تقاريرسلايد

قصة السادات مع لقب سادس الخلفاء الراشدين الذي مات قبل أن يناله

رحل الرئيس محمد أنور السادات عن دنيانا في 6 أكتوبر سنة 1981 بعد اغتياله في العرض العسكري، لكن قبل اغتياله كان السادات يخطط لمنح نفسه لقب سادس الخلفاء الراشدين!!

في دستور سنة 1971، المسمي بالدستور الدائم، والذي وضعه السادات بنفسه، أعطى السادات لنفسه حق استفتاء الشعب، وهو الحق الذي استخدمه السادات كثيرا، فالسادات هو أكثر رئيس في تاريخ مصر قام باستفتاءات.

في مارس سنة 1981،  تقدم النائب محمود أبووافية زوج دياديلي شقيقة جيهان السادات، والنائب عبدالعزيز مصطفي صهر مصطفي خليل، بمشروع قانون في مجلس الشعب لدعوة الناخبين إلي الاستفتاء علي منح رئيس الجمهورية محمد أنور السادات لقب سادس من الخلفاء الراشدين والرئيس المؤمن، وتطبيق الشريعة الإسلامية.. واعتبار جرح الشعور الديني ضمن جرائم السب والقذف المعاقب عليها جنائيا.

ورأت وقتها لجنة الاقتراحات والشكاوي برئاسة محمود أبو وافية نفسه إحالة المقترحات إلي لجنة الشئون الدستورية والتشريعية وذلك في مارس 1981لاقرارها، والاستفتاء عليها.،لكن اغتيال الرئيس عطل كل شيء.

لكن لماذا يقدم الرئيس على هذه الخطوة ؟

 

في الفترة الأخيرة لحكمه، بدأ أنور السادات يتخذ منحى مختلف، حيث مال أكثر للظهور بمظهر الرئيس القروي ابن الريف، وأصبح يظهر كثيرا في قريته، مع تصوير نفسه إنه الأب والشعب هو الأبناء، ورفع شعار أخلاق القرية، وأطلق على دولته دولة العلم والإيمان، وهو الاسم الذي اقترحه عليه مصطفى محمود وتحول فيما بعد لبرنامج شهير قدمه مصطفى محمود لسنوات.

 

وفي هذا الوقت، كانت أمريكا لم تفق لتوها من الضربة القوية التي تلقتها من إيران بازاحة حليفها الاستراتيجي الشاه محمد رضا بهلوي، ليحل نظام الثورة الإسلامية بقيادة بالخوميني، كانت أمريكا تخطط في هذا الوقت لتقويض حكم السادات وفقا لتقارير دولية.

اللواء طه زكي مدير مكتب الرئيس الراحل انور السادات ووكيل اول جهاز المخابرات العامة، ومفجر قضية مراكز القوى، رصد  تؤتر العلاقة بين السادات ومبارك، حيث قال في تصريحات تلفزيونية: “أن السادات كان يريد القضاء على كل ما يخص ثورة يوليو، وكان يريد تصعيد جيل حرب أكتوبر، فقام بتعين اللواء طيار (محمد حسني مبارك) نائبا له لما أبلى بلاءا حسنا في هذه الحرب، ولكن السادات وجده محدود الذكاء، وكان يطلق عليه حوستي (من الحوسة) بدلا من حسني، فقرر أن يعزله من منصبه وعين منصور حسن وزير الإعلام بدلا منه، لكن مبارك نجح في إلغاء القرار بوساطة من عثمان أحمد عثمام صهر الرئيس السادات، وبالفعل تراجع السادات عن قراره ولكن العلاقات ظلت متوترة بينهم.

ففكر السادات، في تخويف امريكا وإزعاج مصالحها بنظام إسلامي  على غرار نظام الخميني في مصر بإعطاء الفرصة للجماعات الإسلامية بإقامة علاقات وطيدة ومتينة مع أجهزة الأمن.

فأراد السادات في تلك الأثناء أن يبعث برسائل للولايات المتحدة الأمريكية  أنه سيتجه الي تطبيق نظام الحكم الإسلامي علي غرار ايران، الأمر الذي تخشي منه واشنطن علي مصالحها، فالولايات المتحدة الأمريكية تحارب كل الدول الدينية، لأنها تشكل خطرا في منطقة الشرق الأوسط، وتزعج الحليف الاستراتيجي دولة الكيان المحتل.

أراد السادات أن يضرب عصفورين بحجر، أولا تهديد مصالح أمريكا في المنطقة مما يجعلها تعيد حساباتها تجاه السادات، خاصة إنه حول السياسة المصرية كلها نحو أمريكا، وكان يقول إن 99% من أوراق اللعب في المنطقة بيد أمريكا، وتجاهل الاتحاد السوفيتي، والثاني الحصول علي تأييد الجماعات التي أطلقها وأشرف علي رعايتها، لكن الأمر انتهى نهاية ماسأوية، ففي شهر سبتمبر اعتقل السادات الجميع في اعتقالات سبتمبر الشهيرة، وضع السادات كل الأطياف السياسية في السجن، من المستحيل أن تجد طيف سياسي ليس له سجناء في اعتقالات سبتمبر، وبعدها في شهر أكتوبر 1981، تم اغتيال السادات على يد الجماعات الإسلامية.

