تقاريرسلايد

روزماري كينيدي.. الجميلة التي فقدت عقلها بسبب طموح والدها السياسي

بسبب عملية الفص الجبهي..

كتب – أحمد المرسي

تعتبر عائلة جون كينيدي واحدة من العائلات المنكوبة في التاريخ، فبغض النظر عن حوادث الاغتيالات السياسة تعتبر قصة روزماري كينيدي مأساة مرتبطة بالطب النفسي.

كان المرض النفسي عبر العصور مشكلة كبيرة، وقد ترافق الجنون بشكل أساسي في تلك الفترات بمفهوم الجن والعفاريت، وتلبس الشياطين، وقد اصبح التعامل مع المرضى النفسيين بسبب الأذى الذي يلحقونه بغيرهم تعامل قاسي، فقد عاملهم المجتمع كالمجرمين.

وعندما بدأ إنشاء مستشفيات الصحة العقلية تم إنشاءها بعيدًا عن المدن بهدف عزل هؤلاء المرضى عن المجتمع، وتم التعامل معهم مثل المساجين، معاملة قاسية، تتضمن الضرب والربط لمدة طويلة.

وعلى الرغم من أن علم النفس كان يبدأ خطواته الأولى على أيدي عباقرة مثل فرويد ويونج إلا أن الممارسات داخل المستشفيات كانت شيء آخر.

في عام 1930 بدا أن هنا بارقة أمل، ظهرت على يد طبيب حاز على جائزة نوبل، هو الطبيب إيغاس مونيز، الذي اكتشف أن عملية جراحية تسمى lobotomy أو عملية الفص الجبهي قد تساهم في إنهاء معاناة المرضى النفسيين، ولكنه لم يكن يعرف أن هذه العملية ستكون الوبال على مئات المرضى الذين سيعانون بقية حياتهم ويعاني ذويهم.

كيفية إجراء العملية؟

اعتمدت عملية الفص الجبهي في البداية على أن يقوم الطبيب بفتح فتحة في جمجمة الشخص ومن ثم يمد عصا يقوم عن طريقها استصال فص العقل الأمامي، وتطورت الممارسة الطبيبة بعد ذلك لتتم عبر تجويف العين، حيث يقوم الطبيب بمد عصا تشبه عصا تكسير الثلج عبر تجويف العين. فيلامس طبقة عدسة العين التي تشبه قشرة البيض في رقتها، بعدها يفصل الطبيب الفص الجبهي الأمامي عن باقي المخ. وهي عملية لا تستغرق أكثر من 10 دقائق، ويستيقظ بعدها المريض مطيعًا بشكل مفزع.

ما بعد العملية

على الرغم من أن العملية تحول الأشخاص إلى أفراد مطيعين لا يقومون بإيذاء المجتمع بالعنف أو غيره، ولكن هذا كان يعتبر عملية إعدام لهم، فهم يتحولون إلى “مخلوقات زومبي” بلا أي روح أو حياة، لا يتفاعلون مع أي شيء، ولا يقومون بأي أنشطة، تنتهي مشاعرهم بالكامل، ويدخلون في حالة من التبلد، وفوق كل ذلك اتضح أن بعض تلك العلميات لم تفعل ذلك واستمر المرضى في حالة من العنف.

روزماري كينيدي

تعتبر أشهر مريضة لعملية فصل الفص الأمامي هي روزماري كينيدي شقيقة الرئيس الأمريكي الأسبق “جون كينيدي”، والتي أجروا لها تلك العملية فكانوا في النهاية سببًا في تدمير حياتها وتحويلها إلى زومبي، والغريب أن والدها هو من قام بهذه العملية.

كانت روزماري تبلغ من العمر 23 ربيعًا، فتاة جميلة الملامح حسناء وكان والدها يشعر بالضيق والضجر من نموها السريع، ومن قدرتها على الجدال، ونوبات الغضب التي كانت تدخلها، وكان يرى أن سلوك ابنته سيجلب له العار ويهدد حياته السياسية، ولذلك قرر إجراء العملية لها، من أجل أن تهديء من تقلباتها المزاجية والتي تعتبر اليوم طبيعية.

