كتب – أحمد المرسي

 

عند تصوير أي مشهد ولادة في السينما أو التلفزيون، دائمًا ما نجد الأم تلد بالوضعية التقليدية.

على ظهرها، وهي تمسك بيد أحدهم، والحقيقة أنه طبيًا، هذه أسوء طريقة لتلد الأم جنينها.

مخاطر الوضعية التقليدية:

تتسبب هذه الوضعية في ألم كبير، لأنها ضد اتجاه الجاذبية، وعكس اتجاه الحوض.

كيف كن يلدن قديمًا؟

في مصر القديمة كانت النساء يلدن في وضعيفة “القرفصاء”، وفي كل الحضارات القديمة، استخدمن وضعيات مختلفة إلا تلك الوضعية التي نراها اليوم.

لماذا تلد النساء على ظهورهن؟

لوضعية  الولادة بالاستلقاء على الظهر قصة غريبة، والسبب فيها ملك.

كان لويس الرابع عشر، ملك فرنسا من عام  1643 إلى 1715 يريد أن يكون له ولي عرش.

وأنجب لويس 22 ابنًا، وكان لديه عادة غريبة، وهي رغبته في أن يرى ولادة أبناءه بنفسه.

ولهذا السبب الغريب الشاذ أمر نساءه أن يلدن بهذا الوضع وهن مستلقيات على ظهورهن ليرى الولادة بشكل أفضل. لحظة الخروج للنور.

العادة تنتشر من فرنسا للعالم:

وكالعادة، انتشرت العادة من فرنسا بفضل هذا الملك، وتحولت إلى الطريقة الطبية المستخدمة في القرن الـ 17.

ومع استيراد المناهج الطبية من أوروبا للوطن العربي تم اعتماد تلك الطريقة لوقت قريب.

الولادة عقاب إلهي:

كانت الولادة في نظر رجال الدين في تلك الفترة عقاب إلهي.

ولم يكن الألم في نظر الكنيسة فترة القرون الوسطى إلا من أجل تطهيرها من الخطيئة الأولى.

حرم الرهبان استخدام المسكنات أثناء الولادة، وكان هذا يشمل ولادات الملكات كذلك، داخل القصور الملكية.

مراجعات طبية:

بدأ الأطباء في أمريكا حاليًا بمراجعة تلك الممارسة، والعودة إلى الطرق الفطرية الطبيعية القديمة في الولادة.

وظهرت للنور طرق أخرى للولادة بوضع الجلوس على الركبة، أو القرفصاء.

وبعتمد الأطباء الأمريكيون الآن طريقة الولادة بالغمر، حيث تجلس الأم داخل حوض من الماء الدافيء أثناء الولادة.

ويرى الباحثون أن الماء الدافيء له قدرة على تقليل آلام المخاض، وله تأثير مهديء، ويقلل من هرمونات الألم والتوتر.

ويفكر كثير من الأطباء في التخلي عن عادة الولادة بوضع الاستلقاء الذي عرفته البشرية من 200 سنة فقط على يد ملك.

أقرأ أيضًأ:

 

هل تجري دماء الرسول محمد في عروق الملكة إليزابيث؟