لقبوا بسادس الخلفاء الراشدين

 الخلفاء الراشدين أربعة، أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، رضى اللهم عنهم أجمعين، وأما الخلاف الخامس، فالبعض يقول هو الحسن بن علي والبعض الأخر يقول عمر بن عبد العزيز لما اشتهر عنه بالعدل الشديد.

أما لقب سادس الخلفاء الراشدين، فهو اللقب الذي حلم به الجميع، فلو بحثت عن الانترنت عن سادس الخلفاء الراشدين، ستجد المئات أطلقوا على أنفسهم هذا اللقب، فمثلا السلطان أبو المظفر محيي الدين محمد أورنك زيْب عالمكير سلطان مغول الهند، أطلق عليه لقب سادس الخلفاء الراشدين، وكذا حصل نور الدين زنكى، وهو ابن عماد الدين زنكى بن آق سنقر، على نفس اللقب، وقد سبق في الحكم صلاح الدين الأيوبي.

وبعد نهاية الدولة العثمانية، أراد الملك فؤاد أن يُلقب بخليفة المسلمين، وهو ما أدخله في صراع مع السعوديين، أدت إلى قطع العلاقات بين الدولتين، فرفضت مصر الاعتراف بالسعودية كدولة، وحتى مع اعتراف عدد كبير من الدول بها وعلى رأسها بريطانيا التي تحتلُّ مصر، كانت مصر تتعامل مع السعودية كمكان لأداء مناسك الحج والعُمرة.

ونتيجة لهذا الصراع، وقع الحادث الشهير للمحمل المصري في 1926، فقد وصل المحمل إلى الخيام بمِنَى بصُحبة طقوسه وصخبه المُعتاد، حيث تصاعَدَتْ أصوات الأبواق من المحمل فرحين بوصولهم للسعودية وهي أبواق عسكرية، فصاح جنودٌ من الوهابيين: “الصنم الصنم!” وهجموا على المحمل! فبادر الجنود المصريون بإطلاق النار عليهم، فقتلوا بعضهم. 

واشتعل الخلاف السياسي بين مصر والسعودية أكثر فأكثر، وفي عام 1929، أمر الملك عبد العزيز بإغلاق القنصلية المصرية في جدة، وعاد القنصل المصري إلى بلاده، فحظر الملك فؤاد موكب المحمل إلى البيت الحرام حتى وفاته في أبريل 1936. وبقيت القنصلية المصرية بجدة مغلقة إلى أن توفي الملك فؤاد، في عام أبريل 1936م. وظل المحمل إلى البيت الحرام محظوراً حتى وفاة الملك فؤاد أيضا. 

قصة زيارتين بين الملك فاروق وعبدالعزيز آل سعود: «ما محبة إلا بعد عداوة» -  المصري لايت

لكن مع مجئ فاروق للحكم فتح صفحة جديدة مع السعودية، فاعترف بدولتهم، وأعاد التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين وتولى عبد الرحمن عزام إدارة المفوضية المصرية، في جدة ، وتولى الشيخ فوزان السابق إدارة المفوضية السعودية في القاهرة.

لذلك كانت السعودية هي التي تتولى الانفاق على الملك فاروق في منفاه بعد ثورة يوليو، وعندما توفى الملك فاروق فى إيطاليا فى  18 مارس  عام 1965، وقد أوصى بأن يدفن فى مصر، فى مسجد الرفاعى بجوار أسرته، غير أن الرئيس عبد الناصر لم يكن يستريح لدفن فاروق فى القاهرة، لكن بوساطة السعودية دُفن في القاهرة، لكن رفض دفنه في مسجد الرفاعي، ودُفن فى حوش الباشا بالإمام الشافعي،  على أن يدفن بطريقة سرية، واشترط عدم كتابة اسمه على القبر، وكُتب بالخطأ تاريخ وفاة الملك فاروق  18 أبريل 1965، مع إنه مات في 18 مارس.  

 

 وبعد وفاة عبد الناصر وتسلم السادات مقاليد الحكم، وافق الرئيس السادات على نقل رفات فاروق إلى مسجد الرفاعى ليرقد جسده للمرة الأخيرة هناك بجوار قبرى جده وأبيه إسماعيل ووالده فؤاد بحسب وصيتة، وقد تم ذلك تحت حراسة أمنية مشددة.

 

أقرا أيضا

هدى عبد المنعم.. المرأة الحديدية التي سرقت أموال المصريين وغادرت من المطار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!