تقاريرسلايد

ماريانا باخماير| حكاية المرأة التي قتلت مغتصب ابنتها في المحكمة

 لعلك شاهدت فيديو قصير مدته ثواني، لإمرأة تخرج مسدس، وتطلق 7 رصاصات بمنتهى الثبات في قلب المحكمة، لتقتل المتهم في القفص، دون أن تهتز، ليتم إلقاء القبض عليها وهي في منتهي الهدوء، في ثبات إنفعالي يجعلك تسأل من أين أتت بكل هذا الثبات، وما الذي فعله الرجل لتقتله. 

أهلا بكم نحن في حضرة ماريانا باخماير.. المرأة المحيرة والتي أقسم لك إنك لن تعرف بعد هذا المقال هل ستحبها أم ستكرهها؟ 

ولدت ماريانا باخماير في 3 يونيو 1950، وعاشت طفولة ومراهقة صعبة للغاية، مع أب مستبد يعمل في قوات فافن إس إس، وهي قوات عسكرية تابعة للنازية، وكان الأب يشرب الخمر كثيراً ويقضي معظم وقته في حانة قريبة من المنزل، لم يكن منزلهم لطيفاً، وشرب والدها الكحول جعله أكثر عدوانية.

وانفصلت والدتها عن والدها، وتزوجت من رجل متسلط، حاول التحرش بها فطردتها أمها من المنزل محملة أياها كل المصائب التي حدثت في حياتها.

 عاشت  ماريانا حياة بوهيمة وكانت تدير حانة في منطقة لوبيك، وحملت مرتين، مع وضع كلا طفليها للتبني كرُضع، وذلك قبل أن تلد آنا، آنا بطلة القصة والحكاية، ولدت من ماريانا و كريستيان برتولد الذي كان يعمل كمدير حانة، لكن كريستيان برتولد نفض يدها سريعا من هذه الطفلة، وتركها لـأمها، لأنه غير مستعد لتربية طفلة.

كانت آنا طفلة مفعمة بالحياة ومنفتحة، لم يتم النظر لها طفلة، بل عوملت كشخص بالغ ولم تحظ أبداً بحياة أسرية هانئة، حيث كانت تقضي حياتها في الحانة التي تعمل بها والدتها، حتى تعرضت لأبشع ما يتعرض له إنسان.

marianne-bachmeier-medienrummel-100__v-Podcast.jpg

مقتل آنا 

في 5 مايو 1980، كان يوما عاديا لآنا الطفلة الصغيرة، خرجت من الحانة لتلعب مع قطط جارهم الجزار كلاوس غرابوفسكي، كلاوس اختطف آنا، واغتصبها، ثم خنقها بزوج من الجوارب الطويلة لخطيبته، ووضعها في صندوق والقاها على ضفة قناة مائية. 

لكن خطيبة كلاوس غرابوفسكي، أبلغت الشرطة عن جريمة خطيبها، ليتم القبض عليه، فصرح غرابوفسكي وقتها إن آنا حاولت ابتزازه لتحرشه بها، فدفعه خوفه من العودة إلى السجن لقتلها (كان كلاوس مدان من قبل في جرائم اغتصاب جنسي).

المحاكمة 

في 6 مارس 1981، وفي اليوم الثالث للمحاكمة، وفي حوالي الساعة 10 صباحاً، أطلقت ماريانا باخماير النار على غرابوفسكي في ظهره سبع مرات في محكمة مقاطعة لوبيك، مما أسفر عن مقتله على الفور (أصابته بـ  طلقات وأخطأت في الطلقة السابع).

حازت قضية ماريانا على تغطية إعلامية واسعة، خاصة بعدما أدينت باخماير بالقتل الخطأ وحيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني، وحُكم عليها بالسجن ستة أعوام ولكن أطلق سراحها بعد أن أمضت ثلاث سنوات، بعد أن نجح المحامي الخاص بها في تحويل التهم من قتل عمد لقتل خطأ.

جذبت قصة ماريانا وسائل الإعلام، وسافرت أطقم تلفزيونية من جميع أنحاء العالم إلى لوبيك لتغطية هذه القضية، وباعت باخماير قصة حياتها مقابل حوالي 100 ألف مارك ألماني للمجلة الإخبارية شتيرن، وهو الأجر الذي مكنها من توفير محامي للدفاع عنها.

أرسل الكثيرون رسائل دعم وهدايا وزهور لبخماير أثناء احتجازها، لكن بعد أن نشرت مجلة شتيرن قصة حياتها، وظهرت تفاصيل حول طفليها الأولين وعلاقة والدها بفافن إس إس، تباينت ردود الرأي العام لأنها لم تعد في نظرهم الأم البرئية.

 لكن كان هناك طرف آخر، تم إلقاء الضوء عليه، هو القاتل كلاوس، فكلاوس اعتدى بالفعل على فتاتين، وحكمت عليه المحكمة بالإخصاء الكيمائي، وهو إجراء متبع مع المغتصبين، لكن كلاوس كان يستخدم الهرمونات لاستعادة الدافع الجنسي.

وتحول الألمان بين مؤيد ومعارض لما فعلته بخماير، البعض يراها الأم الشجاعة التي قتلت قاتل ابنتها، والبعض يراها شريكة في القتل بسبب إهمالها لابنتها. 

في النهاية غادرت باخماير إلى جنوب أفريقيا، وتزوجت هناك، حيث عملت مساعدة في مركز للقتل الرحيم، قبل أن تعود إلى ألمانيا بعد تشخيص إصابتها بسرطان البنكرياس.

الأم .. ماريان باخماير..

 بعد 13 عاماً من انتقامها، أجرت ماريانا باخماير مقابلة مع إذاعة دويتشلاند فونك 7 في 1994، وظهرت سيرتها الذاتية من دار النشر الألمانية شنيكلوت-فيرلاغ، ثم ظهرت في البرنامج الحواري فليغه على قناة داس إرسته التلفزيونية في 21 سبتمبر 1995. 

واعترفت بخماير أنها أطلقت النار على قاتل ابنتها بعد دراسة متأنية، لفرض القانون عليه، ولمنعه من نشر المزيد من الأكاذيب عن ابنتها آنا، وأكدت أنها تدربت على إطلاق النار في الطابق السفلي تحت الحانة الخاصة بها بعد مقتل آنا، ولم تندم على فعلها الانتقامي، بل تمنت أن تكرره لو عاد بها الزمن.

Bachmeier, Anna und Marianne 2022.11.13-Burgtorfriedhof.jpg

قبل وفاتها، طلبت باخماير من لوكاس ماريا بوهمر وهو مراسل تلفزيون وراديو بشمال ألمانيا، مرافقتها وتصوير آخر مراحل حياتها، وهو أمر غريب، حيث اعتبر البعض إن إذاعة باخماير موتها «البطيء» علانيةً أمراً يتماشي مع سعيها الدائم لجذب الانتباه والتعاطف العام منذ جريمتها.

وتوفيت باخماير عن عمر يناهز 46 عاماً في 17 سبتمبر 1996، بسبب مضاعفات سرطان البنكرياس في أحد مشافي لوبيك. ودفنت إلى جوار ابنتها آنا في مقبرة بورغتور في لوبيك. وتحولت مقبرتها لمزار سياحي، حول سيدة قتلت قاتل ابنتها.  

 فيديو لعملية بخماير 

أقرا أيضا

مقتل زينب.. امراة واحدة مقتولة لكن بجثتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!