تقاريرسلايد

بين مسجون ومخطوف وقتيل.. هذا ما حدث لأبناء معمر القذافي

 

تغير النظام الليبي بفعل ثورة فبراير  أو الحرب الأهلية الليبية، يصعب توصيف الأمر في ليبيا، فهي ثورة اندلعت وتحولت إلى نزاع مسلح إثر احتجاجات شعبية بدأت في بعض المدن الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافي، ثم انتقلت لكافة المدن، البعض بعدما رأي ما حدث لليبيا بعد العقيد حن لأيام العقيد بمنطق الشاعر العربي القائل

دعوت على عمرٍو فمات فسرّني
فعاشرت أقوامًا بكيت على عمرو

انطلقت الثورة في يوم 15 فبراير اثر اعتقال محامي ضحايا سجن بوسليم فتحي تربل في مدينة بنغازي فخرج أهالي الضحايا ومناصريهم لتخليصه وذلك لعدم وجود سبب لاعتقاله، فخرجت الناس للشوارع ولم تعد.. لا يهنا هنا توصيف ما حدث، فليوصفه كل شخص بحسب المقعد الذي يجلس عليه.

النهاية إن العقيد معمر القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 سنة، قُتل في 20  أكتوبر 2011، في مدينة سرت الليبية، ليتفرق دمه بين القبائل، ويتفرق أبنائه بين الدول، في هذا التقرير نحاول أن نجيب عن سؤال طويل للغاية، ما الذي حدث لأبناء معمر القذافي وأسرته بعد مقتله.

زوجة القذافي

تزوج القذافي في البداية من السيدة  فتحية خالد وله منها ابنه البكر محمد القذافي، ثم طلقها في وقت مبكر وتحديداً بعد استلامه السلطة في سنة 1969 وكانت مُدرسة وقيل إن زواجهما لم يستمر طويلا.

ثم تزوج العقيد من صفية فركاش، وكانت ممرضة تعرف عليها أثناء خضوعه للعلاج في أحد المستشفيات وتزوج منها سنة 1970.. وتنحدر من مدينة البيضاء.

وللقذافي منها سبعة أبناء، وأكبر أولاده محمد القذافي من زوجته الأولى ويليه سيف الإسلام القذافي من الثانية ويليه الساعدي، فالمعتصم بالله، فسيف العرب، فهانيبال، فخميس، وابنته الوحيدة هي عائشة القذافي، والتي كانت مخزن أسرار والدها.. والتي سنفرد لها مقال مطول.

1- محمد القذافي

محمد معمر القذافي

كما أشرنا هو الابن البكر، كاتن يحمل درجة الدكتوراه ولم يحمل صفة سياسية أو أمنية كبقية أخوته، كان قليل الظهور، لكنه كان يرأس مئات المناصب، فمثلا رأس اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك 40% من شركة المشروبات الليبية، وهي صاحبة امتياز شركة كوكاكولا في ليبيا.

وأدار لجان البريد العام والاتصالات السلكية واللاسلكية وهيئة الاتصالات والشركات المتفرعة منها، وهو المسؤول عن قطع الاتصالات عن ليبيا خلال الأيام الأولى لثورة 17 فبراير.

وفقا للتقارير كان محمد القذافي مسالما ويعارض سياسات والده وأشقائه الأمنية، وحاول أكثر من مرة أن يحلم الأمور سلميا، لكن الأمور كانت تتعقد بفضل جهات خارجية.

وعندما دخلت قوات المعارضة الليبية المسلحة إلى العاصمة طرابلس بمساعدة حلف شمال الأطلسي بتاريخ 21/8/2011 م ظل محمد في منزله برفقة أمه وأبناءه وحرسه الشخصي، فطوقت مجموعة من قوات المعارضة المسلحة منزله وخلال مكالمته مع قناة الجزيرة الإخبارية قال محمد إنه رهن الاعتقال المنزلي وقال نصا: “حزنت للقتال بين الأخوة والأشقاء وتمنيت أن تحل المشاكل بالود والحوار”، لكن انتهت مكالمته مع القناة بصوت زخات من الرصاص تبين فيما بعد أنها اشتباكات بين حراسه الشخصيين والمجموعة التي كانت تطوق منزله.

وعلق مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي السابق ورئيس المجلس الوطني الانتقالي، خلال اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة أيضا: “محمد معمر القذافي سيبقى في منزله في أمان تام ونضمن ذلك، وإن تبادلا لإطلاق النار بين ثلاثة من الحرس الشخصي للنجل الأكبر للقذافي والثوار الذين يحيطون بمنزله أسفر عن مقتل أحد الثوار وإصابة اثنين علاوة على إصابة أحد الحراس بينما لم يصب محمد القذافي أو أي من أفراد أسرته بمكروه”.

