تقاريرسلايد

حكاية صورة| قصة الرجل الذي فر بابنه من الجحيم

واحدة من أكثر الصور التي تصف اللوعة والخوف والاستنجاد، صورة أب يحمل ابنته ويفر من الجحيم، هذه الصورة التي يتاجر بها كل فصيل وينسبها لقضيته ناصرا بها أزمته من شدة تعبيرها على الهول.

 

قيل إن الصورة من إفغانستان، وقيل إن الصورة من فلسطين الحبيبة، وقيل كم كبير من القصص وكلها غير حقيقية، مع الإقرار بعدالة قضية كل الشعوب المظلومة في كل بقاع الأرض، إلا أن الصورة من العراق الحبيب.

الصورة لـمصور الحروب والمواجهات الصربي جوران توماسيفيتش، والذي صور الصورة لحساب وكالة رويترز، ووصفها قائلا: “رجل يبكي يحمل ابنته عبر خطوط العدو في مدينة الموصل العراقية من الأراضي التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية إلى المواقع التي تسيطر عليها القوات العراقية”، والصورة تنطق ملامح أصحابها بفجيعة ما يعانوه.

وتم تصوير الصورة في 4 مارس 2017، ويصف جوران توماسيفيتش الصورة بعد ذلك قائلا: “كلاهما يصرخان من الرعب ، هرب الأب وابنته الصغيرة التي كان يحتضنها في ذراعه عبر شوارع وادي حجر التي تنتشر فيها الأنقاض، وتحولت في ومضة إلى ساحة معركة بين مقاتلي الدولة الإسلامية والقوات الخاصة العراقية، وعندما وصلوا إلى صفوف القوات العؤقية، أُمر الرجال برفع قمصانهم لإثبات أنهم ليسوا انتحاريين، كان الأب بجانب نفسه، مذعورًا جدًا، وكان من الواضح أنه يرتدي قميصًا قصيرًا وكان يحمل طفلًا أنه ليس من تنظيم الدولة الإسلامية، وأعتقد أنهما سيتم نقلهما إلى مخيم للاجئين”.

وعن الصعوبات التي عاناها في حرب الموصل، يقول جوران توماسيفيتش: “تمضية وقت مع العسكريين يمثل دائماً تحديا، لقد سمحوا لي مرة بالبقاء معهم لعشرة أيام وبملازمتهم في كل مهماتهم. كان الأمر شاقا جدا، في تلك اللحظات، كنا نتقاسم شكلا من الحياة الإلزامية، كأن ننام في المنازل المدمرة نفسها ونعيش المجازفات نفسها، بالتأكيد، نشأت علاقة مع الوقت، وبالتأكيد أيضا على الصحفي أن يحرص على التحلي بأكبر قدر من الموضوعية”.

سوريا

هذه الصورة للمصور الصربي غوران توماسيفيتش، وفازت بالمركز الاول في فئة الصور الاخبارية الفورية، وهي عن الحرب السورية. تظهر هذه الصورة مقاتلين من المعارضة السورية وهم ينجون بارواحهم من قصف حكومي قرب دمشق.

تظل هوية هذا الرجل مجهولة للكثيرين، مجهولة حتى لمن صورها، لا يعلم أحد ما هو مصيره، هل قُتل بعد ذلك، هل نجا ببدنه وولده ليكون عبرة، هل يعيش في المخيمات، هل عاد للموصل مرة آخرى، لكن في النهاية هي صورة ستظل رمزا للفرار من الحرب وويلاتها، ودعوة بللعنات على مشعلي الحرب والمرتزقة، ومن يؤججونها لمصالحهم الشخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!