اعتبر والد الطفلة أنه غير قادر علاجها لأن ما حدث لها كان من جراء عملية ولادتها المستعصية. حيث ولدت روزماري في عام 1918 بينما الحرب العالمية الأولى تضع أوزارها. وبينما فاجأ الأم المخاض حاولت الممرضة أن تمنع الولادة وتؤخرها حتى يأتي الطبيب، وقد أجبرت الأم على إغلاق ساقيها. للدرجة التي منعت الأكسجين عن دماغ الطفلة. مما تسبب فيه في تأخر نموها كما قالوا.

تأثير عملية روزماري

بحث الأب عن العملية، وبدون استشارة أحد أو حتى زوجته حدد موعد العملية الجراحية. ويقول “تيموثي شرايفر” ابن شقيقة روزماري ورئيس الأولمبياد لزوي الاحتياجات الخاصة أن  إجراءات تلك العملية التى يقوم فيها الجراحين بقطع في المخ ولا يزال المريض واع، ويتوقفوا فقط عندما يصبح المريض غير قادر على التواصل.

تسببت العملية في تدهور روزماري الكامل، وبعدها رفض الأب جوزيف كينيدي زيارتها بسبب شعوره بالذنب تجاهها، وكذلك رفض زيارة والدتها لها.

في عام 1961 أصابت جوزيف كينيدي سكتة دماغية، وسافرت الزوجة لزيارة ابنتها لأول مر منذ اجراء العملية، وبمجرد رؤية روزمارى لوالدتها اندفعت نحوها بسرعة وصرخت، كما وجهت إليها ضربات عنيفة!

لم يتم الاعتراف بحالة روزماري أمام الرأي العام إلا بعد فوز جون كينيدي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تلك الرئاسة التي انتهت باغتياله في عام 1963.

لم يكن أشقاء روزماري يعرفون شيئًا عن شقيقتهم، وقال لهم الأب أنها أرادت الخصوصية لذلك انتقلت لمدينة أخرى، بعد موت الأب عاشت روزماري حياة صعبة بلا أي مشاعر. ولكن يقول شرايفر ابن شقيقها أنها رغم عدم قدرتها على الكلام إلا أنها كانت تشعر بالسرور في التنزه. وتسعد بسماع المجاملات على إطلالتها.

عاشت روزماري حياتها في كوخ يسمى الآن “كينيدي كوخ” حيث قامت برعايتها راهبتان كاثوليكيتان، الأخت مارغريت والأخت ليونا. وكان هناك أمرأة تعمل معها في ثلاث ليالي.

ظلت روز كينيدي والدة روزماري حتى موتها في 1995 تنكر  إجراء أية عملية جراحية لابنتها وقالت أن عقل ابنتها ذهب تماما بسبب حادث، وتساءلت روز كينيدى لما أخذ الله منها الثلاثة أبناء ذوي الصحة الجيدة: جوزيف جونيور،الرئيس جون كينيدي وروبرت كينيدي، وترك ابنتها العاجزة؟

موت روزماري

في أواخر حياتها حظيت روزماري ببعض من الحب الذي كانت تريده عن طريق الجيل الثالث من عائلة كينيدي وعن طريق ابن شقيقتها تيموثي شرايفر الذي اعتني به مع أقاربه حتى ماتت في عام 2005. وكانت قد تعلمت المشي رغم أنها كانت تعرج. وكانت تتعلم الحديث وقد عانت من شلل في الذراع. وحاول أبناء أخيها وأبناء أختها بذل قصاري جهدهم لخلق بيئة داعمة لها حتى وافتها المنية.

اقرأ أيضًا:

 

بعد 8 سنوات.. هذا ما حدث لمريم ملاك “طالبة الصفر” في الثانوية العامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!