تقاريرسلايد

قصة أول طيار مصري.. طار من برلين إلى مصر برفقة تمساح

قصة أول طيار مصري.. طار من برلين إلى مصر برفقة تمساح

كتب – أحمد المرسي

للطيران المصري تاريخ طويل، يمتد إلى سنوات بعيدة، مع بداية ظهور هذا الاختراع العظيم، الذي كانت مصر رائدة فيه، حيث دخلت الطائرة أول مرة على يد اول طيار مصري في عام 1930.

تاريخ الطيران في مصر

مع اختراع الطائرة على يد الأخوان رايت، ظل حكرًا على الأجانب. وحتى عندما دخلت الطائرة مصر. دخلت على يد الجيش الإنجليزي. خلال الحرب العالمية الأولى. وكان المطار الوحيد الموجود في مصر هو مطار “هلوبوليس”. تلك الضاحية التي أسسها البارون إمبان. وكان يقيم فيها احتفالات للطائرات الشراعية. لم يكن يشارك فيها أي مصري.

وقد رفضت بريطانيا اعطاء مصر الطائرات. لانه لم يوجد لديها أي تنظيم حقيقي أو قوانين ضابطة لذلك. ولكن الأمر اختلف بعد ذلك في عصر الملك فؤاد.

وكانت البداية عندما أرسل الملك أحمد حسنين باشا كبير اليارون الملكي إلى لندن لشراء طائرة تكون بداية نادي مصر للطيران.

من هو أحمد حسنين باشا

كان أحمد حسنين باشا ابن لشيخ في الأزهر، ولكنه لم يكن رجل عاديًا. لكن كان إنسان بروح مغامر. مستكشف، خاض في عام 1920 رحلة إلى صحراء ليبيا برفقة المستكشفة والكاتبة الإنجليزية روزيتا فوربس. واكتشف واحة العوينات وواحة أركنوا. كما أنه تم منحة الميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية العالمية للكتشاف. وأخذ لقب “رحالة عظيم” من الجمعية البريطانية.

وكان حسنين بطلًا عالميًا في لعبة الشيش “السيف”. ومثل مثل في أولمبيات بروكسيل 1920. وتولى بعد ذلك رئاسة النادي الأهلي. ونادي السلاح الملكي.

وكان مفضلًا لدى الملك فؤاد، وياورن في قصر عابدين، وسكرتير للمفوضية المصرية بواشنطن، وبعد ذلك أصبح الديوان الملكي والعمود الفقري للملك فاروق بعد ذلك. حتى مقتله في عام 1946.

أول طيار مصري

كانت أول طائرة تشتريها مصر هي طائرة صغيرة من نوع “موث”. وقد حملت اسم الأميرة فائقة. ابنة الملك فؤاد، وقد اشترت مصر الطائرة من لندن. وكلف أحمد حسنين بقيادتها من هناك. فقد كان أول مصري يتعلم قيادة الطائرة.

كانت مقرر للرحلة أن تبدأ من مطار هيوستون إلى القاهرة. ولكن فور أن قادها أحمد حسنين وقبل أن ترتفع انفجر إطارها. وفشلت المحاولة.

الرحلة الثانية

بعد فترة تم إعادة المحاولة. حلق بها أحمد حسنين بالطائرة مرة أخرى، فوق السحاب. ولكن تعطلت الطائرة في الجو. وسقطت به فوق إيطاليا. ولكن نجا حسنين من الكارثة. ولكن بإصابات كادت تودي بحياته، وقد اعتقد الأطباء أنه سيفارق الحياة. ولكنه نجى.

أول طيار مصري يصل لمصر

كانت أول طائرة تعبر المتوسط. هي الطائرة التي قادها “محمد صدقي” الملقب بالنسر المصري. وقد كانت طائرة ذات مقعد واحد. قوتها 40 حصان. ووزنها 250 كيلوجرام فقط.

