تقاريرسلايد

موغيل.. الرجل الذي راوغ الموت برصاصة في الرأس

عاش بعدها 61 عاماً

 كتب – أحمد المرسي

لا يعرف الكثيرون اسمه، لكن وينسيسلاو موغيل هو أحد الأشخاص القلائل الذين يمكنهم القول بأنهم خدعوا الموت، تمت محاكمته وحكم عليه بالإعدام بتهمة التمرد في الثورة المكسيكية.

لم تكن هناك محاكمة رسمية حتى لا يتمكن المحكوم عليهم من استئناف الحكم الصادر بحقهم، وكان موغيل  أو من الممكن أن يكون من هؤلاء الذين قتلوا في ذلك اليوم، ومع ذلك كان الحظ إلى جانبه، وعلى الرغم من أنه أطلق عليه النار 8 أو 9 مرات فقد نجا وعاش 61 سنة أخرى.

إليكم قصة ما حدث.

الثورة المكسيكية

كانت الثورة المكسيكية صراعًا مسلحًا ممتدًا في المكسيك من عام 1910 إلى عام 1920. وقد تم تصنيفها كواحدة من الأحداث الأكثر دموية في تاريخ المكسيك الحديث. وأدت تلك الثورة إلى تدمير الجيش الفيدرالي المكسيكي واستبداله بالجيش المكسيكي الثوري.

كان الصراع في البداية حربًا أهلية، لكن لم يمض وقت طويل حتى أصبح للقوى الأجنبية مصالح اقتصادية واستراتيجية في المكسيك، وكانت الولايات المتحدة واحدة من أكبر القوى المشتركة في ذلك الصراع.

بدأت الثورة المكسيكية كحركة متظاهرين من الطبقة المتوسطة ضد دكتاتورية “بورفيريو دياز” الذي كان في الأصل عسكريًا انقلب على السلطة وحكم البلاد.

أنشأ دياز نظام سياسي مستقر سيطر فيه الزعماء المحليون على الانتخابات، وعارضوا منافسه السياسيون، وكان النظان يتغدى على الأموال الجديدة التي ضخها في الاقتصاد عن طريق التجارة والاستثمار، وأصبحت المكسيك مليئة بالسكك الحديدية والمناجم والمحاصيل الزراعية.

عززت الأموال الحكومة وسلطة دياز، واستقرت الميزانية في تسعينات القرن التاسع عشر، وأصبحت المكسيك موضع حسد أمريكا اللاتينية. وبحلول عام 1910، استضاف دياز ممثلي العالم في الذكرى المئوية لاستقلال المكسيك، مما أظهر المكسيك في سلام. ومع ذلك فإن هذا لم يدوم.

خلال شتاء 1910-1911، بدأت العصابات المسلحة المحلية في الظهور في شمال المكسيك ثم وسطها. التي لم يكن دياز مستعدًا لها، وانتشرت حرب العصابات في جميع أنحاء البلاد.

وضغطت الحكومة على دياز لحثه على التقاعد من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تمتد الثورة أبعد من ذلك، ثم تم انتخاب رئيس جديد، من خلال واحدة من أكثر الانتخابات حرية التي شهدتها المكسيك على الإطلاق. هو الجنرال “ماديرو”  ولكن هذا لم يتسبب في استقرار البلاد، ولكنه زاد من الاضطرابات، حيث لم يعجب ذلك أعوان النظام القديم، منهم ملاك الأراضي والقادة العسكريون ورجال الأعمال ورجال الدين، وبحلول عام 1913 كان قد حدث انقلاب عسكري جديد، وانتشرت الفوضى في كل البلاد.

وينسيسلاو والثورة

كان بانشو فيا واحد من الجنرالات الذين رفضوا الانقلاب، فقام مع مجموعته الثورية في مهاجمة من قادوا الانقلاب بقيادة الجنرال باسكوال اوروزكو، وتجمع حوله الثوريون، إلا أن هذا وبدأ الفيدراليون، أصحاب الطرف الآخر بمطاردة أنصار بانشو، في جميع أنحاء البلد، وكان يتم تنفيذ عمليات الإعدام فيهم فور إيجادهم.

كان وينسيسلاو موغيل هيريرا رجلاً يبلغ من العمر 25 عامًا من ولاية يوكاتان، لكنه اتُهم بأنه أحد أتباع بانشو فيلا المخلصين. وفي 18 مارس 1915، ألقت القوات الحكومية القبض على وينسيسلاو.

وفي نفس اليوم، أمرت الحكومة بإعدامه دون محاكمة، حيث اعتبرت كل من تم القبض عليه بهذه الطريقة متمردًا. ولم يُمنح هيريرا أي فرصة للدفاع عن نفسه، واصطفت كتيبة الإعدام أمام المتمردين ووعدهم بسيجارة أخيرة قبل إطلاق النار عليهم.

عند الانتهاء من هذه السيجارة، تم عصب عيون موغيل وأطلق عليه ثمانية من الفيدراليين النار، بمجرد سقوطه على الأرض، تقدم منه العقيد أوريتز، الذي وجد أن الروح لازالت فيه، فأشهر مسدسه، وأطلق عليه رصاص الرحمة، في رأسه، فتهشمت جمجمته.

أطلق النار على موغيل أكثر من 12 مرة. وجمع رجال كتيبة الإعدام أنفسهم ورحلوا. ولكن موغيل لم يكن قد مات في هذه اللحظة، بل بقي كما هو، وانتظر حتى غادر الجلادون، وزحف إلى كنيسة  القديس جيمس الرسول على بعد حوالي ثلاث بنايات على الرغم من إصابته بجروح خطيرة والرصاص الذي كان استقر في جسده، ولما رأه أحد رجال الكنيسة اصطحبه للداخل.

هروب موغيل الطويل

من عام 1915 إلى عام 1930 ظل موغيل مختفيًا عن الانظار، طوال الفترة المتبقية من الحرب، قبل أن يهاجر أخيرًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وبمجرد وصوله إلى هناك، لفتت قصته انتباه “روبرت ريبلي”، رسام الكاريكاتير ومقدم البرامج الإذاعية، وفي 16 يوليو 1937، روى وينسيسلاو قصته للأمة عن كيفية نجاته من براثن الموت.

أصبح وينسيسلاو مشهورًا في الولايات المتحدة والمكسيك، حيث يشار إليه باسم “El Fusilado” وقد ألهمت شهرته لاحقًا تشومباوامبا chumbawamba – وهي فرقة روك إنجليزية من التسعينيات – لكتابة أغنية عن مواجهته المعجزة للموت وكيف نجا. باسم “El Fusilado”.

 

الرجل الذي كان ينبغي أن يموت في عام 1915، قاتل الموت بنفسه ليعيش واحدًا وستين عامًا أخرى، وعاد إلى المكسيك وتوفي عام 1976 عن عمر يناهز 85 عامًا.

 

اقرأ أيضًا: 

تجاهلوه في المرض والموت..نظيم شعراوي أصيب بالنكران قبل الشلل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!