تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل عبد المنعم إسماعيل، الذي ولد في 3 نوفمبر 1907، وهو واحد من الوجوه المألوفة على شاشة السينما.
ربما تعرفه شكلا، لكن الكثيرين لا يعرفون اسمه، رغم كونه قاسمًا مشتركاً في معظم الأفلام السينمائية التي ظهرت في حياته، حيث يحوي رصيده الفني أكثر من 300 فيلم، قام بها من بداية الأربعينيات حتى نهاية الستينيات، وتحديدًا عام 1968 بعد تقديمه آخر أفلامه “قنديل أم هاشم” عن رائعة يحيى حقي.
تتمحور غالبية أدوار عبد المنعم إسماعيل حول المعلم خفيف الظل الذي يجلس أمام محله، مشاهده في كل فيلم لا تتعدى ثلاثة مشاهد على أفضل تقدير، لكن دوره مُتقن للدرجة التي حتما ستعلق في ذهنك.
عمل عبد المنعم مع شقيقه الفنان حسين إسماعيل في السينما منذ بدايتها، يخطئ الكثيرون في التفريق بينهم، ويعتبرهم البعض شخصية واحدة بسبب التشابة الكبير.
نجح عبدالمنعم إسماعيل في الأدوار الشعبية بجدارة، وقدم دور المعلم والميكانيكي والممرض وصول البوليس، وفتوة الحارة، وصاحب المقهى، فكان إسماعيل ياسين ونجوم هذه المرحلة يختارون عبدالمنعم إسماعيل ورفاقه في الفيلم حتى قبل توزيع الأدوار، يكون له دور في الفيلم، وبالطبع سيكون سبب من أسباب نجاحه، وأنت على سبيل المثال، لا يمكنك أن تنسى الممرض خفيف الظل الذي غنى مع محمد فوزي وشادية في فيلم “بنات حواء”.
ومن أشهر أدوار عبدالمنعم إسماعيل “المتهمة، شهر عسل بصل، قنديل أم هاشم، اللص والكلاب، قلبي دليلي، بابا أمين، الزوج العازب، إسماعيل يس في مستشفى المجانين”.
وفاته
قبل وفاة عبد المنعم إسماعيل بعامين؛ ابتعد المنتجين عنه، ساءت قدراته المالية (غالبية العاملين في المجال الفني يحصلوا على أجور قليلة والأجور العالية تذهب للنجوم الصف الأول فقط)،، تم طرد أولاده من المدرسة بسبب عدم دفع المصروفات.
وفي 30 أكتوبر عام 1970، فوجئ الجميع بخبر انتحاره، تشير معظم المصادر أنه انتحر رميا في النيل، لكن الكاتب خيري حسن في كتابه “أرواح على الهامش عباقرة.. ومنتحرون”، يقول إن عبد المنعم إسماعيل انتحر بمبيد حشري شهير وقتها اسمه “بوليس النجدة”، وعندما نقلوه إلى المستشفى طلب رؤية أولاده، لكنه مات قبل أن يصلوا، وفقا لما صرح به خيري حسن في برنامج 90 دقيقة.
وقال خيري حسن، أنه بعد وفاة إٍسماعيل بأشهر أرسلت ابنته رسالة مبكية إلى مجلة الكواكب، تقول فيها إن والدها مات منذ سنة، ولا يجدون مصاريف، وكان هناك مسابقة للتمثيل، فقالت إنها تزعم أنها تجيد التمثيل، وطلبت عمل، لكن لم يرد أحد عليها.
وعقب وفاته، أصيب شقيقه حسين بالاكتئاب، ومات قهرًا عليه بعد أربع سنوات، عام 1974، وكان آخر أعماله فيلم الظلال في الجانب الآخر في نفس عام رحيله.
المصادر
– كتاب خيري حسن – “أرواح على الهامش عباقرة.. ومنتحرون”.
– لقاء الكاتب خيري حسن في برنامج 90 دقيقة.
– مقال سابق للكاتب بهاء حجازي بموقع مصراوي.
– كتاب ملح السينما – مؤمن المحمدي.
