تقاريرسلايد

فاسيلي أركييبوف.. الرجل الذي أنقذ العالم في أخطر لحظة بالتاريخ

فاسيلي أركييبوف.. الرجل الذي أنقذ العالم في أخطر لحظة بالتاريخ

كتب – أحمد المرسي

في عام 2000 ، تم إصدار فيلم بعنوان “Thirteen Days ثلاثة عشر يومًا” ، وهو رواية درامية لأزمة الصواريخ الكوبية من بطولة كيفن كوستنر . يشترك الفيلم في اسمه مع كتاب حول نفس الموضوع لروبرت كينيدي ، وكان شعار الكتاب: “لن تصدق أبدًا مدى اقترابنا من النهاية”.

في الحقيقة ، إذا وضعنا الخيال جانباً للحظة ، ربما كانت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 هي المرة الأولى التي يمتلك فيها الجنس البشري القدرة على القضاء على كل أشكال الحياة على الأرض، ويقول كيفن كوستنر في الفيلم أن “الرجال الطيبين” سيمنعون حدوث الكارثة، وحتى الآن ثبت أنه على صواب.

من بين هؤلاء “الرجال الطيبين” شخص لم يسمع عنه معظم الناس من قبل. بينما كانت أزمة الصواريخ الكوبية كارثة تم تجنبها بصعوبة ، في الحقيقة اقتربنا من حافة الهاوية أكثر مما يدركه معظم الناس ، وتم إنقاذ البشرية جمعاء في نهاية المطاف من خلال تصرفات رجل واحد. هذا الرجل كان اسمه “فاسيلي أركييبوف”.

أزمة الصواريخ الكوبية

مع بداية الستينات وصعود نظام شيوعي في كوبا متمثلًا في فيديل كاسترو. شعرت الولايات المتحدة الأمريكية بخطر سوفيتي يهدد أمنها. ولذلك سعت لإسقاط هذا النظام بعملية عسكرية شهيرة سميت “بعملية خليج الخنازير”.

فشلت العملية العسكرية. واستنجدت كوبا بحليفها، الاتحاد السوفيتي. الذي قرر أن ينقذها في وسط الحرب الباردة. بنقل رؤوس نووية إلى كوبا. وتوجيهها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. مما خلق أخطر أزمة عسكرية في التاريخ. وهي “أزمة الصواريخ الكوبية”.

الضابط السوفيتي

كان فاسيلي أركييبوف ضابطًا محترفًا في البحرية السوفيتية، ويحظى باحترام كبير لمشاركته في إدارة أزمة التسرب النووي الذي حدث في الغواصة الروسية K-19 في عام 1961 ، وهو حدث شهير أيامها.

ولد لعائلة من الفلاحين بالقرب من موسكو ، وقد اكتسب منصبه بموهبته وأصبح الآن يقود أسطولًا مكونًا من ثلاث غواصات من طراز فوكستروت.

كانت كل غواصة من غواصات فوكستروت تحمل رأسًا نوويًا. مركب على طوربيد.

اختيار أركيبوف

في 27 اكتوبر 1962. وخلال الأزمة الكوبية كانت الغواصة السوفيتية (B-59) في منطقة البحر الكاريبي. وقامت برصدها البحرية الأمريكية.

لم تعلم البحرية أن الغواصة تابعة للبحرية السوفيتية. أو  ولهذا لكي تجبرها على التعريف بنفسها. فبدأت في إطلاق الصواريخ عليها.

كان الرجال على متن الغواصة لا يعرفون إن كان هذا اعلانًا للحرب أم لا. كان على رأس الغواصة ثلاثة من كبار الضباط. وكان واحد منهم هو فاسيلي أركيبوف.

ظن القائد الأول للغواصة فالنتين سفيتسكي أن الحرب قد اندلعت بالفعل. ولهذا قرر أن يضرب الولايات المتحدة الأمريكية بصواريخه النووية. ولكن كي يفعل ذلك كان يجب أن يحصل على موافقة القائدين الباقيين. وبالفعل جرى التصويت.

في غرفة حارة خانقة ليس بها أجهزة تكييف. بسبب الأعطال، كان على فاسيلي أركيبوف الذي رفض الضغط على الزر. أن يقنع اثنين من القادة السوفيت بعدم ضرب صواريخهم النووية.

كان الأمر صعبًا. وكان فاسيلي يعرف معنى أن يطلقوا صواريخهم. فعلى الفور سترد الولايات المتحدة الأمريكية بصواريخ نووية. ثم تشتعل حرب نووية تدمر الكرة الأرضية.

كان أركيبوف يقامر بحياته بالكامل. فإذا اتضح بعد ذلك أن هذا كان هجومًا أمريكيًا لم يتم الرد عليه. فقد كان ذلك يعني ضياع فرصة الرد لروسيا. بل قد يعني نهايتها.

في تلك اللحظة فضل فاسيلي السلام على الحرب. وهو يتعرض للهجوم الأمريكي بالفعل. فضل الإنسانية على الثأر والعنف. ونظرًا لسمعته العسكرية الكبيرة وعلى الرغم من أنه اصغر القادة الثلاثة رتبة. انصاعوا لرأيه.

بعد سنوات سيظل الناس يتسائلون: ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن أركيبوف لم يكن بارد الأعصاب هادئًا في تلك اللحظة اللاعقلانية؟

فيما بعد سيقول الفيلسوف الأمريكي الشهير نعوم تشوميسكي:”لو تم القرار بإطلاق الصواريخ فإن ذلك كان سيدمر معظم أنحاء العالم”. وقال شليزنجر مستشار الرئيس كينيدي في ذلك الوقت، وهو الرجل الذي كان يدير الأزمة ان تلك اللحظة “كانت أخطر لحظة في تاريخ البشرية”. وسيقول توماس بلاتو مدير أرشيف الأمن القومي الأمريكي أن “أركيبوف قد أنقذ العالم في ذلك اليوم”.

 

أقرأ أيضا

“زليخة عدي”.. المرأة التي قالت “لا” في وجه من قالوا “نعم”

عندما أشتكى رئيس وزراء إسرائيل للسادات من الشعراوي

نفسي أبقى مضيفة .. صورة نادرة لسوزان مبارك عمرها 67 سنة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!