الفنتقاريرسلايد
أخر الأخبار

The Act.. تعلم ألا تحكم على أحد قبل أن تعرف القصة كاملة

قصة جيبسي ووالدتها بلانشارد

تنويه ما تقرأه سيصدمك جدا..

صورة من المسلسل

في 19 مارس انطلقت على شاشة Hulu أولى حلقات الموسم الأول من مسلسل الجريمة The Act، المسلسل كان صادما للغاية، عن ابنة تقتل والدتها، لكنك ستكره الأم أكثر!!، المحزن والذي أصاب الناس بالدهشة، هو أن المسلسل قصة حقيقية، حدثت بكل حذافيرها، بل وأفظع في سنة 2005.

حيث استيقظ سكان مدينة سبرينجفيلد الأمريكية على جريمة قتل ضحيتها سيدة تدعى “دي دي بلانشارد”، عُثر عليها جثة هامدة في منزلها وعليها أثار الطعن بسكين حاد.

كانت السيدة معروفة بين سكان المدينة وللكثير من سكان الولايات المتحدة كأم حنونة ترعى ابنتها المعاقة “جيبسي روز”، والتي تعاني من ضمور العضلات، وسرطان الدم، ومشاكل في السمع والبصر، والربو، وضمور العضلات، والنوبات المرضي ومجموعة كبيرة من الأمراض ألزمتها الكرسي المتحرك لسنوات، وجعلتها بطلة لقصة حزينة تحتاج لتعاطف كل من يسمعها.

 التدوينة الأولى - موقع بث مباشر
التدوينة الأولى – موقع بث مباشر

لكن قبل عثور الشرطة على الجثة نشر الحساب الرسمي للسيدة بموقع فيس بوك، تدوينة كتب فيها: ” العاهرة ماتت”.. ولم يكن أحد يعلم هل قتلت الأم ابنتها، وكتبت هذا  أم كتبت الأم هذا بعد أن قتلت والدتها، وكلا الخياران، يضعنا أمام سؤال شديد الأهمية، وهو لماذا؟.

لقطة من المسلسل
لقطة من المسلسل

لكن السؤال أصبح أكثر غموضا وإلحاحا، عندما أتبعت التغريدة بتغريدة أخرى بها مزيد من التفاصيل، تقول: “لقد قتلت هذه الخنزيرة السمينة بقسوة، واغتصبت ابنتها الصغيرة. تبا لصرخاتها، لقد كانت مزعجة للغاية”

اتصل الجيران بالشرطة، لكي تحل لغز هذه القضية، خاصة أن هناك في الخلفية فتاة مريضة مغتصبة، وتعانى نفسيا بسبب مقتل والدتها، عثرت الشرطة على جثة الأم “دي دي” في غرفة نومها، مطعونة حتى الموت منذ عدة أيام، بينما اعتبرت الشرطة الابنة “جيبسي” في عداد المفقودين، فأجرت الشرطة تحقيقاتها بسؤال الجيران، حيث رصدوا سلوكا غريبا للأم نفسها، هي تظاهرها بمرض ابنتها، وهو ما فتح باب التكهنات حول هوية القاتل الجديدة، التي ربما تكون الابنة نفسها وهي من اختلقت قصة الاغتصاب.

مسلسل 

التحقيقات تكشف الكثير من  المفاجآت

كشفت التحقيقات التي أجرتها جهات التحقيق الأمريكية الكثير من المفاجآت التي جعلتها قضية الموسم في الولايات المتحدة الأمريكية، وجعلت الرأي العام متشوقا لمعرفة تفاصيل القصة.

حيث  أجبرت “دي دي” ابنتها على التصرف كمريضة وألزمتها الكرسي المتحرك، وأجبرتها أيضا على تناول أدوية للصرع، وكانت تضربها بشدة حتى تنصاع لأوامرها، وعندما يشك طبيب في حالة جيبسي ويطلب الأوراق الكلملة لحياتها لإعادة تشخيصها كانت الأم تكذب أن أوراق جيبسي ضاعت في إعصار كاترينا، ثم تخرج من عيادة الطبيب مقررة عدم العودة له مرة آخرى، فلم تكن “جيبسي” مريضة على الإطلاق، وهي ليست مراهقة بل هي في الثالثة والعشرين من عمرها.

والتفاصيل أن الأم كانت مصابة بمتلازمة “مانشهاوزن”، وهي مرض نفسي يدفع المصاب به إلى اختلاق إصابة شخص آخر بأمراض جسدية، لكي يعتني به، لذلك عندما عثرت الشرطة على الفتاة جيبسي، قالت: “اعتقد الأطباء بأن أمي كانت مخلصة ومتفانية للغاية. والدتي كانت مثالية بالفعل لكي ترعى شخصا مريضا، ولكنني لست مريضة.. هناك فارق كبير”.

