تقاريرسلايد

بين الحجاب وتهديدات بالقتل.. قصة نيلهان حفيدة آخر سلاطين المسلمين

تطالب بحقها في إرث عبد الحميد الثاني

سقطت الدولة العثمانية تاريخيًا في عام 1924 وصعد مصطفى كمال أتاتورك إلى سدة الحكم في تركيا وبدلا من السلطنة العثمانية التي استمر حكمها أكثر من 500 عام، نشأت الجمهورية.

وتفرق أحفاد السلاطين العثمانيين في بلاد العالم، فعلى سبيل المثال سافر سليم بن السلطان عبد الحميد إلى مصر، وعاش سنوات من عمره تحت رعاية أسرة محمد علي باشا في القاهرة، وسافر البعض الآخر إلى الشام، وسافر آخرون إلى فرنسا، بل إن أحدهم عمل سائق تكسي في فرنسا، وآخر عمل بائع متجول يبيع أمواس الحلاقة.

صورة أخيرة للسلطان عبد الحميد الثاني قبل وفاته وبعد عزله
صورة أخيرة للسلطان عبد الحميد الثاني قبل وفاته وبعد عزله

في السنوات الأخيرة ومع حكم رجب طيب أردوغان بدا أن هناك إعادة تقدير لأحفاد السلاطين القدامى، حيث أعاد لهم الجنسية التركية والتي لم يكونوا قد حصلوا عليها، ورفضت أكثر من مرة.

من بين أحفاد السلطان عبد الحميد الثاني كانت نيلهان عثمان أوغلو، حفيدة من الجيل الخامس تبلغ من العمر 30 عامًا، ولكنها تأتي بكثير من الضجة الإعلامية.

تصريح كوميدي

ظهرت نيلهان للإعلام بتصريح أثار الكثير من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قالت أن نابليون بونابرت كان يمدح جدها، والحقيقة أن هذا التصريح لم يكن موفقًا أبدًا، حيث أن نابليون بونابرت كان قد مات بالفعل قبل أن يولد السلطان عبد الحميد الثاني بفترة وافية. حيث توفي الإمبراطوري الفرنسي في عام 1821 بينما ولد عبد الحميد في 1842. وإذا كانت تقصد بالفعل نابليون الثالث فإنه كان قد مات في عام 1873، قبل تولي عبد الحميد الحكم بثلاثة سنوات.

ارتداء الحجاب

ظهرت نيلهان قبل ارتداء الحجاب، لكنها ظهرت بعد ذلك به، وقالت في تصريحاتها أنها ارتدت الحجاب بدون إجبار من أي شخص، وأن والدها الأمير أورهان أوغلو قد نصحها مرة واحدة بارتداء الحجاب، وترك الحرية لها، وأنها قد ارتدت الحجاب بعد نصيحة العديد من الأشخاص، وقالت أنه ليس من حق المسلم أن يتدخل في رغبة شخص الآخر في ارتداء الحجاب أو خلعه. مؤكدة أن الحجاب يبدأ باللسان والقلب ويتمثل بالحياء والأخلاق.

جزيرة غلطة سراي

طالبت نيلهان اوغلو باستعادة جزيرة غلطة سراي الواقعة في مضيق إسطنبول باعتبارها ملكية لها وميراث متبقي لها من جدها السلطان عبد الحميد.

وقالت في مداخلة تلفزيونية: إن هذه الجزيرة “هى ميراث متبقي لها من جدها” السلطان عبد الحميد الثاني، مشيرة إلى أنها ستلجأ إلى محكمة حقوق الإنسان إذا رفضت السلطات منحها الجزيرة، وقالت أن الجزيرة ملك لنادي غلطة سراي الرياضي، ولا يمكن اتخاذ أي إجراءات قانونية بشأنها بسبب انتهاء مهلة العشر سنوات، التي ينص عليها القانون التركي للمطالبة بالملكية” من الحقبة العثمانية.

تهديد بالقتل

نال نيلهان الكثير من الانتقاد بعد أن أعلنت تأييدها للنظام الرئاسي، وقد وصل هذا الانتقاد إلى التهديدات بالقتل، لعد تبنيها التاريخ العثماني، وقد استغربت تلك الضجة الإعلامية والشتائم التي انهالت عليها من المعارضين للدستور الجديد، وقالت:”لا يهمني ما يكتب أو ينشر عني، فأنا لن أتراجع عن موقفي وقراري، وأحترم الآراء الأخرى، مواد الدستور في متناول الجميع، وبإمكان أي واحد منّا مراجعته، ومن ثمّ الإدلاء برأيه بملء إرادته الحرة، أما أنا فلن أسمح لنفسي أن أكون إلى جانب مريدي الفوضى في بلادي”.

مطعم وعطور

تعمل نيلهان في الأعمال الحرة في تركيا، وهي تملك مطعمًا في أسطنبول، على الطراز العثماني، تقدم فيه المأكولات على الطريقة العثمانية التي عثرت عليها في الوثائق العثمانية، وكذلك قامت بإطلاق خط انتاج لعطر جدها عبد الحميد الثاني، بعد أن عثرت على خلطة ذلك العطر في الوثائق التاريخية، وهو أحد أنواع العطور المعتمدة على عطور الورود خاصة زهرة الحلقوم.

الجدير بالذكر أن السلطان عبد الحميد هو أحد أشهر السلاطين العثمانيين، وقد اشتهر بدوره في تحدي السياسة البريطانية في المنطقة، وخاصة في توطين اليهود في فلسطين، وقد عزلته حزب الاتحاد والترقي عن السطلنة في 1908 ليتوفي في عام 1918، قبل سقوط الدولة العثمانية بسنوات قليلة.

 

اقرأ أيضًا:

كيف أظهرت الدراما حكام الأسرة العلوية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!