تقاريرسلايد

البقارة.. قبيلة “حميدتي” التي أعلنت الثورة منذ الأزل

دورهم مع حميدتي والمهدية

كتب – أحمد المرسي

يشتعل الآن صراع مرير في السوادن بين قوات الجيش السودانية بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”.

ويتسابق طرفا الصراع على السلطة بشكل دموي، مما يعطي انطباع بأن الصراع سيطول، خاصة مع وجود جاتب يدعي الشرعية، وهو الجيش السوداني أو القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان، وحميدتي، الذي يعتبر أن الجيش خان الثورة على البشير والتي تمت في 2019. ويريد السيطرة على البلاد.

ويقدر أغلب الخبراء أن عدد قوات الدعم السريع قد يصل إلى 100 ألف جندي، وأن هؤلاء الجنود جمعهم النعرة القبلية، والحقيقة أن ذلك ما حدث، وهو ما أبهر المحللين بسبب سرعة تجميع هذا العدد كبير، والذي جمعته العصبية.

وينحدر حميدتي نفسه من الزريقات التي هي بطن من قبيلة أكبر تسمى البقارة، وتكوّن العماد الأساسي لقوات الدعم السريع. وهي قبيلة ذات طبيعة خاصة ولها تاريخ طويل، خاصة مع مصر.

من أين أتى البقارة؟

تقول المصادر التاريخية أن البقارة كانوا في الأساس قبيلة عربية هي “جهينة”، وأنهم دخلوا السودان بعد الفتح الإسلامي، واختلطوا بالسكان الأصليين للبلاد، وأن اسم البقارة قد لحق بهم بسبب عملهم في تربية الأبقار، حيث كانوا في البداية مثل بقية القبائل العربية يقومون بتربية الإبل أو “أبالة”، ولكن بعد أن توغلوا في اتجاه السافانا تحولوا إلى تربية الأبقار بدلًا من الإبل، بسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة، فلحق بهم اسم البقارة.

يعيش البقارة على حزام في وسط السودان، ويتركزون في إقليم كردفان، ولهم لغتهم الخاصة، والتي قد تلاحظها بسهولة في حديث حميدتي، وهي تعرف في السودان بلهجة الغرب، وتتميز بوضوح نطق مخارج الحروف، وتفخيم الراء، وحذف الحرف الأخير من الكلمات الثلاثية، فيقولون “ول عبد الله” بدلًا من ولد عبد الله.

ويطلق البقارة اسماء على الشهور الهجرية غير الشهور المعروفة، فشهر ذو القعدة لديهم يسمى شهر “الفطر”، وذو الحجة يسمى “الضحية”، ومحرم هو الضحيتين، وشعبان هو “قصير”

البقارة والثورة المهدية

تعتبر فترة الثورة المهدية واحدة من أخطر الفترات في التاريخ السوداني، وكذلك في التاريخ المصري، وتبدأ الأحداث التاريخية بظهور محمد أحمد الذي لقب بنفسه بالمهدي، وقال أنه مهدي آخر الزمان، وأن الله أمره بأن يطرد الحكم المصري من السودان، فجمع حوله القبائل السودانية، وكان من أهمها البقارة، وبدأ بالثورة، والتي كانت من أهم معاركها معركة شيكان والتي تم فيها العصف بكتيبة مصرية كاملة، كان يقودها هكس باشا، ووصلت ذروتها في عام 1884 عندما حاصر المهدي العاصمة الخرطوم، وانتهت بسقوطها واستباحة المدينة عام 1885 وقتل العديد من المصريين في أم درمان.

بعد موت محمد أحمد قام بتولية القيادة إلى عبد الله التعايشي، وهو ما سماه المهديون الخليفة، باعتباره خلف المهدي المنتظر، وكان التعايشي من البقارة، من بطن التعايشية، جمع حوله القبائل واستمر في أعمال الثورة، حتى عام 1899 عندما عاد الجيش المصري والإنجليزي، ودخلوا العاصمة المهدية أم درمان، وقتل التعايشي في معركة أم دبيكرات. لتطوى صفحة المهدية في السودان. وتعود السودان تابعة للتاج المصري.

جثة التعايشي
جثة التعايشي

البقارة بعد التعايشي

بعد عبد الله التعايشي ظل البقارة بعيدًا عن الصراعات السياسية في السودان، وانشغلت بالنزاعات العشائرية مع جيرانها، وقد حاولت دول المنطقة مثل السودان وتشاد والنيجر وليبيا استمالة رؤساء القبائل لمساندتها في حملاتها العسكرية والسياسية ضد المناوئين لهم، وقد استخدمهم البشير تحت قيادة حميدتي في حرب دارفور.

 

اقرأ أيضًا: 

الملك فاروق.. في مرآة رؤساء مصر السابقين

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!