كتب – أحمد المرسي
منذ ما يقرب من 7 قرون ماضية، واجه شاب يدعى “رجل بوكستين” نهاية عنيفة، حيث تعرض لثلاثة ضربات على رأسه، وبعد ذلك تم إلقاء جسده في مستنقع، من الخث، وتم تثبيته بثلاثة أوتاد خشبية لمنعه من الظهور مرة أخرى.
ويبدو أن هنام أمران واضحان في تلك الجريمة القديمة: أولها أنه تم قتل هذا الرجل على يد مهاجم، وثانيها أن هذا المهاجم أراد إخفاء جثته بعد قتله، فما الذي أدى إلى هذا العمل والوحشي ولماذا كان الجناة راغبين في إخفاء الجسد؟
تم استخراج بقايا تلك الضحية من مستنقع الخث في السويد خلال أوائل القرن العشرين، وقد ظلت ملابسة سليمة نسبيًا بسبب حالة الغمر بالمياة، تشير إلى أنه كان يعيش في القرن الرابع عشر، وقد كان في المستنقع مدة لا تقل عن 600 سنة.
وقد أشارت ملابس هذا الرجل إلى أنه كان رجلًا من الطبقات العليا في المجتمع. فهو شاب وغني. وقد وجد ووجهه لأسفل، تحديدًا في عام 1963، حيث ظن في البداية أنه قتيل حديث، ولكن تك اكتشاف إن الجثة هي جثة قديمة، وتم نقلها مباشرة نحو المتحف. من أجل اختبارها.
تم إجراء العديد من الاختبارات على بوكستين، وقال الخبراء أن ملابسه من أكثر الملابس التي تم الحفاظ عليها في العصور الوسطى في أوروبى، وتضمنت: سترة وعباءة وقلنصوة، وأحذية جلدية، وحزام من الصوف.
ملابسه الفخمة جعلت الباحثين يعتقدون أنه من الطبقة العالية الأرستقراطية، وخمنوا الدوافع المحتملة وراء مقتله.
لحظاته الأخيرة
أشار فحص جثة رجل بوكستن إلى أن عمره كان يتراوح بين 30 و 35 عامًا وقت وفاته. عزز شعره الطويل، الذي تم الحفاظ عليه بشكل لا تشوبه شائبة بسبب ظروف المستنقع ، فكرة مرتبته الاجتماعية العالية.
علاوة على ذلك ، تم الكشف عن إصابة جمجمته بضرر من ثلاث إصابات بأداة حادة، ربما تكون سيخ أو مطرقة. هذه الإصابات، ولا سيما الإصابات الأخيرة ، كانت على الأرجح سبب وفاة بوكستن.
واقترح الخبراء نظريتين لا ثالث لهما تفسران سبب مقتل الشاب، فتشير إحدى النظريات، أنه كان متورطًا في تجنيد الجنود وقتل لهذا السبب، أو أنه كان جابيًا للضرائب، مما تسبب في نهايته العنيفة، والدليل على ذلك أنه تم تخزيق صدره بغصن شجرة، وقد رشقه القتلة في صدره لضمان عدم تمكن ضحيتهم من الانتقام منهم في الحياة الآخرة.
بمساعدة التكنولوجيا المتقدمة ، تم إعادة إنشاء وجه رجل بوكستين منذ حوالي عشر سنوات. وتم إنشاء نسخة طبق الأصل من جمجمته. بعد أن تم إعادة المناطق المتضررة منها، وتم توسيع الجمجمة بعض الشيء، حيث كانوا يعتقدوان أنها كانت مضغوطة بسبب القرون التي قضتها في المستنقع. ويتم الآن عرضه في متحف هالند للتاريخ والثقافة.
اقرأ أيضًا:
