تقاريرسلايد

شبنام علي.. الفتاة التي ذبحت عائلتها بالكامل لأجل قصة عشق

لم يستطيعوا إعدامها

في يوم 15 أبريل 2008، استيقظت قرية باوان خيري في ولاية أوتار براديش بشمال الهند على صرخة مفزعة، فخرجوا إلى الشوارع، وأدركوا أن تلك الصرخة الملتاعة كان صرحة من بيت “شوكت علي”.

اندفع الناس إلى البيت وكان أولهم هو لطف الله خان، ففوجيء بجثة شوكت علي ممدة على الأرض مذبوحة ودماءه تصفى على الأرض، وبجواره ابنته شبنام فاقدة الوعي.

صعد لطف الله خان إلى الطابق الأعلى فوجد زوجة شوكت وابنيه الذكور، وزوجة ابنه، جميعهم مذبوحين من الرقبة، فيما عدى حفيده الرضيع الذي كان موضوعا بين جثة أمه وأبيه بعد أن تم خنقه.

تحقيقات الشرطة

استدعى أهل القرية الشرطة مباشرة، وبدأت التحقيقات مع شبنام الناجية الوحيدة من المجزرة المريعة التي جعلت القرية تعيش أيام من الرعب. وقالت شبنام أن ما حدث أن عدد من اللصوص هاجموا المنزل وقاموا بقتل أهلها جميعًا. ثم لاذوا بالفرار وأنها فقدت الوعي عندما رأت ما حدث.

لم يكن كلام شبنام مقنعًا بالنسبة لمحققي الشرطة، فالبيت لم يسرق منه أي شيء، كما أنه من الصعب قتل كل هذا العدد بهذه الطريقة دون أن يثير ذلك صراخًا أو عراكًا، كما أن الباب كان مغلقًا من الداخل.

تقرير الطبيب الشرعي

زاد تقرير الطبيب الشرعي من شكوك الشرطة، عندما اكتشفت عبر تشريح الجثث أن الضحايا قد تم تخديرهم بالكامل قبل ان يتم ذبحهم. وتوجهت الشكوك نحو شبنام. لتعترف في النهاية بالجريمة الكاملة.

كانت شبنام شابة في العشرينات من عمرها، من أسرة شوكت علي الأسرة الراقية، والتي بحسب التكوين الطبقي للمجتمع الهندي تقع على أعلى القمة، فالمجتمع الهندي سواء هندوسي أو مسلم هو مجتمع طبقي.

ويقع في أدناه الداليت، وينقسم المجتمع المسلم هناك إلى “الأشراف” وهي أرقى الفئات، وتتكون من أشخاص يزعمون أنهم ينحدرون من الجزيرة العربية ومن نسل الرسول، بالإضافة إلى سلالات المغول والأتراك الحاكمة، أو هندوس الطبقات العليا الذين تحولوا إلى الإسلام عبر العصور. وفي المرتبة الثانية يقع “الأجلاف” وهم من هندوس تحولوا إلىا لإسلام من الطبقات المتوسطة، ثم “الأرذال” وهم الفقراء وقد كانوا من طبقة الداليت أو المنبوذين الهندوسية قبل دخولهم إلى الإسلام.

قصة حب شبنام الدموية

اتفقت العائلة على تزويج شبنام والتي كانت تعمل مدرسة للجغرافيا بشاب من الأشراف يناسب طبقتها الاجتماعية فهي منهم، ولكنها رفضت ذلك، لأنها كانت تحب شاب عاطل من “الأرذال”، من أسرة فقيرة في القرية، وقد زاد الأمر سوءاً أنها كانت حامل من هذا الشاب الذي يدعى “سليم” في شهرين.

تم إحضار سليم وعرفت الشرطة القصة بالكامل، فقد قامت شبنام التي تسببت المشاكل العائلية في كراهيتها لعائلتها، ودست المخدر لهم في الطعام، فناموا جميعًا، ثم فتحت الباب إلى سليم الذي دخل عليهم بسكينة، وكانت مهمة شبنام أن ترفع ذقن الضحية – من أهلها – ليقوم سليم بذبحهم أثناء نومهم. ولكن عندما جاء الدور على الطفل الرضيع لم يستطع سليم أن يفعل ذلك، فقامت شبنام بخنقه، ثم خرج الشاب، وصرخت شبنام وانهارت على الأرض لتمثل دور الفاقدة الوعي.

العاشقان أمام المحكمة

عندما وقف العاشقان أمام المحكمة أنكر كل منهما الجريمة، وألقى بها في رقبة الآخر، فقال سليم أنه لم يفعل شيء، وأن شبنام اتصلت به وكان في حالة سكر، وأنها كانت قد شرعت في قتل عائلتها بالفعل، وعندما حضر إليها لم يجد مناصًا من مساعدتها، فيما قالت شبنام أنه هو من خطط لكل ذلك من البداية.

القاضي الذي تداول القضية قال لشبنام وسليم قبل الحكم عليهما أن حبهما لم يكن سبب الجريمة ولكن جشعهما وطمعمها، فقد كان بإمكان شبنام أن تهرب وتترك عائلتها، وتتزوج حبيبها في أي مكان على تلك الأرض دون إيذائهم، ولكنها فضلت القضاء عليهم حتى ترث ثروتهم بالكامل، وتعيش في رغد مع عشيقها.

حكمت المحكمة على العاشقان بالإعدام، وكانت هذه أول مرة يتم فيها الحكم بالإعدام على امرأة منذ حصول الهند على استقلالها سنة 1947. ولكن هنا نشأت مشكلة أخرى..

الطفل الوليد

كانت شبنام حامل في شهرين من سليم، ولذلك فقد انتجت تلك المأساة ضحية أخرى هي طفل يدعى “باتو” عاش مع أمه عدة سنوات في السجن، قبل أن يتم أخذه ووضعه تحت الرعاية من قبل أحد الأصدقاء، ولكنه طفل منبوذ في المجتمع بسبب شيوع قصة أبوه وأمه، أما العاشقان فمازالا في السجن إلى الآن بانتظار تنفيذ حكم الإعدام.

الطفل باتو يطلب العفو عن أمه
الطفل باتو يطلب العفو عن أمه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!