تقاريرسلايد

قصة” زيد” ..حكاية تابوت مكتوب عليه بالعربية يعود لمصر القديمة

علاقة قديمة تمتديء إلى بداية الحضارة

كتب – أحمد المرسي

منذ مائة عام من الآن اشترى المتحف المصري تابوت خشبي من تاجر آثار، وقاموا بحفظه في مخازن المتحف المصري في بولاق آنذاك أو “الأنتيكخانة”.

ظل التابوت المصنوع من خشب الجميز والخالي من مومياءه وبدون غطاء في مخازن المتحف. حتى اخرجه العلماء وبدأوا بقراءة ما عليه، وعرفوا أنها مكتوبة باللغة العربية، وتحديدًا باللهجة الجنوبية المعينية، وبالخط المسند المعيني.. وكان هذا سبب استغراب شديد!

تابوت من عصر البطالمة

بسبب اختفاء المومياء، كان من الصعب تحديد زمن التابوت، ولكن الحروف التي تم ترجمتها كشفت كل ذلك.

فعلى أحد جانبي التابوت كتب بخط المنسد

(ت ل م ي ث/ بن/ ت ل م ي ث)

وهو ما ترجمته بطليموس بن بطليموس، والمقصود به بطليموس الثاني فيلادلفوس. الذي حكم مصر بين عامي 285 و246ق.م.

وتميز عصر فيلادلفوس بفتح طريق التجارة، وقال الخبراء أن مصدر التابوت من الممكن أن يكون من الفيوم، والتي كانت تحتوي على جالية عربية كبيرة في العصر البطلمي، وكان أفرادها يستعملون كحراس في الصحراء في ذلك الوقت.

تاجر بخور

تعرف الخبراء على اسم صاحب التابوت، وهو تاجر يمني من معين اسمه “زيد إيل بن زيد”. وهو تاجر كان يتاجر في البخور، ويقوم بتوريده إلى المعابد المصرية من اليمن، أو إلى لـ ( أ ل إ ل ت/ م ص ر) أو آلهة مصر.

واعتنق زيد الديانة المصرية القديمة، ولذلك عندما مات قاموا بدفنه على الطريقة المصرية.

وقد كتبت تلك العبارات كما هو واضح على أيدي كتبة مصريين يجيدون اللغة العربية واللهجة المعينية وخط المسند، أو عملوا كمترجمين، حيث يتخلل ذلك كلمات باللغة المصرية. ويرجح الخبراء الأثريون أن الكتابة تمت بخط المسند وليس اللغة الهيروغليفية لكي يتم كتابة اسم التاجر اليمني بشكل صحيح.

نص التابوت كامل

كتب على التابوت عبارات الآتية:

“هذا التابوت لزيد أيل بن زيد، من قبيلة ظيرن، الذي كان يستورد المر والقليمة لبيوت آلهة مصر، في أيام بطليموس بن بطليموس، ومات زيد إيل في شهر هاتور وأرسلوا بحورا من كل بيوت آلهة مصر وأخدوه كسوة كتان لقاربه ورفعوه، بواسطة ندابية إلى مرسى معبد الإله أوزير حعبي في شهر كيهك سنة اثنين وعشرين لبطليموس ملك وكرس زيد جثمانه وتابوته لأوزير حعبي وآلهة قرابته بمعبده”.

تاريخ قديم من الترابط

يقول المؤرخون أن الهجرات من الجزيرة العربية لم تكن فقط بعد الفتح الإسلامي ولكن كانت في العصور المبكرة من التاريخ المصري، وقد استمرت عبد مضيق باب المندب منذ بداية التاريخ، وقد ارتبطت اليمن باسم بونت أو بونط، وهي اليمن اليوم وعمان، وكان المصريون القدماء يجلبون منها الذهب والبخور للمعابد والعاج والأبنوس واللبان والحيوانات كالنمور والقرود.

 

أقرأ ايضًا: 

قصة أشبه بالأفلام.. هكذا رحل فادي شقيق حسن الرداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!