تقاريرسلايد

“الأميش”.. سر طائفة انعزلت عن العالم 500 سنة!

لا يركبون السيارات ولا يستخدمون خطوط الكهرباء

كتب – أحمد المرسي

تتعدد الممارسات الدينية في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، وتختلف من دين إلى آخر، وفي العادة ينظر أصحاب كل دين إلى الديانات الأخرى بعين الاستغراب، وواحدة من هذه الطوائف التي ينظر لها باستغراب في جميع أنحاء العالم هم طائفة “الأميش”.

من هم الأميش؟

تعتبر طائفة الأميش طائفة مسيحية، منشقة، يعيش أغلب أفرادها في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة في الولايات الشمالية، بالإضافة إلى ولاية إنتاريو في كندا.

ويبلغ عدد الأميش 249 ألف نسمة بحسب آخر تعداد. وهم رغم حياتهم في أمريكا وكندا إلا انهم لا يتحدثون الإنجليزية، ولكنهم يتحدثون لغة بنسلفانيا الألمانية.

تاريخ من الاضطهاد

يعيش الأميش نسق حياة مختلف عن بقية الطوائف المسيحية، وقد بدأوا بالظهور في عام 1693 على يد رجل يدعى جاكوب أمان، اتبعه الآميش، بعد أن قاد انشقاق ديني حدث في سويسرا في نفس العام.

وانعزل الأميش عن بقية الطوائف المسيحية على إثر هذا الإنشقاق الذي حدث، مما تسبب في أن تعتبرهم الطوائف الكاثوليكية والبروتستانتية الأخرى كفر، ويقوموا باضهادهم وقتل عدد كبير منهم.

An Aerial View at Sunset of Antique Restored Barns

حياة العزلة الطويلة

يعيش الأميش حياة العزلة منذ 500 عام كاملة، وههم يفضلون الحياة الريفية على الحياة المدنية، ومن أهم مبادئهم العزلة، فهم يعيشون مثلما جاء في الإنجيل بدون أي تحريف، ويرفضون أي مظاهر تجديد أو تغيير.

ويدير كل قرية من قرى الأميش أسقف، ويتبعه عدد من القساوسة والشمامسة، ويقومون بعمل القداسات في بيت أحدهم كل يومين. وقد استقر الأميش في تلك القرى منذ عشرينات القرن الـ 18م.

يلزم الأميش أنفس بالعزلة، واذا اخترع أي منهم العزلة، يتم عقابه، ويكون هذا العقاب عن طريق “التجنب”، لكي يشعر مرتكب الجريمة الضال بالخزي.

لا يؤمنون بالتغيير فهم يؤمنون بالإلتزام بالعيش كما جاء الإنجيل، الذي بين أيديهم، بحذافيره.

تقاليد قديمة لم تتغير

ينجب الأميش من 6 إلى 7 أطفال، ولذلك فإن أعدادهم تتزايد بشكل مطرد، فما بين 1992: 2017 زاد الأميش بنسبة 149%، فيما زاد الشعب الأمريكي ككل في نفس الفترة 23% فقط.

يفرض الأميش على أنفسهم تقاليد غريبة، ومحظورات لا نهائية، فهم لا يستخدمون خطوط الكهرباء، ولا الهواتف، سواء خلوية أو قديمة، ولا يركبون السيارات، ويركبون بدلًا من ذلك الخيول والعربات التي تجرها الدواب، ولديهم فتوى خاصة أنه من الممكن أن يركب الشخص السيارة إذا كان مضطرًا طالما أنه لا يقودها.

يحظر الأميش استخدام النقود الورقية، ولا يكون ذلك إلا للضرورة أو إذا اضطروا إلى التعامل مع الأشخاص الخارجيين.

نظام التعليم لديهم بسيط للغاية، ففي كل قرية مدرسة، تتكون من غرفة واحدة فقط، ويتعلم الأطفال لسن 13 أو 14 ثم يخرج من التعليم، من أجل تعلم حرفة يدوية يعتمد عليها بقية حياته.

ولا يؤدي الأميش الخدمة العسكرية، ولديهم تقاليد خاصة بالملابس، فالنساء يرتدين ملابس فضفاضة بأكمام واسعة، وقلنسوة رأس، بيضاء في حال كانت المرأة متزوجة وسوداء في حال كانت الشابة عزباء. ويطيل الرجال لحاهم ولا يحلقونها. ولا يسمح للنساء بقص شعورهن.

لا يؤمن الأميش بالتأمين، فكل ما يحدث بالنسبة لهم قضاء وقدر، وما يريده الله سوف يكون ولهذا لا يأخذون احتياطاتهم، سواء بالتأمين الصحي أو الاجتماعي.

يحرم الأميش التصوير، بسبب سفر الخروج، بل إنهم يقومون بمسح وجوه الدمى التي يلعبن البنات بها. كما أنهم يحرمون الموسيقى والمعازف. ولا يشرب الأميش الكحول، ولا يؤمنون بالمعاشرة الجنسية قبل الزواج. ولا يسمحون للنساء بقيادة العربات أو الخيل.

الأميش وعالم اليوم

جذب أسلوب حياة الأميش نظر الأمريكيون، وصار هناك شركات سياحية تقوم بعمل رحلات إلى مناطق سكناهم، وتقدم خدمات مثل الركوب بالعربات، والإقامة الليلية بمنازل الأميش التي تضيئها الشموع والغاز.

في عام 1985 أنتجت هوليود فيلمًا من إخراج بيتر وير، تم تصويره في لانكستر، أكبر مستوطنات الأميش، وهو ما ساعد في ترويج السياحة في تلك المنطقة، ويرى العديد من الأميش أن السياحة تدمر قداسة ما يفعلونه، وتجعلها مجرد سلعة.

أقرأ أيضًا: 

قصة أمير شقيق جورج سيدهم الذي أذاقه من كأس الغدر

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!