منذ ولادتها، زرعت الأم في عقل ابنتها إنها طفلة مريضة، فقامت بحقنها بهرمونات تساعد على عدم نمو جسدها، ثم حلقت لها شعرها لكي تبدو مريضة سرطان، وكلما كبر شعرها كانت تجبرها على قصه، ثم أخضعتها لعملية لاستئصال اللوزتين والاسنان، لكي تمرر لها الطعام من خلال أنابيب، وبالرغم من أن جيبسي كانت في الثالثة والعشرين من عمرها عندما تم القبض عليها، إلا أن الأم كانت توهم ابنتها على إنها في السابعة من عمرها، وحصلت في مقابل ذلك على تعاطف الكثيرين، وكذلك على دعم حكومي كبير لرعاية طفل مصاب بكل هذه الأمراض.

How 'The Act' Real-Life Dee Dee Blanchard Never Got Caught

ظل الأمر كذلك، حتى ظهر في الأجواء “نيك جودجون”، الذي تعرفت به عن طريق الإنترنت، لكي يكون هو بوابة خروجها من النفق المظلم الذي تجبرها والدتها على العيش فيه منذ سنوات، لكن عبر نفق مظلم آخر، وكان نصيب جيبسي من الدنيا كان الكثير من الأنفاق المظلمة، بدأ  “نيك جودجون” يطرح الأسئلة عن مرض جيبسي وعن أساليب علاجها، وشعرها الذي يكبر ولا يشبه مريضة سرطان، واكتشف الثنائي إن جيبسي ليست مريضة بأي شيء وإنها إنسانة طبيعية تستطيع ممارسة حياتها بشكل عادي، لكن الأم رفضت هذا الأمر، وظلت تعامل ابنتها كمريضة، فقررت الابنة بمساعدة  “نيك جودجون” التخلص من الأم. 

Dee Dee Blanchard convinced world daughter was disabled in only known TV  interview before being murdered

وقتل “نيك جودجون” الأم للتخلص منها، بعدها كتبت جيبسي هذه التدوينات بموقع فيس بوك لكي تكتشف الشرطة أمر الجثة، لكنها كانت بلا خبرة تذكر لكي تهرب من الشرطة، فتم القبض عليها بسهولة بالغة.

صورة للقاتل

 وكانت جيبسي عندما خصوعها للتحقيقات شخص شديد البراءة والطيبة، حُرم من ممارسة الحياة، وكانت حياته تدار بشكل كامل عن طريق مريضة نفسية، كان من الواجب خضوعها لعلاج نفسي قبل أن تدمر حياتها وحياة ابنتها.

 

https://youtu.be/Y_5fqDZCjQo?list=TLPQMTgxMTIwMjMV7tCRxDUxHA

 

القاتل جوديجون اعترف بقتل الأم دي دي بطعنها في ظهرها أثناء الضغط عليها. وكان ذلك ليلاً عندما كان يعتقد أنها نائمة، واعترف بالتفكير في اغتصابها (لكنه لم يفعل ذلك)، ثم ورط جيبسي بقوله إنها طلبت منه قتل دي دي، ولهذا السبب فعل ذلك. وزعم أنها أعطته السكين.

أما جيبسي، فاعترفت بتواجدها في منزلها أثناء جريمة القتل، وكانت تعلم أن صديقها سيقتل والدتها، لكنها لم تفعل شيئًا لمنع ذلك أو الاتصال بالسلطات، ثم كتبت منشور “تلك العاهرة ماتت” لأنها أرادت من سلطات إنفاذ القانون العثور على والدتها بسرعة. 

 

 والمفأجاة التي فجرها محامي القاتل، إن موكله يعاني من من متلازمة أسبرجر، وهو اضطراب في طيف التوحد، ومن أعراضه “السذاجة في الاستماع لآراء الناس وتنفيذها”. 

Gypsy Rose Blanchard 'Doesn't Want Counseling' or 'Help' in Prison

ووفقا للقانون الأمريكي في الولاية التي تعيش فيها جيبسي، تصل عقوبة “جيبسي”لقتل والدتها عمدا إلى الإعدام أو المؤبد، إلا أنها حصلت على حكم بالسجن 10 سنوات، بعد أن وضعت الشرطة في الاعتبار، ما عانته من سوء المعاملة من قبل والدتها، ووقتها أعلن المحاميون أن جيبسي ستحظى بإطلاق سراح مشروط بعد مرور 7 سنوات، بينما حصل شريكها في الجريمة على المؤبد، وما يثبت رواية الابنة هي الصور التي ظهرت بها في المحاكمة والتي تختلف تماما عن الصورة التي أجبرتها أمها على العيش فيها. 

صورة لجيسي من السجن

وفي سنة 2019، انتج مسلسل “ذا أكت”، ليحكي قصة جيبسي مع والدتها، والمسلسل من بطولة جوي كينج، وكلوي سيفاني، وآناصوفيا روب، والممثل الكندي كالم ورثي في دور حبيبها “نيك”، وأرشحه للمشاهدة جدا، خاصة إنه من المسلسلات القصيرة، لكنه مسلسل سيجعلك تفكر كثيرا قبل أن تثق بأحد، وقبل أن تحكم على أحد. 

صورة من المحاكمة

 

لا أدري لماذا تذكرت وأنا أكتب عن جيبسي ووالدتها، مقولة لأنيس منصور، تقول: “هناك بين الاموات من يستحق القتل”.

أقرا أيضا

“كلنا فدائيين”.. الفيلم الذي تحول لكارثة والفاعل مجهول

فيديو من محاكمة جيبسي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!