تقاريرسلايد

“لديه روح شيطانية”.. قصة حميدة الجندوبي آخر من إعدم بالمقصلة

آخر من أعدم في أوروبا

كتب – أحمد المرسي

في يوم 25 أبريل 1792 توجه الجمهور الفرنسي إلى ميدان ساحة التحرير من أجل شهود عملية إعدام أحد المجرمين، حيث كان يتم تنفيذ عمليات الإعدام بشكل علني بالمشنقة كما اعتادوا.

وفي ذلك اليوم فوجيء الجماهير بآلة غريبة منصوبة وسط الميدان بدلًا المشنقة، استخدمت من أجل إعدام نيكولا جالك بيليتييه، قاطع الطريق، الذي قام بطعن أحد المارة من أجل سرقة 800 ليرة فرنسية.

في وسط الساحة كان تشارليز هنري ساسون، عازف الكمان، والجلاد، الذي سيقوم بإعدام نيكولا، على الآلة الجديدة التي تسمى المقصلة!

كان مشهد قطع رأس نيكولا دمويًا، وتعجب الناس من دموية الآلة وسرعتها في قتل الإنسان، وفي اليوم التالي كانوا يرددون في شوارع باريس أغنية تقول: “أعيدوا لي مشنقتي الخشبية.. أعيدوا لي مشنقتي!”.

طوال عهد الثورة الفرنسية كانت عمليات الإعدام تنفذ بحق ملوك فرنسا عن طريق المقصلة، وكان لويس السادس عشر وزوجته ماري إنطوانيت أشهر من أعدم بتلك المقصلة.

ماري أنطوانيت ذاهبة إلى المقصلة
ماري أنطوانيت ذاهبة إلى المقصلة

على الرغم من تعاقب الحكومات في فرنسا، وعلى الرغم من دموية تلك الطريقة إلا أنها استخدامها استمر حتى عام 1977 عندما أعدم بها آخر شخص وهو التونسي “حميدة الجندوبي”.

من هو حميدة الجندوبي؟

ولد حميدة في تونس العاصمة في 22 سبتمبر 1949، في عام 1968 استقر حميدة في مدينة مارسيليا الساحلية، وعمل في أحد المتاجر، ثم قام بالعمل كمنسق للحدائق، وهذا العمل أفقده في عام 1971 إحدى ساقيه. فاضطر إلى دخول المستشفى. ولكن بعد خروجه قدمت فتاة تعمل في المستشفى تدعى إليزابيث بوسكيه عمرها 21 عامًا بشكوى ضده، تقول أنه تحرش بها، وحاول إجبارها على ممارسة الجنس معه.

استمرت القضية في المحاكم، وفي 1973 قام حميدة تعرف حميدة على فتاتين، أجبرهما على ممارسة الدعارة من أجله بعد أن وعدهن بالزواج، ولكنه لم يقم بتلك الخطوة أبدًا، وبدأت بينهما علاقة ثلاثية، كانوا يتعرضن فيها للعنف منه.

في 1974 ومن أجل الانتقام لنفسه قام باختطاف إليزابيث بوسكيه، وتحفظ عليها في منزله، ثم قام بضربها وتعذيبها أمام الفتاتين آني وأماريا المذعورتين، حيث أطفأ سيجاره في ثدييها وأعضائها التناسلية. ثم ضربها بالحزام والعصا، حتى أغمي عليها. فأخذها عارية فاقدة الوعي في سيارته إلى ضيعة قرب صالون دي بروفانس على بعد 40 كيلومتر من مارسيليا، وهناك قتلها خنقًا، حيث وجد جثتها بعد عدة أيام أطفال كانوا يلعبون.

حذر حميدة الفتاتين من قول أي شيء عما شاهدتانه، ولكن بعد ذلك بشهر واحد أختطف الجندوبي فتاة أخرى ولكنها تمكنت من الفرار وإبلاغ الشرطة عنه.

المحاكمة والإعدام

اعترف حميدة الجندوبي بجريمة القتل، على أمل أن تقوم السلطان بتخفيف العقوبة عنه، وقام بتمثيل جريمة القتل أمام الشرطة، وقال النائب العام أن “لديه روح شيطانية”. وقال خبراء الطب النفسي في تقريرهما أن لديه ذكاء يفوق المستوى العادي ولكنه يمثل خطرًا كبير على المجتمع.

حكم على الجندوبي بالإعدام، وقام بتقديم نقد ولكن رفض رئيس الجمهوري الفرنسية فاليري جيسكار ديستان إعطاءه ذلك الحق، حيث حدد إعدامه في اليوم التالي. حيث تم إرسال مذكرة إلى محاميه يخبره فيها أن النقض رفض، وأن الإعدام سيكون في الساعة 4:15 صباحًا، وفي 10 سبتمبر 1977 وفي الساعة 4:40 تم إعدام حميدة بالمقصلة في ساحة سجن ديه بومات، على يد مارسال شوفالييه آخر جلاد في فرنسا.

الجلاد شوفالييه بعد تقاعده
الجلاد شوفالييه بعد تقاعده

تغيير القوانين

كان حميدة الجندوبي آخر شخص يتم إعدامه بالمقصلة. وكان آخر شخص يتم إعدامه بشكل عام في أوروبا الغربية. حيث تم الحكم بالإعدام على العديد من الأشخاص حتى عام 1981 ولكن لم يتم تنفيذه.

وفي اكتوبر 1981 قام الرئيس ميتران بإلغاء حكم الإعدام في فرنسا بشكل كامل. واعتبر الجندوبي آخر شخص سيتم إعدامه في فرنسا وبالمقصلة.

اقرأ أيضًا:

 

بطريقة مبتكرة.. هكذا كشفت مديحة يسري خيانة محمد فوزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!