تقاريرسلايد

أين اختفت مادلين ماكين.. الطفلة التي لم يعثر أحد عليها!

هل الوالدين هما السبب؟

كتب – أحمد المرسي

القصة الغريبة كلها بدأت في عام 2007 عندما ذهب كل من جيري ماكين وزوجته كيت إلى البرتغال من أجل قضاء إجازة سنوية، وكان عليهما أن يصطحبها برفقتهما طفلتهما البالغة من العمر 4 سنوات مادلين، وطفلين توأم أصغر سنًا، هما “سين” و”إيميلي”.

نزل الزوجان البريطانيان في منتجع “Ocean club”” بشاطيء برايا دا لوز، في قرية ألعارف البرتغالية. واستأجروا الشقة التي تسمى 5A داخل فيلا تملكها إحدى الشركات.

وكان اختيار الزوجين لقرية ألغارف لأن أغلب سكانها كانوا من بريطانيين من نفس جنسيتهم، ويتحدثون الإنجليزية، وقد أقاموا بها مشاريع سياحية كبيرة للدرجة التي سميت بها القري بـ “بريطانيا الصغرى”

قبل يوم واحد من نهاية الرحلة قرر الزوجين أن يذهبا إلى المنتجع على بعد 55 مترًا من الفيلا، ومن باب زيادة الأمان استأجر الوالدين طاولة تطل مباشرة على نافذة غرفة الأطفال، حتى يرونهم بطريقة مستمرة. والحقيقة أن العائلة كانت قد حجزت الطاولة من قبل حتى أن يأتوا إلى البرتغال، بحيث تكون تلك الشقة في مواجهتهم بشكل مستمر إذا ما خرجوا غلى المنتجع.

حجزت الطاولة طوال الإجازة من الساعة 8:30 إلى الساعة 10، لمدة أربعة أيام، وقد اتفقوا مع أصدقائهم أن يرسلوا أحدهم كل نصف ساعة للفيلا للاطمئنان على الأطفال.

قبل أن يخرج الزوجين للمطعم وضعت كيت طفلتها مادلين في السرير، ولكن الطفلة قالت لها:”لماذا لم تأتيا حين بكينا أنا وأخي مساء أمس؟” لم تعطي كيت اهتمامًا للأمر.

حين خرجت العائلة استخدموا الفناء الخلفي، ولأن الباب لايقفل إلا من الداخل تركته العائلة غير مقفل، بدونن خوف بسبب وجود بوابة أمان للاطفال عند الباب.

في الساعة التاسعة قام الأب بالذهاب للشقة ليطمئن على الأطفال، وقد وجدهم بالفعل، وعاد للمطعم، وفي الساعة التاسعة والنصف ذهبت الأم كيت لهناك، وقابلت صديق العائلة “ماثيو أولدفيلد” الذي عرض عليها أن يذهب هو لتفقد الأطفال، وبالفعل ذهب لهناك وكان كل شيء طبيعي.

في الساعة العاشرة عادت كيت لتفقد الأوضاع في المنزل، ووجدت باب غرفة الأطفال مفتوحًا، ولاحظت أن النافذة مفتوحة كذلك، فهرعت لتفقد أطفالها، فوجدت التوأم في مكانهما، وذهبت لسرير ابنتها فوجدت ألعابها بمكانها، ولكنها عندما أزالت الغطاء لم تجد مادلين.

صرخت كيت:”مادلين اختفت! أحدهم اختطف ابنتي!”.

اتصل الزوج بالشرطة وعلى الفور حضرت الشرطة البرتغالية إلى موقع اختفاء الفتاة وقاموا بالبدء في عمليات التفتيش، تلك العمليات التي ستتكلم 15 مليون دولار!

الشك في الوالدين

عندما تذكرت كيت كلمات طفلتها، عن عدم مجيئها وقت بكاء الأطفال، اعتقدت أن شخصًا غريبًا كان يزور شقتهما بالفعل في اليوم السابق، وربما أكثر من مرة!.

اعتقدت الشرطة في البداية أن الطفلة قد خرجت من نافذة حجرتها التي وجدت مفتوحة فبدأوا في النداء عليها في الأماكن المحيطة بالمنزل، وبعد 3 ساعات من البحث اعتقد أن الطفلة قد اختطفت بالفعل، لان طفلة بعمر 4 سنوات لا يمكن أن تبتعد عن المنزل وحدها بمسافة كبيرة في تلك الفترة.

طلبت الشرطة من الزوجين أن يمنحوهما صورة للطفلة ولكنهما رفضا هذا، وطلبا كذلك أن يعطوا الكلاب البوليسية قطعة من ملابسها لتشم رائحتها وتتبعها ولكنهما رفضا في البداية كذلك، ولم يفعلا ذلك إلا بعد 12 ساعة من الاختطاف. وقامت الشرطة بوضع حواجز حول المدينة. وأبلغت خفر السواحل.

