الفنسلايد

لم يذكرها المسلسل.. هكذا ماتت “جليلة الطرابيشي” في حديث الصباح والمساء

لم يذكرها المسلسل.. هكذا ماتت "جليلة الطرابيشي" في حديث الصباح والمساء

 

جليلة الطرابيشي، الشخصية العبقرية التي قدمتها الفنانة عبلة كامل في مسلسل حديث الصباح والمساء والتي شهدت نجاحا رائعا كونها العنصر الوحيد المستمر من بداية المسلسل لنهايته وكأن محفوظ أراد أن تكون هي الخيط الرابط بين جميع الأحداث والحكايات.

لكن السيناريست محسن زايد عندما حول الرواية لمسلسل، لم يذكر نهاية جليلة الطراييشي. حيث ينتهى المسلسل بجليلة الطرابيشي، وهي تقول: “كل شوية يفتحوا وينزلوا، يفتحوا وينزلوا، واللي بينزل مبيطلعش، تفضل كفوفه تدمى على البيبان من الخبط، ويا عالم مين يسمعه”.

وأنهى المسلسل وهي حية ولكنه ختم المسلسل بجملة “وللحديث بقية”، لكن كيف ماتت جليلة الطرابيشي في رواية محفوظ؟.

وفقا لرواية حديث الصباح والمساء لنجيب محفوظ، فاسمها جليلة مرسى الطرابيشي، ولدت في أواخر الربع الأول من القرن التاسع عشر، سنة 1825 (على سبيل المثال) في باب الشعرية. الأب مرسي الطرابيشي. كان يعمل في مصنع الطرابيش الذي أنشاه محمد على فيما أنشا من مصانع. ومن هنا جاءت كلمة الطرابيشي.. (جرت العادة أن يُعرف الشخص باسم مهنته، ومن هنا ظهرت أسماء مثل الخولي وغيره)

النجيب محفوظ
النجيب محفوظ

وكان والد جليلة الطرابيشي، قريب للشيخ القليوبي (صديق يزيد وعطا المراكيبي) … فخطب الشيخ القليوبي جليلة بنت مرسي الطرابيشي لابنه الشيخ معاوية (محمود الجندي). وكان مدرس مبتدئ في الأزهر الشريف، فسكنوا في سوق الزلط، وعُرفت في الحي كله بأسم جليلة الطرابيشي.

ويصفها محفوظ قائلا: “عُرفت في الحي بجليلة الطرابيشي، وكانت ذات قامة طويلة، جعلتها تنظر إلى الشيخ من عليّ، الأمر الذي لم يغفره لها أبدا (كانت أطول منه)، ويكمل وصفها: “سمراء رشيقة ذات جبهة عالية وعينين بنيتين نجلاوين (واسعيين يعني.. كلمة نجلاء في اللغة لما توصف بيها العين يعني عين واسعة)، وقد أنجبت له مع الأعوام راضية ( سلوى خطاب) وشهيرة (سلمى غريب) وصدّيقة (مرات الدكتور – إيمان فريد) وبليغ (احمد رزق).

ويضيف النجيب: “عُرفت بأنها موسوعة في الغيبيات والكرامات والطب الشعبي، وكأنما أخذت من كل ملة بطرف، بدءا من العصر الفرعوني، ومرورا بالعصور الوسطى. وحاول الشيخ معاوية ما استطاع أن يلقنها أصول دينها ولكنه من خلال المعاشرة الطويلة أخذ منها أكثر مما أعطاها، فكان يطاوعها حين المرض وكلما دهمه خطب من خطوب الحياة. يسلمها راسه لترقيه، أو يستسلم لبخورها، أو يردد وراءها بعض التعاويذ. وكانت صلبة، عنيفة إذا لزم الأمر، فكانت الجارات يعملن لها ألف حساب، وقد لقنت بناتها جميع ما لها من علم وخبرة، فاستجبن لها بدرجات متفاوتة، وكان أكثرهم تعلما راضية”.

وعن علاقة راضية بجليلة يقول محفوظ: “حظيت بحبها أكثر من أي من ذريتها بما فيهم الابن”.

