تقاريرسلايد

ترميم جامع الحاكم.. عندما هددوا السادات بالقتل بسبب طائفة “البهرة”

طائفة مخفية بين المصريين

كتب – أحمد المرسي

يعتبر جامع الحاكم بأمر الله واحد من أشهر المساجد في تاريخ مصر. وترجع أهميته التاريخية لكونه واحد من أوائل المساجد التي بنيت في مصر. كذلك لموقعه الجغرافي بجوار باب الفتوح. أشهر أبواب القاهرة التاريخية.

خلفية التاريخية

بني مسجد الحاكم بأمر الله في البداية بأمر من الخليفة الفاطمي العزيز بالله. ولكنه مات قبل أن يتمه. فأكمل بناءه ولده؛ الحاكم بأمر الله، ولذلك سمي بإسمه. وهو أصغر من جامع عمرو بن العاص. ولكنه يتميز بمآذنه. وارتفاع أسواره.

الحكام بأمر الله تاريخيًا

يعتبر الحاكم بأمر الله واحد من أكثر الحكام جدلًا في التاريخ. حيث نسب إليه العديد من الشطحات. والتي في أغلبها لم تكن حقيقية.

وكان الحاكم بأمر الله صاحب فلسفة خاصة. حيث أنه رفض نظام الوراثة الخاص بالشيعة الإسماعيلية. وولى ابن عمه كوليّ عهد. مما تسبب في شق الصف داخل العائلة المالكة. وهو الصراع الذي انتهى بمقتله في أحد الليالي. عندما خرج إلى جبل المقطم بحماره للتأمل كما هو العادة. ولما استأخره الجند. ذهبوا لتفقده. فوجدوا عباءته ملوثة بالدم. ولم يجدوا له جثة بعد ذلك. وقتل ابن عمه ولي العهد.

وتقول أغلب المصادر السنية والقبطية أن أخته ست الملك. كانت هي السبب في اغتياله.

ترميم المسجد

أهمل جامع الحاكم بأمر الله سنوات طويلة. فتهدمت جدراته. وتحولت أروقته إلى مخازن للتجار المحيطين به. حيث أنها كانت منطقة تجارية بالدرجة الأولى. ولكن في عصر الرئيس السادات طالبت طائفة البهرة الشيعية بإعادة ترميمه. بعد أن بدؤوا هجرتهم لمصر.

طائفة البهرة

تعتبر البهرة طائفة شيعية مشهورة. يقول البعض انهم بقايا الفاطميين الذين خرجوا من مصر بعد سقوط الخلافة الفاطمية. ويعتبرون الحاكم بأمر الله شخصية مقدسة بالنسبة لهم.

والبهرة هي كلمة هندية تعني “التجار”. حيث أنهم تركوا السياسة وعملوا بالتجارة. فعرفهم الهنود بهذا الاسم. وانتشر مذهبهم بينهم. ثم هاجروا بعد ذلك مؤخرًا إلى دول الخليج. مع بقية الآسيوين. ومنها إلى اليمن ومنها إلى مصر. حيث اقترحوا على السادات تجديد المسجد بالجهود الذاتية.

ورحب السادات بطائفة البهرة. في ظل جو سادت فيه الحريات للجماعات الدينية التي استهدف بها السادات ضرب الجماعات الشيوعية اليسارية في مصر.

ودعي السادات لافتتاح المسجد. ولكنه تخوف من أن يكون هناك محاولة لاغتياله من قبل الجماعات الإسلامية السنية. ولكن لم يحدث شيء.

وتعرض البهرة بعدة اغتيال السادات في  6 أكتوبر 1981 للمضايقات الأمنية ضمن بقية الجماعات الإسلامية الأخرى. رغم عدم ارتباطهم بعملية الاغتيال.

ويقوم الشيعة البهرة الذين استقروا كتجار في الجمالية والقاهرة العتيقة برعاية المسجد. وهو مفتوح لجميع الطوائف للصلاة. ويحج إليه الكثير من الموحدين الدروز.

ويتمتع البهرة بعلاقات جيدة بالحكومة المصرية. وقد تبرعوا بـ 10 ملايين جنيه في 2018 لتحيا مصر. وعددهم الآن في مصر قليل.

ويمارس البهرة عباداتهم في أحد أركان الجامع. وتتميز صلواتهم بأنهم يضربون صدورهم خلال الصلاة. ويصدرون بعض الأصوات يجدها بعض السنة مزعجة خلال الصلاة. ولكنهم يفعلون ذلك تقربًا إلى الحسين.

انتقادات الترميم

يوجه د. جلال الشايب الاستاذ بكلية الفنون الجميلة الانتقاد لعملية ترميم المسجد. ويقول أنها غيرت في معالمه الأساسية. حيث اصبح المبنى من الداخل يبدوا جديدًا. فتم إهدار قيمته التاريخية. ولم يعد فيه شيء يذكر من قديمه الذي يمتد عمره لألف سنة إلا المأذنتين.

ويتبع المسجد الآن وزارة الأوقاف رسميًا. ولكنه مفتوح لجميع الطوائف الإسلامية لممارسة شعائرها الدينية.

اقرأ أيضًا:

عندما تسببت الزغطة في وفاة الشيخ محمد رفعت

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!