وتهل ريحة الأماكن تملى قلبي حنين.. هو التتر الذي ما أن تسمعه يعيدك لنوستالجيا الأيام الحلوة التي كنت وقتها لا تحمل هما، التتر الذي غناه أحمد إبراهيم من كلمات كوثر مصطفى ولحن حسين إسماعيل، لكن المسلسل الذي حقق أعلى نسبة نجاح، كان الأعلى في إثارة المشاكل والشجار بين بطله هشام سليم ومنتجه أحمد أبو بكر (زوج الفنانة تيسير فهمي).
تحرك وقتها هشام سليم نقابة الممثلين لأخذ موقف من المنتج أحمد أبوبكر الذي يتهمه في مذكرة رسمية تقدم بها للنقابة ووقع عليها عدد من الممثلين المشاركين في العمل بأنه قام بسبه وسب والده ومصر أثناء تصوير العمل في الولايات المتحدة الأميركية على مرأى ومسمع من الجميع لرفضه القبول بالأوضاع السيئة في الإقامة بفندق متواضعز
وأضاف هشام سليم في شكواه أن أبو بكر شخص بخيل، وبخل في الإنفاق على العمل بشكل جعل الشرطة الأميركية تتدخل أكثر من مرة لفض نزاعاتهما سويا، وطالب في مذكرته بالتحقيق مع المنتج أحمد أبو بكر ووقفه عن الإنتاج الفني.
واستدل سليم وقتها بواقعة سابقة بين فاروق الفيشاوي ويحيى العلمي مع نفس المنتج، ورفض وقتها المنتج إعطاء حقوق الفيشاوي ويحيى العلمي حيث إنه رفض دفع باقي أجرهما عن مسلسل «خيال الظل»، واعتبر سليم وقتها أن الخلاف بينه وبكر خلاف أصبح ثأرياً ولن يتنازل فيه لأنه يتعلق بالكرامة.
ودخل الدكتور أحمد أبو بكر على خط المشكلة، ونفي كل ما قاله هشام سليم،موضحا أن الفيصل بينه وبين هشام سليم هو العقد المبرم بينهما عن المسلسل وقال أبو بكر: “أنا أعطيت هشام فرصة عمره في أن يلعب بطولة المسلسل الذي هو عمل فني كبير، ووافقت على أن أضاعف أجره ثلاث مرات عما تقاضاه في رمضان السابق في مسلسل «لقاء على الهواء» و«محمود المصري» على أن يتفرغ تماماً للعمل، وقد نال أجره كاملاً، وكل ما يردده مجرد ادعاءات لأن المسلسل بصورته الجيدة يؤكد أن الإنتاج سخي وقوي.
ورد أبو بكر على اتهامه بالبخل، وقال: “وعلى عكس ما يردد سليم، ففريق المسلسل نزل في أميركا في فندق أربعة نجوم، بل إن هشام جاءني في أميركا قبل موعده بأربعة أيام وعلى رغم ذلك استضفته على نفقتي، ووفرت له كل سبل الراحة.. على أن مشكلة هشام كانت في أنني رفضت توفير أشياء خاصة له مثل التلفونات الدولية أو فتح الروم سيرفس له، والنقابة لم تجد شيئاً تحقق فيه معي، ولا أعرف لماذا يفعل كل ذلك. ويردد هذ الكلام عني.
تيسير فهمي هي الأخرى كانت بين نارين بين زوجها المنتج أحمد أبو بكر وصديقها هشام سليم، فقالت وقتها: “الخلافات بين الاثنين «تافهة» وعلى أمور بسيطة تحدث في أي عمل فني، ولا داعي لتكبيرها بكل هذ الصورة، وأنا أعرف هشام منذ عشرين عاماً، وخلافاته مع الدكتور أحمد لم تفسد علاقتي به، وحرصت على أن أكون بعيدة عنها.
لكن بعيدا عن المشاكل، فالمسلسل الذي تدور أحداثه حول صراع الحضارات بين الغرب والشرق اثر تفجير برجي التجارة العالمية في 11 سبتمبر وتأثر الجالية العربية والمصرية التي تعيش في الولايات المتحدة الاميركية بما حدث من متغيرات في المجتمع الاميركي.
