تقاريرسلايد

لتعيش أحدهما يجب أن تموت الأخرى.. قصة التوأم الشيطاني جون وجينيفر

أصبحت حرة أخيرًا..

كتب – أحمد المرسي

هناك شيء مميز دائمًا في التوائم، ويصعب وصف الرابطة الفريدة التي يتقاسمها التوأم، ناهيك عن القدرة على فهم بعضهما البعض، يتشارك التوائم سمات غير عادية، مثل لغة مستقلة بينهما، وشكل من أشكال الاتصال، وتعبيرات واحدة، وإيماءات متشابهة. كذلك تصبح الرابطة النفسية بينهما أقوى وأشد، والقدرة الغريبة على فهم ما يفكر فيه الآخر بدقة.

وفي حالة جون وجينيفر جيبنز كانت كل تلك السمات موجودة، لكن قصتهم تحتوي على عوامل أخرى، جلعتهم أغرب التوائم اللذان ولدوا على الإطلاق.

عنصرية منذ الصغر

ولدت كل من جون وجينفر في بربادوس بالكاريبي، والأم هي جلوريا تعمل ربة منزل، والوالد هو أوبري جيبنز وهو فني في القوات الجوية، في عام 1963، انتقلت الأسرة إلى ويلز في المملكة المتحدة، وكاتت الأختان التوأم لا تنفصلان وجعلا بينهم لغة خاصة بهم سريعة للغاية جعلت من الصعب على الناس فهمهم. يتحدثان بها في وجودهما.

باعتبارهما الأطفال السود الوحيدين في المجتمع تم نبذهم في المدرسة، وقد سبب هذا صدمة نفسية للتوأم، واضطرت مديرة المدرسة إلى أن تبعدهما عن المدرسة كي لا يضايقهما الزملاء. أصبحت لغة التوأم أكثر تعقيدًا ولم يتحدثوا مع الآخرين، بل ظل حديثهما معًا فقط.

في عمر 14 عامًا تم إرسالة كل واحدة منهما إلى مدرسة داخلية خاصة، في محاولة لكسر عزلتهما، ومحاولة دمجهما بالاقتراب من أطفال آخرين، ولكن ما حدث هو حالة كاملة من الجمود. أصابت كلا التوأم. وبمجرد لم شملهما استأنفوا عزلتهما الثنائية مرة أخرى، ولكنهما بدأوا في إظهار جانبًا إبداعيًا بعض الشيء. فقد قاموا بكتابة مسرحيات ومثلوها بالدمى. ولكن تلك الابداعات كانت مخيفة حيث تناولت قضايا النشاط الجنسي والسلوك الإجرامي، ولم يحظوا بالتفاعل الاجتماعي المطلوب.

العمل الإجرامي

في سن 17 عامًا بدأتا التوأم في حياة غريبة، وقامتا بالكثير من أفعال العنف والتمرد، حيث قامتا بشرب الماريجوانا، ودخلتا في تجارب جنسية قصيرة وشاذة، وأصبح سلوكهما أكثر عنفًأ ضد بعضهما البعض، وبلغ ذروته عندما حاولت جينيفر خنق جون، وحاولت جون إغراق جينيفر، وتصاعدت تلك التصرفات حتى قاما بإشعال النار في متجر للجرارات، وحرقهم مدرسة فنية كانت توجد بالجوار.

أدت تلك الأفعال إلى أن يتم أعتقالهما، ويتم وضعهما في مصحة نفسية هي مستشفى “برودمور” في بيركشاير بإنجلترا، وقد تم الحكم عليهما بالبقاء في تلك المستشفى لمدة 14 عام. رغم أن العقوبة الطبيعية لمن هم في مثل سنهما كانت عامين فقط. ولكن عدم حديثهما خلال التحقيقات أو تكلمهما بأي شيء جعلهما عرضة لتلك العقوبة القاسية.

التوأم في داخل المستشفى

كتب التوأم رسالة إلى الملكة ولكنه لم يتم الإجابة عليها، وفي المصحة النفسية تم اعطاء التوأم جرعات من الأدوية المضادة للذهان، ووحدوا نفسيهما غير قادرتين على التركيز، وأصيبت جينفر بخلل الحركة المتأخر، وهو اضطراب يجعلها تتحرك بدون إرادة حركة متكررة، بعد ذلك تم تعديل الجرعات. وكانوا في تلك الفترة قد فقدوا الشغف بالكتابة الإبداعية.

موت جينيفر

كان لدى التوأم فكرة واحدة أنه في حال موت أحدهما فإن الأخرى تستطيع أن تعيش بشكل طبيعي وسط المجتمع وتندمج فيه، وبعد 14 عامًا في المستشفى وتحديدًا في عام 1993 قررت جينيفر أن تنهي حياتها من أجل أن تعيش اختها حياة طبيعية.

كان ذلك عندما انتهت فترة اقامتهما في المصحة، وبدلا من أن يكون هذا مصدر فرحة لكليهما قالت جينيفر “سأموت”، وبالفعل بعد ذلك بأيام ماتت جينيفر والعجيب أن التشريخ الخاص بجثتها فسر الأمر بإلتهاب مفاجيء في القلب واستبعد أن يكون ذلك بسبب المخدرات او الانتحار، مما جعل موتها امرًا محيرًا مثل حياتها، وقالت جون في هذه اللحظة عن موت أختها التي ماتت في حضنها مفتوحة العينين:

“أصبحت حرة أخيرًا، تحررت ، وأخيراً تخلت جينيفر عن حياتها من أجلي”. 

بعد عشرين عامًا ، عادت جون جيبنز للعيش بالقرب من والديها في ويلز. تعيش وحدها ، لم تعد تحت رعاية نفسية ، ومقبولة في القرية بعد أن استعادت طبيعتها، واصبحت تتكلم مع كل من حولها بشكل طبيعي، وكان آخر لقاء إعلامي معها في عام 2016.

اقرأ ايضًا:

أمريكيون وليسوا يابانيين.. قصة ضحايا أول قنبلة ذرية في التاريخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!