تردد الأسرة في اعطاء صورة أو أي دليل لطفلتهما جعل الشرطة تقول أن العائلة لم تكن جادة في عملية البحث، وهو ما وضعهما تحت طاولة الاتهام، وبدأ رئيس التحقيق “غونزالو أمارال” يحقق معهما باعتبارهما متهين. حيث أنهما أضاعا ما يمكن تسميته “الساعات الذهبية” في العلوم الجنائية. وهي أول 4 ساعات من حالات الاختطاف. حيث يكون من الأسهل الحصول على الضحية.

الطفلة تشاهد

سألت الشرطة الأم عما كانت الطفلة ترتديه، وقالت أنها كانت ترتدي بيجامة عليها ورود، وبالفعل، قالت أحد شهود العيان وتدعى جاين أنها رأت رجل غريب بملامح شرق أوسطية، يحمل طفلة يتوجه بها عكس الفيلا، والرجل لم يبدو سائحًا حيث أن ملامحه كانت تقول أنه ليس بريطاني.

أبلغت الشرطة الإنتربول، فوضع مادلين بقائمة المفقودين عالميًا، وقام مجموعة من ملاك الفلل داخل المنتج بإبلاغ الشرطة البريطانية، التي لم تكن على علم حتى ذلك الوقت بما حدث.

تواصلت السفارة البريطانية مع الشرطة البرتغالية وتم الاتفاق على تكوين فريق من نخبة الضباط والمحققين، وبعضهم كانوا يتبعهون أجهزة أمنية بريطانية متخصصة في مكافحة المافيا. حيث رجحت الشرطة البريطانية أن مادلين اختطفت بيدي مافيا تجارة الأطفال. بالإضافة إلى خبراء من سكوتلانديارد، والشرطة الجنائية البرتغالية والأنتربول. الذي أرسل عملاء له خارج البرتغال.
أصر رئيس التحقيق غونزالو أمارال أن العائلة هي من قتلت الطفلة، أو باعتها، وقاموا بتمثيل مسرحية كاملة من أجل التغطية على فعلتهم. لكنه لم يملك دليلًا، ولكنه كان بالفعل كان قد وضعهم على قائمة المشتبة بهم، والتي كانت كالآتي:
1- روبرت مورات: 
مواطن برتعالي بريطاني، يعمل سمسار في تأجير الفلل، ويعيش على بعد 137 متر من مادلين، وقد أثار الشكوك لأنه كان يسأل الصحفيين الكثير من الأسئلة. ولكن التحقيقات قالت أنه اعترف ان سر اهتمامه كان أن لديه طفلة بنفس عمر مادلين وكان قلق عليها. ولكن قال 3 من أصدقاء العائلة أنهم رأوه حول الفيلا أكثر من مرة. فحصت الشرطة منزله، وتم إفراغ مسبحه وعمل فحص لـ DNA لمادلين ولكنهم لم يجدوا لديه أي دليل.

2- الأب

اتهمت الشرطة الأب جيري ماكين، الذي قال أنه عندما ذهب ليطمئن على مادلين وقال أن باب الفناء الخلفي كان مفتوحًا حيث أنه لا يقفل إلا من الداخل، لكنه غير أقواله بعد ذلك، وهو ما جعله مشتبه، كما قال أنه اطمئن على التوأم ولم يطمئن على مادلين.

3- الأم

سألت الشرطة كيت لماذا لم تمنح لشرطة أي صورة للطفلة حتى مرور 12 ساعة من اختفائها؟ ولماذا لم تمنح الكلاب الشمامة قطعة من ملابس الطفلة حتى تقوم الكلاب بعملها؟ ولكنها لم تستطع الإجابة على هذه الأسئلة.

4- ماثيو أولدفيلد 

كان ماثيو أحد أصدقاء العائلة، وهو من قابل كيت عندما ذهبت للاطمئنان على الأطفال، وقال أنه ذهب بنفسه من أجل الاطمئنان عليهم.

صدام بين البرتعاليين والبريطانيين:

مع اكتمال عمليات التحقيق حدث تصادم مع الشرطة البرتغالية وأجهزة التحقيق البريطانية، حيث قالت الشرطة البرتعالية أن البريطانيون يتعاملون بشكل استعماري، حيث أنهم يسألون الشهود ويفتشون المنازل بدون حتى أخذ الإذن من الشرطة البرتعالية وهذا لم يكن مقبولًا.

قضية مادلين والإعلام 

انتشرت قضية مادلين إعلاميًا بشكل كبير، وقامت العائلة ببدء حملة تبرعات كان شعارها “لن نتحرك حجرا لن نبحث تحته”، وطلبت المساعدة من الناس.

تم إنشاء موقع إلكتروني لمادلين، وخلال 3 شهور زار الموقع 80 مليون زائر، وبدأ رجال الأعمال يتبرعون لملية البحث عن الطفلة، ووصل عائدات هذا الموقع لمليون و 800 ألف جنيه استرليني. تبرع بها مليونيرات أوربيين. ووضعت جائزة قدرها 2.5 مليون جنيه استرليني لمن يعثر على مادلين ماكين أو يدلي بأي معلومة تؤدي إليها.