وعاودت قناة الجزيرة الاتصال بمحمد القذافي أخرى لكن المكالمة انتهت كما في المرة السابقة بزخات من الرصاص، ليتبين فيما بعد أنه وبمساعدة افراد من الكتائب الموالية للقذافي هرب من الإقامة الجبرية التي فُرضت عليه إلى الجزائر رفقة افراد آخرين من عائلة القذافي.

ثم أختفت المعلومات عنه تماما، وتضاربت الأقوال والتقارير، فذكرت بعض التقارير انه اختطف من قبل قوات تابعة لأحد أخوته، ونقل إلى مكان مجهول، وترددت أنباء مقتله على يد قوات القذافي، وبعد أسبوع أعلن عن وصول أفراد من أسرة القذافي إلى الجزائر عبر الصحراء الليبية وذكر اسمه من ضمنهم وفق ما أعلنته الحكومة الجزائرية وقتها.

لكن منذ ذلك الحين لا توجد أي معلومات عنه وعن أفراد أسرته ولم يصدر عنه أي تصريح أو بيان طيلة هذه المدة، وهناك من يشكك في وجوده حيا وأن شخص آخر هو الذي دخل للجزائر باسمه.

محمد من مواليد 15 مارس 1970، وهو الآن بعمر الثالثة والخمسين، وفي سنة 2021 أعلن موقع مجلس الأمن الدولي، رفع حظر السفر عن أرملة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي واثنين من أبنائه، في خطوة إنسانية استثنائية.

وورد في البيان: “يسري إلغاء قيود السفر على زوجة القذافي السابقة صفية فركش، وابنته عائشة القذافي وأخيها محمد القذافي الأكبر، حيث كان الثلاثة قد حصلوا من قبل على حق اللجوء السياسي، وتم رفع القيود لمدة 6 أشهر حتى 31 مايو 2022، وهؤلاء الأشخاص لهم الحق في السفر لأغراض إنسانية خلال الفترة المحددة”.

وآخر الأخبار المتوفرة عنه هو تواجده في سلطنة عمان، لكن ليس له أي تواجد في المشهد الليبي الحالي، ولا يوجد أي ظهور حديث له.

صفية فركاش – خنساء ليبيا

صفية فركاش

صفية فركاش هي الزوجة الثانية للعقيد معمر القذافي، وهي من مواليد مدينة البيضاء شرق ليبيا عام 1952، و تنتمي إلى قبيلة البراعصة أحد أبرز القبائل الليبية، وكانت تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات ليتعرف عليها العقيد القذافي عام 1970 عندنا كان يمر بوعكة صحية، و أحبها القذافي وتزوجها  في نفس عام تعرفه عليها، وشهد علي عقد زواجهما الرئيسان جمال عبد الناصر وجعفر نميري.

وكان لقبيلتها نفوذا سياسيا كبيرا في السلطة، حيث تتمتع بنفوذ قوي في الشرق الليبي، ومن أبرز أقاربها في النظام السابق عبدالله السنوسي الذي كان يطلق عليه الرجل الأول وهو زوج شقيقتها، وكان ظهورها في الحياة السياسية محدودا في البداية حتى بدأت تظهر إلى جوار زوجها تدريجيا، فتم انتخابها عام 2008 نائبا لرئيس منظمات السيدات الأفريقيات الأوائل.

تلقب عند أنصار  القذافي بـ«خنساء ليبيا»، وذلك لمقتل 3 من أولادها عام 2011 إلى جانب زوجها في هجمات للقوات الدولية التي تدخلت لإسقاط نظام القذافي، وينسب لها أنها حين علمت بأنباء وفاة أولادها قالت: “أبناء آل القذافي ليسوا أفضل من شهداء الجماهيرية”، لكن هذه المقولة لم تقلها صفية في أي مكان، وهي مقولة مجهولة المصدر ومنسوبة لها.

وكانت تتبنى طفلين هما ميلاد وهناء، وقتلت الطفلة هناء (4 سنوات) بغارة جوية أمريكية عام 1986، وطفل اسمه ميلاد، أصبح مطربا شهيرا فيما بعد ويحمل اسم ميلاد القذافي.

في الحلقة القادمة، نكمل سرد ما حدث لأبناء القذافي، وقصة اعتقال هانيبال تحت الأرض في لبنان، وما حدث لسيف الإسلام. وما هو مصير عائشة القذافي، وهل سيصبح سيف الإسلام رئيسا لليبيا.. وما قصة مقتل أبناء القذافي في ليبيا، والقصة الأغرب لخميس معمر القذافي. 

عائشة القذافي
عائشة القذافي

أقرا أيضا

“نهر من الحليب”.. قصة وصية ابن سيد بدير بعد 40 يوم من استشهاده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!