التريندتقاريررياضةسلايد

صلاح أناني.. قراءة في كتاب”سنواتي في ليفربول” لروبرتو فيرمينيو

كتاب "نعم سيدي.. سنواتي في ليفربول"

 

سجل محمد صلاح أول أهدافه مع ليفربول في المباراة التي تعادل فيها “الريدز”، مع واتفورد بثلاثة أهداف لمثلهم، وكان الهدف بأسيست من روبيرتو فيرمينو، وسجل فيرمينو أخر أهدافه مع ليفربول أمام نادي أستون فيلا كانت النتيجة تُشير لتقدم أستون فيلا بهدف، قبل أن يقدم النجم المصري محمد صلاح تمريرة حاسمة لزميله البرازيلي الذي وضع الكرة في الشباك بطريقة رائعة، عند الدقيقة 89، ليرحل بعدها إلى الأهلي السعودي، وبين الهدفين، الكثير من الحكايات والشغف والصداقة بين الثنائي.

صنع محمد صلاح 13 هدفا، لزميله فيرمينو، بينما صنع فيرمينيو 12 هدف لمو صلاح. ليكون حصيلة الثنائي 25 هدف، وهو الأكبر الذي يتشارك فيه لاعبان من ليفربول في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

قال فيرمينيو في ليلة وداع ليفربول: “سأبكي كثيرا، سأفتقد كل شيء، زملائي والنادي والمشجعين، خاصة المشجعين”، ووثق فيرمينو رحلته في ليفربول في كتاب حمل اسم “نعم سيدي.. سنواتي في ليفربول”.. الذي يحكي قصة 7 أعوام قضاها في النادي الأحمر، وتطرق في الكتاب للحديث عن محمد صلاح، وعلاقته به، وكذا علاقة صلاح بساديو ماني، العلاقة التي انتهت برحيل ماني للفريق البفاري ثم النصر السعودي، ورحيل فريمينيو لأهلي جدة السعودي، ليبقى صلاح وحيدا يبكي على أطلال الثلاثية التي أبكت أوروبا بأكملها.

كان حديث فيرمينيو عن صلاح على غير المتوقع، إذا وصف صلاح بالأناني، وقال: “صلاح كان يحبط الجميع عندما لا يمرر الكرة، كلوب كان يتحدث أمامنا بأن نمرر الكرة عندما يكون الزميل في موقف أفضل في رسالة واضحة لصلاح، الذي اعتاد أن يركل الكرة بإتجاه المرمى دون النظر لوضعية بقية اللاعبين”.

لكن يعود فيرمينيو ويدافع عن صلاح في هذه النقطة قائلا: “على مر السنين، يجب أن أقول أن هذا الجانب من لعبته تحسن بشكل ملحوظ. لقد تعلم تدريجياً أن يكون أقل أنانية وأكثر تعاوناً – على الرغم من حقيقة أنه مهاجم، وهداف، وكل هداف يميل إلى أن يكون “جشعاً” قليلاً في السعي وراء الهدف. هذا امر عادي”، لكن هذه الجزئية سقطت من كل المواقع والصحف العربية التي تناولت الكتاب. 

تحدث فيرمينيو عن علاقته بجناحي ليفربول “ماني وصلاح”: “ماني كان الأكثر إثارة للجدل بيننا نحن الثلاثة، لكنه كان أكثر شخص حظيت معه بفرص لمناقشة هذه القضية وأقدم النصائح ليبقى هادئاً موضحا: ” لم يكونا أفضل الأصدقاء، لم يتحدثا كثيراً ولا أعرف ما إذا كان ذلك له علاقة بتنافس مصر والسنغال في إفريقيا، لكن لم يقاطعا بعضهما البعض، لقد تصرفا باحترافية تامة”.

في وجهة نظري، الأمر له علاقة برغبة صلاح وماني تسجيل الأهداف، على عكس روبيرتو فيرمينيو الذي يحمل الجينات البرازيلية في دمه، فهو يلعب للمتعة أكثر، فأن صناعة هدف لصلاح بكعبه، أفضل لديه من تصدر هدافي البرمير ليج.

وتطرق “بوبي”، لواقعة غضب ساديو ماني من محمد صلاح الشهيرة في مباراة بيرنلي، وقال : “خرج ماني غاضباً بشدة بعد تبديله، الناس تعتقد أن غضبه كان بسبب الخروج، لكن الحقيقة أن محمد صلاح قرر تسديد الكرة بينما كان ماني في مكان مناسب لتشكيل خطورة على المرمى”. 

الصورة

وأضاف روبيرتو فيرمينيو الثنائي في كتابه: “أنا أعرفهما جيداً أفضل من أي شخص آخر، لقد رأيت النظرات ولغة الجسد والتجهم عندما يكون أحدهما غاضباً من الآخر، لكني كنت همزة الوصل بينهما في اللعب، وبالمناسبة هذا ليس الخلاف الأول بينهما، لكنه ظهر للسطح لأنه حدث أمام الكاميرات، كنت أعلم أن شرارة الاختلاف تشتعل شيئاً فشيئاً منذ الموسم السابق ( يقصد موسم2018-2019) لكن واجبي حينها إطفاء النار لا سكب المزيد من الزيت.

فيرمينيو لعب دور حمامة السلام بين الثنائي، وقال عن ذلك: “كنت أحاول الإبقاء على خط التواصل معهما داخل الملعب، وكنت أمرّر الكرة لكليهما، ولمن يوجد في أفضل موقع للتسجيل، ولو لم أقم بدوري في تهدئة الوضع بينهما، لزادت حدة خلافهما على الملعب.