أبلغ الزوجين مارتن سميث وزوجته ماري عن رؤية رجل طوله 180 سم، يحمل طفلة عمرها نفس عمر مادلين، وتملك شعر أشقر. وترتدي بيجامة نوم عليها ورود. وكان الرجل يملك شعر بني. تم وضع تلك المواصفات الدقيقة للرجل والتي أدلى بها السائحين على برنامج كمبيوتر، أظهر عام 2013 تلك الصورة، والغريب في الأمر أن الرجل كاني يشبه إلى حد كبير الأب جيري!

الكلاب البوليسة الشمامة

بدأت الكلاب الشمامة في البحث من جديد داخل الغرفة، وقد تم اصطحاب كلبين الأول كلب متخصص في رائحة الدم يمكنه أن يشم الدماء حتى بعد مرور عامين، والثاني متخصص في شم رائحة الجثث.

عندما دخلت الكلاب لغرفة مادلين بدأ الكلب المختص بشم رائحة الدم بالنباح خلف الخزانة وحول الأريكية، وقام بالنباح على دمية محشوة لمادلين، كانت على السرير قبل اختفائها. بعد نباح الكلب تحولت القضية من قضية اختطاف إلى قضية قتل. وكان المشتبة الأول هو العائلة.

أخذت الشرطة كل ما هو موجود في المنزل ومن ضمن الأوراق كان أنجيل وجد المحققون به خط أحمر في سفر صموائيل تحت عبارة تشرح كيف قتل الله طفل داوود لأن الأخير خالف أوامره فكان عقابه بقتل ابنه.

اعتبر الضابط غونزالو هذا أكبر دليل على أن الأسرة هي من قتلت الطفلة. أكد ذلك الكلب عندما قام بالنباح على ملابس الأم كيت. وهذا لم يكن دليل كبير خاصة أن ملابس كيت كان من الممكن أن تكون قد تلوثت بسبب دماء الدورة الشهرية الطبيعية، ولا تشترط أن تكون الدماء بسبب قتل طفلتها. تم تفتيش سيارة الوالد، ووجدت بعض شعيرات شقراء، تطابق لون شعر الطفلة، ولكن بعد أن تم اجراء فحص الحمض النووي تبين أن نسبة التطابق هي 20% فقط. وهي نسبة غير كافية لتقول أنه تم اصطحاب جثة الطفلة في السيارة بعد اختفائها.

استخدام الحرب النفسية

قام الضباط البرتغاليون بتوجيه 48 سؤال للام في 11 ساعة، وكانت صامتة ترفض الإجابة على أي منها، فقال لها أنها في حال اعترفت بقتل ابنتها فسيعتبر ما حدث مجرد حادثة وستقضي عامين في السجن فقط لا غير، ولكنها لم تجب.

قام الضابط المكلف بالتحقيق بتسريب شائعة إلى الجرائد تقول أن عينة الشعر التي تم العثور عليها وجد أنها تطابق مادلين بنسبة 100%، من أجل الضغط على العائلة حتى ينهار أحد أفرادها ويقول الحقيقة.

الضابط غونزالو متهمًا

كان غونزالوا رئيس فريق التحقيق ولكن بطريقة ما وضعت تحت طائلة الاتهام، بتهمة الاشتباه به في اختطاف مادلين، أو التستر على الجناة بمحاولة إعاقة عمل فريق التحقيقات البريطاني. وعلى الرغم من أنه لم يوجد دليل على تورط غونزالوا إلا أن هذا تسبب في النهاية بطرده من الخدمة.

مادلين في المغرب

بعد فترة من تلك الواقعة أعلنت سائحة نرويجية في المغرب أنها رأت طفلة تشبه مادلين، وقالت أن الفتاة كانت تتكلم اللغة الإنجليزية باللهجة البريطانية، وأخذت صور لها، مما أدى إلى إرسال فريق خاص إلى المغرب من أجل التحقيق ولكن هذا لم يسفر عن شيء.

مادلين في ألمانيا

في عام 2013 تم فتح قضية مادلين بعد إغلاقها في عام 2008، بعد الشك في رجل ألماني كان يعيش في منطقة بريا دي لوز حيث كانت تقيم العائلة خلال اجازتها،وتلقى مكالمة هاتفية الساعة 7.32 استمرت حتى 8.02 مساءً. وفي 2022 قالت الشرطة أن هناك سجين ألماني يبلغ من العمر 43 عامًا يعتقد أنه مشتبه به في اختفاء مادلين.

 

مادلين تظهر من جديد

في فبراير عام 2023 ظهرت شابة ألمانية وبثت مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وقالت أنها تحنطفت عندما كانت تقضي عطلة مع والديها في البرتغال.

وحاولت الشابة إظهار هويتها في الفيديو، وأن لديها نمش شبيه بنمش الساق في ساق مادلين المفقودة وعلامة بعينها، وقالت أنها فقط تحتاج أن تقابل والدي الطفل. وتجري فحص دي إن إيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!