بث عاجلتقاريرسلايد

لماذا سميت مستشفى الأمراض العقلية بـ السرايا الصفرا”؟

لماذا سميت مستشفى الأمراض العقلية بـ السرايا الصفرا"؟

كتب – أحمد المرسي

لاشك أن معاملة المجانين اختلفت عبر التاريخ. بل إن طريقة معاملة المجانين كانت ولاتزال مدخلًا لدراسة الأمم عن كيفية معاملة جنينهم.

مثال على ذلك هو كتاب “تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي” للفيلسوف الشهير ميشيل فوكو.

صوره مرسومة لنبوخذ نصر بعد جنونه
صوره مرسومة لنبوخذ نصر بعد جنونه

على كل حال اختلف تاريخ الجنون في مصر عن بقية دول العالم، فالاهتمام بالأمراض العقلية في مصر لم يكن وليد الحداثة. ولكنه اهتمام قديم.

المجانين في العصور الوسطى

يعرف مرض الجنون في كتب الطب العربي سام “المالنخوليا”. وهي اللفظة اليونانية للتعبير عن الجنون. وكان المجانين طوال التاريخ في العصور الوسطى يعالجون في “بيمارستان قلاوون”. والبيمارستان هو المستشفى. ويمكنك أن ترى ذلك البيمارستان إلى الآن إذا قمت بزيارة لشارع المعز. في القاهرة الفاطمية الآن. والبيمارستان هو الأساس لكلمة “مورستان” التي نقولها إلى الآن.

المجانين والدولة الحديثة

عندما تولى محمد علي حكم مصر. قرر أن ينشأ مشفى للأمراض العقلية في بولاق، ولكن بعد وفاة محمد علي تولى الحكم ابنه عباس. والذي كان كئيبًا سوداويًا ومريض بالوسواس، للدرجة التي جعلته متوجس من كل من حوله.

ترك عباس القاهرة ومقر السلطة وقرر أن يقوم ببناء قصر له في وسط الصحراء شمال القاهرة. وسماها بالعباسية. وهو لفظ مستمد من اسمه. وانتقل معه بعض من رجاله وأقاموا السرايات حول سرايته الكبيرة.

قتل عباس باشا في قصره عن طريق خدمه. ونسيت العباسية بالكامل.

قاهرة إسماعيل

لم يكد إسماعيل باشا يتولى حكم مصر، حتى قرر أن يعيد تنظيم القاهرة على الطراز الأوروبي، وقد كان يتشدق دائمًا بأنه سيجعل القاهرة قطعة من أوروبا وليس أفريقيا.

عندما قام المهندس المعماري “هاوسمان” بتخطيط القاهرة الجديدة. وهو نفسه الرجل الذي خطط باريس. قرر أن يقوم بنقل مستشفى المجانين بعيدًا عن السكان. ولهذا طلب من أفندينا اختيار مكان لها غير بولاق، حيث وضعهم جده محمد علي باشا.

البارون هاوسمان
البارون هاوسمان

وبذلك اختار الخديو إسماعيل نقل المجانين إلى العباسية. وتحديدًا في سرايا مبنية على الطراز الإنجليزي. كان يملكها أحد رجال عمه عباسا باشا. وكانت مطلية باللون الأحمر فسماها العامة بـ “السرايا الحمرا”.

التحول للأصفر

في العام 1883وفي عصر الخديو توفيق.  احترقت السرايا باكملها، ونشبت النار فيها لسبب غير معروف. وبعدها قامت الحكومة بأعمال الترميم. ولكن بدلًا من اللون الأحمر الإنجليزي. تم طلاء السرايا باللون الأصفر الفاقع. فسماها العامة بعد ذلك “السرايا الصفرا”. وهي ذاتها “مستشفى العباسية”!.

 

أقرأ أيضًا:

لماذا تلد الأمهات على ظهورهن.. رغم أنها ليست الطريقة الصحيحة للولادة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!