يضع روبرتو فيرمينو يده على كتف ساديو ماني غير السعيد بعد تبديلاته في بيرنلي في أغسطس 2019.

وعن سبب حب الثنائي لفيرمينيو، يقول فيرمينيو في الفصل المعنون: “بثلاثتنا”: “لم أتحيز قط لأحد، ولهذا السبب يحبونني: كنت أمرر الكرة دائمًا لكليهما؛ كان تفضيلي هو فوز الفريق. ودوري كصانع سلام وموحد. إذا لم أفعل ذلك، فلن يكون هناك سوى عواصف بين الاثنين في الملعب، ثم يضيف ساخرا: “ربما لهذا السبب كنت الشخص الذي تم استبداله في أغلب الأحيان من قبل كلوب، كان كلوب (دوما يشير له في الكتاب باسم ذا بوص) يعلم أنني لن أرمي زجاجة على الأرض أو أي شيء من هذا القبيل. إذا كنت منزعجًا، سأتحدث معه على انفراد بعد ذلك. عندما كانت هناك حاجة إلى تبديل، كان من الأسهل إخراج بوبي بدلاً من إزعاج أي من الاثنين الآخرين.

 

ثم تطرق فيرمينيو عن فكرة الجمع بين الثلاثي، والذي وصفها كلوب قائلا: “لم أكن أتخيل في أعنف أحلامي أن الأمور ستسير على هذا النحو”، ويضيف: “كرة القدم رائعة لأنه من المستحيل توقع أو التنبؤ بالسحر الذي سينكشف على أرض الملعب عندما يلتقي صبي من مصر بآخر من السنغال وواحد من البرازيل. الله وحده يعلم؛ لا أحد آخر. ولا حتى السيد كلوب ما الذي سيحدث”.

 وصل فيرمينيو لليفرول سنة 2015، وماني سنة 2016، وصلاح سنة 2017، وتنازل فيرمينيو عن القميص رقم 11 لصلاح، وقال: “تحدث بعض الأشخاص عن أنه كان من دواعي سروري أن أعطيت القميص رقم 11 لمحمد صلاح عندما وصل إلى النادي، وهذا ساعد في بدء الأمر برمته، لقد بدت وكأنها لفتة نكران الذات، والتي تناسب أسلوب لعبي، في سياق قصة الثلاثي الذي شكلته مع هؤلاء الرجال، ولقد كان يُنظر إلي دائمًا على أنني الأكثر كرمًا بين الثلاثة، المهاجم الذي قام بالعمل الدفاعي القذر ولعب لجعل الثنائي يتألق أمام المرمى. إنها القصة المثالية، مثلي تمامًا: روبرتو فيرمينو، الرجل اللطيف الذي تخلى عن الرقم الذي كان يرتديه في النادي وأعطاه لزميله الوافد حديثًا. 

لكن فيرمينيو ينفي هذه القصة، ويقول إنه لم يتنازل لصلاح عن الرقم 11 كما نشرت الصحافة، لكنه أراد أن يحصل على رقم 9 لذا ترك الرقم 11، لأن رقم 9 لم يكن متاحا في الموسم الذي انضم فيه فيرمينيو وأصبح متاحا بعد رحيل كريستيان بينتيكي، ويبرر رغبته في الحصول على رقم قائلا: “أن تكون رقم 9 في ليفربول ليس بالأمر الهين. إنه القميص التاريخي الذي ارتداه نجوم النادي مثل روبي فاولر وإيان راش وفرناندو توريس. ربما استغرق الأمر مني بعض الوقت لأدرك ذلك.

الكتاب به لغة صحفية جيدة وإنجليزية تقترب من لغة الشارع بلا تعقيدات ولا جماليا، لذا من المؤكد أن فيرمينيو لم يكتبه وإنما حرره له صحفي كجوست رايتر، وهي عادة متعارف عليها بين نجوم السينما وكرة القدم، ويباع الكتاب بـ 22 يورو (ما يزيد عن 700 جنيه مصري). 

يقدم فيرمينيو الشكر في بداية الكتاب لزوجته لاريسا بيريرا، قائلا: “زوجتي الحبيبة لاريسا، التي كانت دائما مساعدتي المخلصة ولم تترك يدي أبدا”، ثم يهدي الكتاب لأبنائه قائلا: “فالنتينا وبيلا، ليز وصوفيا، أنتم وقودي، أتمنى أن أكون قدوة حسنة، وقوة دفئ في قلوبكم”. 

 

ثم أهدى الكتاب للجمهور، قائلا: “أهدى هذا الكتاب لكم، بدونكم، لا شيء من هذا سيكون موجودا”.

ليقل فيرمينيو ما يقوله، وليضمر ماني ما يضمره، وليصنع صلاح ما يصنعه، لكن ستبقى ثلاثية بوبي وماني وصلاح، واحدة من أفضل ثلاثيات خط الهجوم في تاريخ الدوري الإنجليزي، وواحدة من أمتع ما صنع صاحب فلسفة الضغط العالي “يورجن كلوب”، والذي وصف الثلاثية قائلا:

“محمد صلاح لاعب من طراز عالمي، لكن ليس كل يوم، وساديو ماني عالمي أيضاً لكنه ليس كذلك كل يوم، أما روبرتو فيرمينو فهو لاعب عالمي في كل يوم”.

 

أقرا أيضا

في عيد ميلادها الـ40.. قصة “لويز” أول طفلة ولدت بالتلقيح الاصطناعي في التاريخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!