنزل فى الساعة الثانية عشرة، وحضر الدكتور الخاص ودخل له، تقول السيدة تحية: “كنت سأدخل للرئيس ووجدت الدكتور يجرى له فحص رسم قلب فرجعت ولم أدخل له، ثم بعد ذلك خرج الرئيس مرة ثانية لتوديع أمير الكويت، ثم رجع الرئيس من المطار فى الساعة الثالثة بعد الظهر، وعند خروجي من حجرتي وجدت ابنتي هدى تستعد لتذهب إلى بيتها بعد أن انتهت من الشغل، وكانت تجلس فى مكتب والدها فى الدور الثانى تعمل سكرتيرة له منذ عام”.

بعد مضى بضعة شهور من شغل هدى مع والدها، قال ناصر لزوجته:
– هدى الآن تدربت على العمل معى وتعلمت وبتريحني.

يومها، قالت هدى لوالدتها بصوت خافت
– يا ماما .. خلي بالك بابا تعبان وسينام.

وتروي السيدة تحية كاظم: “رآنى ناصر وقال لي: تعالى يا تحيه، فدخلت الحجرة، وأشار لى بيده وهو راقد على السرير أن أجلس، فجلست على طرف السرير فسألني: هل تناولت الغداء يا تحيه ؟ قلت: نعم تناولته مع الأولاد، فقال لي: أنا مش هاتغدى، وأشار لى بيده أن أبقى كما أنا جالسة فبقيت حوالى عشرة دقائق وهو راقد لم يتكلم.

صور نادرة للزعيم جمال عبد الناصر مع عائلته

الصاوي حبيب

وتضيف السيدة تحية كاظم: “حضر الدكتور الصاوى حبيب فقال له الرئيس :ادخل يا صاوي فدخل، وقمت كعادتى عند دخول الأطباء له فى الحجرة وخرجت إلى المكتب، فقال الدكتور: نريد عصير، فذهبت وأحضرت عصير برتقال وليمون جهزته بنفسى بسرعة وحملتهما ودخلت له فى الحجرة، وقلت: “هذا برتقال محفوظ وليمون طازج” فقال : آخذ برتقال، وشرب الكوب وأنا واقفة وقال لى : متشكر، ثم خرجت من الحجرة وجلست فى حجرة المكتب، وبعد دقائق حضر دكتور اختصاصي، منصور فايز فقلت له بالحرف: انت جيت ليه يا دكتور دلوقتي؟، أنا لما بأشوفك بأعرف إن الرئيس تعبان وبأكون مشغوله، فرد وقال: أنا معتاد أن أحضر كل أسبوع فى يوم الإثنين واليوم الإثنين ودخل للرئيس.

وتابعت: “بقيت جالسة فى حجرة المكتب وسمعت الرئيس يتحدث، وسمعت الراديو ونشرة الأخبار فى إذاعة لندن، وقالت لى ابنتي منى: بابا بخير والحمد لله تعالى نخرج من هنا، وخرجت معها وجلسنا على الترابيزة فى حجرة السفرة، وبعد دقائق جاء لي الدكتور الاختصاصي، وقال : الرئيس الآن تحسن وإذا أردت الدخول له فلتدخلي، وأخذ يدخن سيجارة فقلت له: لا داعى حتى لا يشعر إنى قلقة، وبعد لحظات جاء الدكتور الصاوي يجرى مسرعا وقال: تعالى يا دكتور ودخل الدكتور يجري، ودخلت لحجرة المكتب ومنعتنى منى من الدخول لوالدها، وقالت إن بابا بخير لا تخافي يا ماما، وأجلستنى فى حجرة المكتب وجلست معى.

وبعد فترة حضر دكتور آخر ثم دكتور ثالث، فدخلت عنده ووجدت الأطباء بجانبه يحاولون علاجه، وكنت أبكى وخرجت حتى لا يرانى الرئيس وأنا أبكي، ثم دخلت له مرة ثانية وازداد بكائى وخرجت وجلست فى حجرة المكتب، ودخل عدد من السكرتارية، ثم حضر حسين الشافعى ومحمد حسنين هيكل، وكل واحد يدخل الحجرة ولا يخرج منها وكنت أبكى.

تروي تحية كاظم: “أصرت منى أن أخرج إلى الصالة، فكنت أمشى وأقول : جمال جمال، ووجدت الكل يخرج وينزل السلالم فدخلت مسرعة، ورأيت حسين الشافعي (نائب الرئيس) يخرج من الحجرة يبكى ويقول: مش معقول يا ريس، وحضر خالد وعبد الحكيم فى هذه اللحظة، ولم يكونوا فى البيت ولا يدرون شيئا، ودخلا مسرعان، وحضرت هدى وكانت لا تعلم بما جرى بعد ذهابها لبيتها، ثم دخلت للرئيس ووقفت بجواره أقبله وأبكيه، ثم خرجت من الحجرة لاستبدل ملابسى والبس ملابس الحداد، ونزلت مسرعة الى الدور الأول، ووجدت الكل، الأطباء والسكرتارية وهيكل وحسين الشافعى وأنور السادات حضر، والكل واقف فى الصالون.

وتنهى حديثها: “خرجت إلى الصالة، وجاء لي هيكل والدكتور الصاوي، وطلبا منى أن أصعد للدور الثانى، وادخلنى الدكتور حجرتي، وأعطانى دواء بضع حبات وظل بجانبى، ثم أعطانى حقنة، وحضرت إحدى قريباتى وظلت معي، وجاء عبد الحميد من الإسكندرية (الابن الثالث للرئيس عبد الناصر).

“ودخل عبد الحميد لي فى الحجرة وهو يبكى وقال: “لقد قالوا لى إن بابا تعبان وحضرت فى طائرة، ودخلت هدى ومنى، ولم أدرى ما مضى من وقت، فقمت لأخرج من الحجرة فقال لي الدكتور: لما قمت؟ فقلت سأذهب وأجلس بجانبه، فقالت هدى: لقد ذهب بابا لقصر القبة، وذهبنا معه.

 

أقرأ أيضا

حكاية صورة.. عندما قتل إيفان الرهيب ابنه؟

لماذا تلد الأمهات على ظهورهن.. رغم أنها ليست الطريقة الصحيحة للولادة!

“كان كالأفلام”.. قصة الزواج الثاني لهشام سليم

وصية حسن عابدين وحوّل القصري وأمنية شادية.. حكاية 22 صورة نادرة

ندمت بسبب الخادمة ورفضت الزواج من الفنانين.. حكاية منيرة سنبل بطلة شارع الحب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!