محمد صدقي

ولد محمد صدقي في 1899. وكبر محبًا للرياضة. فتعلم قيادة السيارات والدرجات البخارية. وفي 1910 وفي ضاحية هليوبوليس. التي كانت ضاحية جديدة انشأها البارون إمبان في ذلك الوقت. شهد صدقي مهرجات الطائرات الشراعية الذي كان يقوم به الجيش الإنجليزي.

كان صدقي صديقًا لأبو الاقتصاد المصري طلعت حرب. وقد عينه الأخير في بنك مصر. ولكنه سأم حياة الوظيفة التي لم تكن تناسب رغبته في المغامرة.

سافر صدقي إلى ألمانيا. وقام بدراسة الطيران على نفقته الخاصة. وهناك تعرف على حفيدة الموسيقار العالمي باخ وتزوجها. ثم اشترى طائرة مكشوفة بدون غطاء زجاجي أطلق عليها اسم الأميرة “فايزة”. وفي 12 يناير أقلع بالطائرة من مطار برلين وسط ظروف جوية غاية في السوء. وودعه السفير المصري هناك.

وضع صدقي بجواره تمساح صغير. كان يتفاءل به. وأدار محرك طائرته وأقلع في رحلة مثيرة وخطيرة، من برلين إلى تشيكوسلوفاكيا. ثم يوغوسلافيا. ثم إيطاليا. حتى هبط في السلوم. في 25 يناير.

خرج صدقي من السلوم إلى مطار الاسكندرية وسط تصفيق وهتاف كل المتجمهرين الذين يرونه على الارض. ثم من هناك طار إلى هليوبوليس. حيث هبط في المطار الإنجليزي العسكري. ويقول قائد المطار أنه هبط بطائرة كانت في نظره أصغر طائرة رآها في حياته.

كان في انتظار صدقي كل من محمود فهمي النقراشي باشا ووزير الحقانية وحسن حسين باشا وزير الحربية. واندفع الجمهور نحوه واحاطوا به حتى نزل من الطائرة. ثم حملوه محتفلين.

ويعتبر إلى اليوم 26 يناير من كل عام عيدًا قوميًا للطيران المدني المصري.

وقد قالت أحد السائحات الإنجليزيات ان الاستقبال الذي حظى به صدقي يشبه الاحتفال الذي تلقاه جورج لندبرج عندما عبر المحيط الأطنطلي بالطائرة في عام 1927.

كتب المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي عن وصول صدقي قائلا أنه عندما وصل اهتزت النفوس. وكان وصوله يومًا مشهودًا. وفوزًا قوميًا اقيمت له حفلات التكريم.

كتبت الصحف كثيرا عن صدقي، وشارك في استقباله الشاعر أحمد شوقي وقال عنه: “رأيته فخيل إلى أنه قائد شاب عاد من ميدان المعركة مكلل بأكاليل النصر، ورأيت صورة فرعونية صادقة. فقد كان وجهه فرعوني تمامًأ”.

ومنح الملك فؤاد لمحمد صدقي نوط الجدارة الذهبي، وأعطاه ألف جنيه مكافأة لخدمته الوطنية. ولكن بعد ذلك خفتت شهرة صدقي وسافر لخارج البلاد. حيث تم توظيفه في وظيفة حكومية صغيرة وبراتب قليل.

دفعت رحلة صدقي ونجاحه إلى أن يخطو غيره تلك المغامرة. وكانوا هؤلاء هو أساس النواة التي شكلت بعد ذلك شركة مصر للطيران.

أقر أيضا

عندما أشتكى رئيس وزراء إسرائيل للسادات من الشعراوي

نفسي أبقى مضيفة .. صورة نادرة لسوزان مبارك عمرها 67 سنة

صاحبة أغرب طلاق ورفضت العالمية بسبب الإسلام وقصتها مع عبد الناصر.. حكايات لبنى عبد العزيز

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!