تقاريرسلايدلقطات

هدى عبد المنعم.. المرأة الحديدية التي سرقت أموال المصريين وغادرت من المطار

هناك فيلم شهير لنجلاء فتحي اسمه المرأة الحديدة، هو فيلم أكشن لكنك ستضحك فيه أكثر من أكثر فيلم كوميدي، بسبب رداءة صناعته، وستجد نفسك تموت ضحكا على التقنيات التي ظن صناعها إنها جيدة الصنع، لكنها تحولت لمادة للسف، الغريب أن الفيلم من نوستالجيا الناس في مصر، وستجد له جمهور كبير، لأننا كما قال عالم نوبل “مكرم سحاب”، احنا طيبين قوي يا مصطفى، لكن لو بحثت على جوجل عن المرأة الحديدية، ستظهر لك قصة أكثر كوميدية عن المرأة الحديدية التي سرقت المصريين هدى عبدالمنعم.

يكفي أن تسأل والدك عن هدى عبد المنعم وستقرأ العجب عن المرأة التي أوقفت مصر على رجل واحدة، وسرقت المصريين وخرجت بالأموال دون أن يمسها أحد.. قصة لها العجب العجاب.

في سنة 1994، قدمت الفنانة نبيلة عيد فيلم “هدى ومعالي الوزير”، ويحكي الفيلم قصة الفتاة الفقيرة هدى (نبيلة عبيد) والتي تأتيها الفرصة التي تحلم بها الفتيات بالزواج من مليونير عربي، لتسافر معه وتعود بعد فترة لمصر لتبدأ في تأسيس شركة، وتلجأ في تسيير أعمالها لأساليب غير مشروعة، مستغلة في ذلك علاقاتها الواسعة ونفوذها، لتصبح شخصية عامة، ولكن سرعان ما تواجه المشاكل.

بطلة الفيلم الحقيقية هي هدى عبد المنعم السيدة التي وصفتها الصحافة بالمرأة الحديدية وخرجت من مصر رغم منعها من السفر، وخلال عمله على كتابة الفيلم، عكف المخرج سعيد مرزوق على مطالعة كل ما يتعلق بقضية هدى عبدالمنعم وقضايا الاسكان في أرشيف الصحافة، وبعد عرض الفيلم، أقامت سيدة الأعمال هدى عبدالمنعم دعوى قضائية ضد مؤلف الفيلم للمطالبة بإيقاف عرض الفيلم، كما أقامت دعوى ضد نبيلة عبيد بتهمتي السب والقذف.

هدى عبد المنعم تحاول اخفاء وجهها عن كاميرات المصورين

ولدت هدى عبدالمنعم في بور سعيد، وحصلت على دبلوم تجارة عام 1965 وعملت موظفة بإحدى شركات المقاولات على الآلة الكاتبة عام 1969، تحديدا شركة المقاولون العرب، وتزوجت من رجل أعمال ليبي وسافرت معه الى إحدى الدول العربية ثم عادت الى مصر عام 1981 بعد انفصالها عن زوجها، وقامت بإنشاء شركة مقاولات وإسكان باسم “هيديكو مصر”، صاحبتها حملة إعلانية ضخمة عن مشروعاتها ونجحت بالفعل في جمع أكثر من 45 مليون جنيه مصري، بعدما تسابق المصريون في حجز دورهم في مشروعات المرأة الحديدية وتمكنت بالفعل من جمع 45 مليون جنيه (هذا الرقم كبير للغاية في الثمانينات) وطلبت من المسؤولين وقتها شراء مساحات كبيرة من الارض قرب المطار.

ووافق المسؤولون علي الرغم من حظر البناء في تلك المنطقة ودفعت 30% من قيمة الارض وانشأت عددا محدودا من المباني وبعد حملة صحفية لكشف قضية البناء في مناطق محظورة مع مطالبات بازالة المباني بدأ الحاجزون في تقديم بلاغات للسلطات ولتهدئة الموقف وقعت هدي عبد المنعم العديد من الشيكات بدون رصيد.

ثم اصدر المدعي العام قرار بمنعها عن السفر بعد ان وصلت مديونيتها الي 30 مليون جنيه وفرض الحراسة علي اموالها ومحاكمتها فوجئ الجميع بهروبها الي الخارج في ظروف غامضة.

هدى عبد المنعم المرأة الحديدية في الحبس بعد هروبها 22 عاما

ما هي الظروف الغامضة؟

كان اسم هدى مدرج في قوائم الممنوعين من السفر، لكن هدى بمساعدة أحد الوزراء ولواء كبير في الداخلية استطاعت أن تخرج من المطار بباسبور مزور مكتوب فيه صفية محمد علي سلام” وهو اسم زوجة بواب مسكنها بمصر الجديدة، وأوصلها الوزير حتى سلم المطار، لتخرج هدى بأموال المودعين للخارج، وسافرت للندن ومنها لليونان، في اليونان، دخلت هدى المسيحية، وأعلنت إضطهادها في مصر بسبب تحولها من المسيحية للإسلام، وتبرعت للكنائس في اليونان، وصدر ضدها أحكام غيابية بالحبس 60 عاما في 31 قضية.

