تقاريرسلايد

بيروجيا.. قصة اللص الذي جعل الموناليزا مشهورة

كيف عاقبوه وأين مات؟

كتب – أحمد المرسي

في 21 أغسطس 1911 سرقت لوحة الموناليزا الشهيرة التي رسمها ليوناردو دافنشي من متحف اللوفر في باريس، على يد لص صغير يدعى “فينتشنزو بيروجيا”، والذي كان يعمل سابقًا في المتحف.

تسببت سرقة الموناليزا في إجراء بحث عالمي انتهى بعد عامين بالعثور عل اللوحة التي لا تقدر بثمن في جوزة بيروجيا، ولكن يبقى اللغو هو كيف فعل ذلك، ولماذا ارتكب هذه الجريمة في المقام الأول؟

كيف سرق فينتشنزو بيروجيا الموناليزا؟

اللغز الأول هو كيف دخل إلى المتحف في ذلك اليوم من شهر أغسطس ليتمكن من الوصول إلى اللوحة.

افترضت الشرطة أنه اختبأ في المتحف في الليلة السابقة وخرج بمجرد إغلاق المتحف لهذا اليوم، لكن بيروجيا نفسه ذكر لاحقًا أنه تمكن من الوصول إلى المتحف بطريقة أقل شرًا في يوم السرقة الفعلية. فقال إنه كان يرتدي ثوبًا أبيضًا يرتديه موظفو المتحف (ربما احتفظ به منذ وقت عمله في متحف اللوفر سابقًا)، وعندما دخل طاقم العمال لهذا اليوم عبر مدخل الموظف، انضم إلى الحشد ودخل إلى المتحف دون استجواب.

تجول بيروجيا حول المبنى الكبير ثم دس نفسه وسط العمال، حتى دخل الغرفة التي علقت فيها الموناليزا، وانتظر حتى أصبح هو الشخص الوحيد هناك، كان ذلك قبل وجود أي نوع من أنظمة الإنذار الحديثة المتوفرة الآن، وقام بإزالة اللوحة وسار بسرعة إلى أقرب درج، ثم أزال اللوحة من إطارها، ووضعها تحت ثوبه كما اعترف.

لكن الأرشيف الوطني في باريس يشكك في هذا، ويقولون أن بيروجيا كان أقصر من أن يخفي اللوحة تحت ثوبه أثناء ارتداءه، وقالوا أنه قام بخلع رداءه ولف اللوحة فيه، ثم خرج من نفس الباب الذي دخل منه.

الحقيقة أن بيروجيا بعد أن المولود في إيطاليا وبعد أن قام بسرقة الموناليزا لم يكن يعرف ماذا يفعل باللوحة، فخبأها في صندوق قديم في شقته.

عودة الموناليزا

مر عامين، وبيروجيا لا يخرج اللوحة التي في حوزته، فعاد إلى وطنه وتوقف في فلورنسا، وهانك اتصل بصاحب معرض فني قريب يدعى “ألفريدو جيري”، وقال بيروجيا في التحقيقات أنه أراد أن يعيد اللوحة إلى بلدها الأصلي، بلد ليناردو دافنشي. وأن غرضه من تلك السرقة كان وطنيًا بالكامل.

كان جيري متشككًا في لوحة بيروجيا. لذلك طلب من مالك معرض آخر إلقاء نظرة عليها، واكتشف أن هذا الرجل أن بيروجيا كان يملك اللوحة الحقيقية. وأقنعاه بأن يترك اللوحة لديهما، ثم اتصلا بالشرطة، التي حضرت واعتقلت بيروجيا.

هل كانت السرقة من أجل المال أم السرقة؟

صرح أستاذ الفن نوح تشارني أن بيروجيا اعتقدت خطأً أن الشعب الإيطالي سيعتبره بطلاً، وبدلاً من ذلك، تم سجنه وأُعيدت اللوحة في النهاية إلى متحف اللوفر في عام 1913.

هناك نظرية بديلة حول سبب رغبته في النهاية في بيع اللوحة إلى ألفريدو جيري مقابل المال، حيث أنه بالتحقيق عرفت الشرطة أنه سبق وقال لوالده في 1911 أنه سيجمع الثروة بضربة واحدة.

والحقيقة أن السلطات لم تعرف كيف تعاقب السارق، لأنه لم يكن معتاد على المشرعين مثل تلك الجرائم، ولذلك فقد أطلقوا سراحه بعد عقوبة قصيرة مدتها سبعة أشهر.

قاتل يبروجيا في جيش  إيطاليا في الحرب العالمية الأولى، ثم عاد في النهاية إلى فرنسا، وتزوج وأنجب ابنة. توفي في 8 أكتوبر 1925 في إحدى ضواحي باريس. ولم يربط الكثير من الناس بينه وبين سرقة الموناليزا.

سرقة الموناليزا تجعلها مشهورة

تزايدت شعبية اللوحة بعد عودتها من إيطاليا حتى أصبحت، بلا شك، أشهر قطعة فنية في العالم. يقول تشارني إن هذا ربما لم يكن ليحدث لو سُرقت لوحة مختلفة.

تم لصق صورة الموناليزا في الصحف والمجلات حول العالم. وينسب الفضل للصحف بتعريف العالم بلوحة ذات الابتسامة الغامضة، وبهذا بيروجا هو المسؤول الاول عن تلك الشهرة.

لقد تغير الزمن، والموناليزا معلقة الآن خلف زجاج مضاد للرصاص، وهي تقع في اللوفر يراقبها حراس الأمن في جميع الأوقات لمنع سرقة أخرى لهذه التحفة الفنية التي لم يكن من الممكن أن يرسمها إلا عبقري عصر النهضة.

 

اقرأ أيضًا: 

مات كل أبطاله ومخرجه دفع ثروته لمنع عرضه.. قصة فيلم الفاتح

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!