ويصف علاقتها بالشيخ ويقول: “وكلما أراد الشيخ معاوية التسلط عليها صمدت له بصلابة. حتى التهديد بالطلاق لا يخيفها، ولم تغب عنه قوة أخلاقها ومهارتها المنزلية الفائقة. فتراجع راضيا بالمهادنة والمشاركة، وكانت تقدس معتقداتها لدرجة التفاني والتصلب، وتجلى ذلك يوم وفاة زوجها الشيخ معاوية في عصر الاحتلال.

وفاة الشيخ معاوية

حديث الصباح والمساء
حديث الصباح والمساء

مات الشيخ معاوية في يوم خطبة راضية، كانت الوفاة بعد الخطبة بساعة واحدة، فسرى الصراخ في المنزل، فخافت أن تنقلب حياة ابنتها بسبب الصراخ، فقررت أن تزغرد لكي تطرد الفأل السيء، ثم دخلت على جثة زوحها وظلت تصرخ مرة وتزغرد مرة. ومن هذا الموقف بدأ الجميع يتعامل مع جليلة على إنها سيدة بها مس من الجنون.

ويحكي نجيب أن جليلة حزنت على معاوية: “حزنت عليه بالطول والعرض وكانت تلهج بمآثره الحقيقية والخيالية طيلة عمرها الطويل. فقد عمرت حتى جاوزت المئة بعشرة أعوام، وعاصرت جليلة في حياتها من حكم أبناء محمد على وعهود إبراهيم وعباس وسعيد وتوفيق والثورة العرابية وثورة 1919.

وكان أهم حدث بالنسبة لها هو الثورة العرابية التي شارك فيها معاوية: “واعتبرت زوجها من أهم رجالها، وما أكثر ما روت بطولاته وسجنه لأحفادها، وذهب بها الخيال في ذلك كل مذهب حتى ليخيل للسامع من أبناء وبنات راضية أن الشيخ معاوية وهو الذي اعتمد عليه عرابي بعد الله واختلطت صورة عرابی براسها بعنترة والهلالى وآل البيت إكراما قبل كل شيء لذكرى الشيخ معاوية.

الشيخ معاوية
الشيخ معاوية

ويكمل نجيب محفوظ : “ولم تسعد بذريتها سوی براضية وأبنائها، وحظی عمرو برضاها، وإن لم تزر بيت القاضى إلا مرات معدودات بسبب طعونها في السن، أما شهيرة وصديقة وبليغ فقد ترکن في قلبها جراحا لا تلتئم.، “وكانت تقول لبليغ وهو ملقى مخمورا على كنبة – أنت سكير عاص وعار على زيك الشريف.
ولما أورقت شجرته وصار تاجرا مرموقا قالت له:
– وهبك الله الثروة ليمنحنك فاحذر امتحانه “.

علاقتها ببليع ابنها

يقول محفوظ : “وكان بليغ يحبها ويشك في سلامة عقلها، وقد رجعت شهيرة إلى بيتها طريدة فملأته قططا، وأما صديقة فوا أسفي عليك يا صديقة .. وكان قاسم أحب الأحفاد إلى قلبها. يغمرها بقبلاته، وينصت لحكاياتها، ويصدقها بقلبه وحواسه، ولما حصل ما حصل، لم تجزع وقالت لراضية :
– أبشری، ربنا وهبك وليا … وفي السنوات الخمس الأخيرة من عمرها نهاية الربع الأول من القرن وعند مشارف الثلاثينات أقعدها الكبر”.

وفاة جليلة الطرابيشي

اعتزلت جليلة الناس في نهاية حياتها، وكان معها قاسم حفيدها، وفقدت السمع والبصر، فكانت تعرف الأحباب بأناملها وقامت شهيرة بخدمتها ما استطاعت حتى ضاقت بها، وكانت أحن على القطط منها على أمها.

ويحكي محفوظ عن وفاتها: “وفي إحدى الزيارات وجدت راضية المدخل يموج بالقطط، تموء وتتداخل بأسلوب وحشي ينذر بالدهشة، ورأت جليلة ملقاة على الكنبة مسلمة الروح، وكانت شهيرة نائمة في الدور الأعلى”.

 المصادر

حديث الصباح والمساء

 موقع السينما دوت كوم

أقرأ أيضا

رحل بطريقة بشعة والقاتل مجهول.. حكاية الفنان يوسف العسال

لأول مرة.. ظهور حبيبة بيكيه الجديدة التي خان “شاكيرا” لأجلها

بعد ظهوره مع حبيبته.. شاكيرا تستعد للانتقام من بيكيه

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!