قال اللواء فاروق المقرحي رئيس الادارة العامة لمباحث الاموال العامة السابق، في تصريحت لموقع العربي: “خروج هدى من مصر كان مريبا جداً، ففي ذلك الوقت كان المحامي الخاص لها هو أحمد سلامة الذي كان يتولى منصب وزير مجلسي الشعب والشورى، واستطاعت هدى عبدالمنعم أن تحصل على جواز سفر باسم خادمتها وسافرت إلى اليونان، في هذا الوقت كان وزير آخر يسهل لها المغادرة بعد تعطيل الكمبيوتر الخاص بالمطار، ووجهت لها النيابة اتهامات لها بأنها جمعت فى 7 سنوات 70 مليوناً من الجنيهات، واقترضت 40 أخرى من البنوك وأعلنت عن مشروعات فوق أراض لا تملكها واستخدمت تراخيص بناء مزورة.

المرأة الحديدية غادرت مصر بحراسة وزير واعتنقت المسيحية لمنع إعادتها

واختارت هدى السفر الى اليونان لأنها لم توقع مع مصر اتفاقية تسليم متهمين، وقامت بتأسيس شركتين للملاحة البحرية وتشطيبات السفن، وخلال 5 سنوات نجحت ، وحسب كلامها للسلطات اليونانية عندما قبض عليها الانتربول كان قد التحق بشركاتها حوالى 250 ألف عامل يوناني (رقم ضخم جدا) ما جعل المحكمة تقضي بعدم تسليمها الى لمصر، وهناك تحدثت عن المدعي الاشتراكي في مصر والاضطهاد الذي تتعرض له والاشغال الشاقة التي تنتظرها لو عادت إلى مصر، وقالت إنها مضطهدة لاعتناقها المسيحية.

favorite further Prime المرأة الحديدية هدى عبد المنعم Criticism Describe  Papua New Guinea

ورفض الانتربول اليوناني تسليم هدى عبد المنعم، الأمر الذي هدد بأزمة دبلوماسية بين البلدين،  ووقتها طالب السفير المصري سمير سيف اليزل توضيحا للموضوع من الجانب اليوناني، لكن الجانب اليوناني تمسك بموقفه، ووقتها تلقى المستشار زكريا عبد العزيز المحامي العام لنيابة غرب القاهرة، بلاغا من المحاميين شهاب حسن وداليا جمال منصور، وطالبا فيه بتحريك دعوى الحسبة ضد هدى لإنكارها الدين الإسلامي أثناء التحقيق معها في اليونان..

في اليونان، لجأت هدى لرجل أعمال مصري وأعطته 5 مليون دراخما لكي يشهد إنها مسيحية ومضطهدة في مصر، لكن الشاهد وقف أمام المحكمة واعترف إن هدى وأهلها مسلمين (أشقائها فاطمة ولبيبة وأخيها الحاج إسماعيل وأمها الحاجة عائشة)، وقد حجت هدى من قبل، وقتها صرخت هدى في القفص قائلة: “لا تصدقوه إنه جاسوس.. جاسوس”.

،

وبعد مرض والدتها ووفاتها قررت هدى العودة لمصر بعد أن أقنعتها هيئة الدفاع عنها أن جميع الحكام الصادرة ضدها سقطت بالتقادم، وفي  28 أغسطس 2009، وصلت هدى لمصر، وألقت سلطات مطار القاهرة القبض عليها لدى عودتها من اليونان، بعد أن أمضت ما يقرب من ربع قرن هاربة من تنفيذ أحكام قضايا توظيف أموال وقروض.

في المحكمة، رفعت هدى علامة النصر كأنها أدمن صفحة خالد سعيد، وقالت انها واثقة من قبول طلبها وحصولها على البراءة، وقالت: “لن أتحدث الآن وقريباً سأقول كل شيء”، وتم إعادة محاكمتها فى الحكم الغيابى الصادر ضدها من محكمة جنايات القاهرة في 23 أغسطس عام 2000 والذى يقضى بمعاقبتها بالأشغال الشاقة لمدة 10 سنوات، وذلك لإدانتها بالتزوير في محررات رسمية واستعمالها والاستيلاء على عدة ملايين من عدد من البنوك.

وفي سنة 2014، وبعد 5 سنوات من عودتها لمصر، تم إخلاء سبيلها من مستشفى ابن سينا في الدقي، حيث نقلت من سجن طرة لسوء حالتها الصحية، ولا يعلم أحد ما هو مصير هدى عبد المنعم المرأة التي عُرفت بالمرأة الحديدية.

أكثر ما لفت نظري أثناء البحث عن قضية هدى عبد المنعم، هو تعليق لشخص اسمه عاطف مصر، علق على خبر الإفراج عنها في اليوم السابع قائلا: “مبروك وعيشى بقى”.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!