ويحكي المسلسل عن قيام محام مصري (هشام سليم) بالدفاع عن باحثة مصرية (علاغانم) اتهمت بقتل زوجها الأميركي الذي أشهر إسلامه من اجل أن يتزوجها إلى جانب الاحداث التي رافقت ترشيح المحامي نفسه في الانتخابات المحلية لمدينة لوس انجليس.
والمسلسل مقتبس بشكل يصل للتطابق من الفيلم الأميركي ” Double Jeopardy”، لبروس بريسفورد وبطولة اشلي جود (تقوم بدورها في المسلسل العربي الفنانة علا غانم) وبروسجرنيود (يقوم بدوره تامر هجرس)، وقصة الفيلم هي قصة المسلسل دون تغيير نهائيا.
ويحكي الفيلم عن نيك وليبي بارسونز (علاء غانم وتامر هجرس)، من المقيمين الأثرياء في جزيرة ويدبي بواشنطن، وتعرض أنجيلا (ريهام عبد الغفور)، صديقة ليبي، رعاية ابنهما ماتي البالغ من العمر أربع سنوات حتى يتمكنوا من قضاء عطلة نهاية أسبوع رومانسية
تستيقظ ليبي لتجد الدم في كل مكان ونيك مفقود، ووصل خفر السواحل ليجدوا ليبي يحمل سكينًا ملطخًا بالدماء، وعلى الرغم من عدم العثور على جثة نيك بعد ذلك، إلا أن ليبي أدينت بارتكاب جريمة قتل.
ومن المفترض أن يكون دافعها في جريمة القتل هو بوليصة تأمين على الحياة بقيمة مليوني دولار، وتطلب ليبي من أنجيلا أن تتبنى الطفل أثناء وجودها في السجن حتى لا يكون تحت وصاية الدولة.
وعندما تتوقف أنجيلا عن إحضار ماتي لزيارتها، تتعقب ليبي أنجيلا إلى سان فرانسيسكو وتتصل بها. أثناء محادثتهم، يدخل نيك ويصرخ ماتي، “أبي!”؛ فتدرك ليبي أن نيك زيف وفاته.
بعد الفشل في الحصول على مساعدة في التحقيق، يطلب زميل سجين – محامٍ سابق – من ليبي الحصول على إطلاق سراح مشروط بسبب حسن السلوك من خلال الادعاء زورًا بالندم على “قتل” نيك. وبعد ست سنوات في السجن، تم إطلاق سراح ليبي إلى منزل في منتصف الطريق تحت إشراف ضابط الإفراج المشروط ترافيس ليمان، أستاذ القانون السابق الذي تركته زوجته وابنته بسبب إدمانه للكحول.
وللبحث عن نيك، تنتهك ليبي حظر التجول ويتم القبض عليها وهي تقتحم مدرسة ماتي القديمة في جزيرة ويدبي للحصول على سجلات أنجيلا، وعندما أعاد ليمان ليبي إلى السجن، أخذت بندقيته وسبحت بعيدًا لكي تزور والدتها وتستمر الأحداث كما وردت في المسلسل.
المنتج أحمد أبو بكر سرق قصة الفيلم ونسبها لنفسه في مسلسل في حركة تامرية حسنية، ولم ينقذ المسلسل إلا حنكة السيناريست بشير الديك الذي كتب مسسل جيد في الغاية في البداية لكن المسلسل أصيب بالترهل بعد ذلك، والكثير من الأحداث غير المنطقية والتي لا تُقنع طفل صغير اسمه أحمد يلعب في الكهرباء كثيرا هذه الأيام.
في النهاية، هذا واحد من مسلسلات النوستالجيا الذي يرتبط بذكريات جميلة مع ملايين المصريين.. نتذكره عندما نسمع من مكان بعيد “وتهل ريحة الأماكن تملى قلبي حنين”.. وكما قالت وردة .. “اه يانا من الحنين”
أقرا أيضا
بكي على الهواء وهذا سبب فشل عمله سائق تاكسي.. حكايات المحترم توفيق عبد الحميد
