تقاريرسلايد

ثأرا لزوجها .. حكاية أولجا المرأة التي علمت العالم الانتقام

يُضرب المثل بالالأميرة أولغا (أولجا) بالانتقام، لأنها صاحبة أشهر حالة انتقام عرفها التاريخ، وهي الحالة التي ستجعلك تشعر بالاحترام لموهبة الأميرة أولغا في الانتقام، والتي خدلتها في التاريخ..

ففي عام 945م تم اغتيال الأمير إيغور بن روريك -أمير كييف (ولاية روسية، وهي عاصمة اوكرانيا، وبالمصادفة تقام حرب حاليا بين روسيا وأوكرانيا)، قُتل الأمير أيغور على يد قبيلة الدريفليان ( كانت قبيلة تسكن شرق أوروبا)، وسبب القتل إن الأمير أيغور قام بجنى اتاوة من قبيلة الدريفليان، لكنه لم يرض بها، فعاد يجنى اتاوة أخرى مما اثار استياء افراد الدريفليان الذين قتلوه.

وينقل  المؤرخ البيزنطي ليف دياكون طريقة قتل الأمير أيغور، حيث قاموا بجعل شجرتين تنحنيا ثم قاموا بربطه في الشجرتين ثم أفلتوا الشجرتين مما تسبب في إنشطار جسده، أو قل  تسببوا في تمزيق جسده لمئات القطع وطارت الأشلاء في الهواء.  

undefined

كانت الأميرة أولغا شديدة الجمال، ويقع في حبها كل من قابلها، وبعد وفاة زوجها أصبحت حاكمة كييف ووصيةً على عرش ابنها سفياتوسلاف الوريث الشرعي البالغ من العمر 3 سنوات، وبعد وفاة زوجها، أرسل حكام قبيلة الدريفليان، أفضل رجالهم وأكثرهم حكمة لإقناعها بالزواج من أميرهم المدعو “مال”، والذي كان يرغب في السيطرة على عرش “كييف”، أو ضمها لملكهم.

قامت أولغا بدفن الرسل أحياء، ثم أرسلت للأمير “مال” تقول له إنها قبلت الزواج منه، لكنها تشترط أرسال مجموعة من أفضل رجال القبيلة ليتجولوا بين الشعب الكييفي للتمهيد للزواج، واقتنع الأمير وأرسل مجموعة من أشهر الرجال وأفضلهم، فرحبت بهم، ثم أمرت حراسها، بحبسهم في القلعة، ثم أحرقتهم أحياء.

عزاء الأمير يحصد الأرواح 

%D0%AF%D1%80%D0%BE%D1%81%D0%BB%D0%B0%D0%B2_%D0%98%D0%B7%D1%8F%D1%81%D0%BB%D0%B0%D0%B2%D0%BE%D0%B2%D0%B8%D1%87.png


لم تكتف أولغا بما فعلته، بل أرسلت  لـ الدريفليان، تطلب منهم حضور عزاء زوجها، لكي تمهد للشعب فكرة الزواج، وفتح صفحة جديدة مع الشعب، خاصة إن الشعب لن يسامح بسهولة في قتل أميره، وطالبت أن يكون المرسلين من الأفاضل الأقوياء بدون سلاح حتى ينسي الشعب فكرة الحرب والدم، وافق “الدريفليان” وجاء الكثير منهم لحضور العزاء المزعوم، لكن الأمر لم يكن سوى كمين لمذبحة كمذبحة القلعة التي دبرها محمد علي للمماليك، ونجح جنود أولجا في قتل 5000 جندي من “الدريفليان”.

لتقضي أولجا على مصادر قوة الدريفليان، ثم جهزت لغزو “الدريفليان، وحاصرتهم في أماكنهم، وهددتهم بالحرق أحياء، فخاف “الدريفليان” وأرسلوا لها رسلهم طالبين الاستسلام، فقررت العفو عنهم،، لكن في مقابل 3 حمامات و 3 عصافير من كل منزل حتي يتذكر أهل الدريفليان ما فعلته أولغا بساداتهم وأمرائهم بعد أن قتلوا زوجها إيغور، وافقوا على الفور وأرسلوا الطيور.

لكن بعد تسلمها الطيور قام جنودها بربط قطع قماش مشتعلة مربوطة بخيط طويل بعض الشئ في أقدام الطيور، ثم تركت الحمام ليعودوا لأعشاشهم في بيوت المزارعين بالمدينة لتحرقها بالكامل، حُرق من حُرق، ومات من مات، وهرب من هرب، وأثناء هرب أهل المدينة أمرت أولغا جنودها بالقبض عليهم، وقتلوا الكثير منهم، ثم أخذت البقية ليعملوا عبيدا لها. 

 هروبها من ملك اليونان

ما فعلته أولجا، جعل منهم مثار إعجاب الملوك، فوقع إمبراطور اليونان بحبها كثيرا، وطلب منها الزواج ولكنها لم تعجب بالإمبراطور ولم تحبه ولم ترغب بالبقاء والعيش في اليونان، فقالت له «انا سوف اتزوجك بعد ان أصبح مسيحية، أولا لأنك مسيحي وأنا لا أزال وثنية”، وكان الإمبراطور أحد اباء المعمدين، فقالت له: “سأكون جدا سعيدة إن تزوجتك وأصبحت زوجتك لكن أنت بمثابة أبي الذي عمدني وأنت لا تستطيع أخذ أختك كزوجة لك”، وبذلك لم يستطع الزواج منها رغم حبه الكبير لها.

وتوفيت أولجا عام 969، بعد 14 سنة من اعتناقها المسيحية، ويُنسب لها الفضل في إصدار نظام ضرائب عادل، حتى إنه يعد أبرز إنجازاتها في الحكم، حيث ظلت أولجا هي الحاكم الشرعي للبلاد خاصة بسبب اهتمام ابنها بحروبه. 

 

أقرا أيضا

أرعب المهندسين… قصة البطل الحقيقي لفيلم السفاح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!