تقاريرسلايد

أين يقع القبر السري لجينكيز خان الأسطوري؟

كتب – أحمد المرسي

في أحد ليالي أغسطس في عام 1227، وبينما كان جيشه يحاصر مدينة لسلالة شيا الصينية، كان جينكيز خان يحتضر بعد أن أصر على إكمال حملته العسكرية، وقد نصحه قادته العسكريون بالإنسحاب والعودة في العام القادم، ولكنه أصر على المواصلة.

كان مريضًا، وجلس أمام خيمته متدثرًا بالأغطية الثقيلة والفراء، وعندما اقترب منه ابنه تولي خان، قال له جينكيز دون أن ينظر له بينما هو يتأمل الفضاء الشاسع الذي أمامه: «لقد اتضح لي الآن أنه يجب أن أترك كل شيء».

ثم مات بعد ساعات من ذلك.

لا يعرف تحديدًا سبب موت جينكيز خان، فيقول البعض أنها إصابة حدثت له في رحلة صيد، ويقول ماركو بولو أنه أصيب بسهم في ركبته في أحد المعارك، ويقول البعض أن الأميرة جوربلشين الجميلة، إمبراطورة التانغوت التي أخذها كغنيمة حرب كانت قد قامت بخصيه بخنجر مخفي أثناء جماعه معها.

لم يعلن أبناءه وفاته، ولكن تم أخذ جثمانة في عربة، وتم إرساله عبر الأراضي الصينية إلى الديار، حيث تم نقله بالدور في القصور الملكية لتلقي عليه زوجاته نظراتهن الأخيرة.

وعند منابع نهر كيرولين وبعد سقوط المدينة، وسقوط سلالة شيا العريقة، تم إعلان الوفاة للجيش، وقام الجنود بعمل مذبحة في تلك المدينة، فيما تعتبر إبادة عرقية.

كان في ذلك الوقت يبلغ من العمر ستين عامًا، والبعض يقول سبعين، وتوافد زعماء القبائل والقادة لإلقاء نظرة أخيرة عليه، ثم تم اختيار مجموعة من العبيد لبناء قبره، وبعد أن تم الانتهاء من ذلك، وبعد أن تم دفنه فيه تم قتل هؤلاء العبيد. ولكن ماركو بولو الرحالة الشهير والذي عاش وسط المغول يقول لنا أنه بعد أن قتل هؤلاء الجنود العبيد، تم قتل هؤلاء الجنود بالكامل، وذلك من أجل حفظ مكان هذا القبر المجهول!

عادات الدفن المغولية

لم يكن المغول يدفنون بقبور أو بعلامات، وكان المغول خلال تلك الحقبة إما يتركون الجثث في الحقل المفتوح لتلتهمها الحيوانات أو يربطونها على ظهر حصان ويرسلونها إلى سهول منغوليا الشاسعة. لكن الحديث عن مقبرة سرية لجنكيز خان استمر، واحتمالات الغنائم التي قد تحتويها المقبرة دفعت العديد من الباحثين عن الكنوز والمؤرخين إلى البحث عنها.

ويقول المؤرخون أن تم تكريم ذلك القبر بتقديم القرابين لمدة ثلاثة أيام والتضحية بثلاثين عذراء. وافترض العالم راتشنفسكي أن المغول، الذين لم يكن لديهم أي معرفة بتقنيات التحنيط، ربما دفنوا الخان في أوردوس لتجنب تحلل جسده في حرارة الصيف.

وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي وفتح الصين أبوابها ببطء أمام العالم الغربي، أصبح منغوليا في متناول الباحثين أكثر من أي وقت مضى.

جهود لاكتشاف قبر جنكيز خان

كرس عالم الآثار موري كرافيتز 40 عامًا من أجل البحث عن القبر. وقد عثر على إشارة في أحد الكتب أن جينكيز خان والمعروف في ذلك الوقت باسم تيموجين كان قد انتصر في أحد معاركه انتصارًا حاسمًا، ووفقًا لذلك المصدر فقد اختار موقع المعكرة عند إلتقاء نهري خيرلين و«بروشي»، مع جبل برخان خلدون على الجانب الأيمن، ليكون محل دفنه.

وبداية من 2006 تم إجراء حفريات، ولكن توفي كرافيتز في عام 2012 دون العثور على القبر.

تولى ذلك بعده العالم ألبرت يو مين لين مهمة اكتشاف قبر جنكيز خان، وعن طريق استخدام تكنولوجيا متقدمة، تم مسح منطقة منغوليا، استحق بسببه على جائزة «مغامر العام من اختيار القراء» لمجلة National Geographic Adventure.

وفي عامي 2015 و 2016، قامت بعثتان بقيادة عالم الآثار الفرنسي بيير هنري جيسكار، المتخصص في علم الآثار المنغولي، ورافاييل أوتفورت، المتخصص في التصوير العلمي، بجولة حول جبل برخان خلدون، وأثمر ذلك عن العثور على مدفن طويل تم بناءه على نماذج مقابر الإمبراطورية الصينية الموجودة في مدينة شيان. وهو حتى الآن لازال موضع لطقوس القبائل المنغولية، والحج لبعض سكان تلك المنطقة.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن مكان دفن جنكيز خان يقع في مكان ما بالقرب من الجبل المغولي المقدس بورخان خلدون، وكان هذا الجبل الذي ذهب إليه جنكيز خان للصلاة إلى إله السماء تنغري قبل الشروع في حملته لتوحيد المغول وشعوب السهوب الأخرى.

بعد صعود الإمبراطورية المغولية، أصبحت هذا الجبل يعرف باسم “إيخ خوريج”، أو المحرمات الكبرى، ولم يسمح بزيارة القبر إلا للعائلة الملكية المغولية أو القبيلة الذهبية، وكان جزاء من يذهب إلى هناك الإعدام، وقد ظل الأمر كذلك حتى في الحقبة السوفيتية.

اقرأ أيضًا: 

شبنام علي.. الفتاة التي ذبحت عائلتها بالكامل لأجل قصة عشق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!