تقاريرسلايد

عبود وخجاوة.. سفاحان أكلا لحوم الأطفال في الموصل

مجاعة عام 1917

كتب – أحمد المرسي

في العام 1917، والحرب العالمية تضع أوزارها، كانت العراق تحت الحكم العثماني الذي كان يتخبط في آخر أيامه، ويتحمل نتائج خسائره في الحرب.

ما زاد الطين بله أن الموسم الزراعي في شمال العراق كان سيئًا، وكانت كل البشائر تقول أن الوضع يوحي بمجاعة قادمة في الأفق، طلب الضابط محمد أمين العمري ضابط الإعاشة في الجيش السادس التركي من القائد حليل باشا أن يطلب المؤن اللازمة من إسطنبول، ولكن لم يكترث الباشا، وقال أن ولاية الموصل هي مستودع العراق وليست في حاجة إلى التموين.

مجاعة مرعبة

في عام 1918 بدأ المجاعة تستفحل، وأخذت جموع مهاجرة من الأناضول تهجر ديارها ثم تنزح نحو الموصل الذي كانت قد وصلتها المجاعة بالفعل.

كانوا يموتون في الطريق من الجوع بالفعل، وكان عبر الطريق بين حلب والموصل من الممكن أن يرى المار الجثث ملقاة على جانبي الطريق، وعند دخول أي قرية كان يرى الجوعى ممدون في الشوارع غير قادرين على الحركة من شدة الجوع، وربما اجتمع 50 شخص حول جثة حيوان يأخذون ما يستطيعون منها بواسطة القحوف، فما يكاد ينسحب واحد إلا ويحل محله جائع آخر.

في الموصل المجاعة لم تقل أقل وطأة، كان الناس يختفون تحل دكاكين المخابز والبقالة، فإذا ظهر مع أحدهم كسرة خبز، سرقوها منه، أو تكالبوا عليه ليضعوها في أفواههم.

كان الناس يموتون في الطرقات، وكأن مأمور البلدية يتجول كل صباح ومساء ومعه الحمالون يحملون جثث الأموات، وكانت الجثثة خفيفة الوزن، حيث يضع الحمال 4 جثث في سلته، ويحملها على ظهره.

شهادة إبراهيم الواعظ

يعطينا إبراهيم الواعظ شاهد العيان على تلك المجاعة أن الناس كانوا يأكلون لحوم القطط والكلاب، وأنه شاهد الناس يركضون وراء هر من بيت إلى بيت، وهو يهرب منه، حتى أمسكوا به.

وقال أن الناس كانوا يجمدون دماء الحيوانات، ومن ثم يأكلونها بعد تجميدها كطعام.

عبود وخجاوة

في ظل هذا الوضع المؤلم، ظهر بين الناس في الموصل حكاية ذاع صيتها واستمر بعدها لمدة 100 عام، وحتى يومنا هذا، يتذكرها الجميع، هذه الحكاية هي حكاية “عبود وخجاوة”.

وكان عبود  بن جاويش بن توفيق وزوجته يصطادون الأطفال، ومن ثم يقومون بقتلهم، وطبخهم بعد الذبح، ويصنعون من لحومهم طعامًا يسمى “قلية” مشهور في الموصل، يأكلون منه ويبيعونه لزبائنهم في دكان لهم.

استمر ذلك الوضع بضعة اشهر إلى أن انكشف أمرهم، وبدأ الأمر بالشك فيهم، حيث كان ابنهم يقوم باصطحاب الأطفال إلى بيته بحجة أنه يريد اللعب معهم، ومن ثم يقومون بذبح الطفل، وأخذ لحمه ووضع عظامه في حفرة خفروها داخل منزلهم، ولكن في أحد الأيام وبينما رجل في السوق يأكل، وجد في صحن القلية إصبع طفل، فهاله الأمر وتوجه إلى الشرطة مباشرة.

وقد اوردت صحيفة “علمدار” التركية الحوار الذي دار بينهما وبين القاضي بعد أن انهارت الزوجة واعترفت بكل شيء:

الحاكم: كيف أقدمتما على هذا العمل؟

المرأة: جعنا واحتملنا الجوع إلى حد لا يطاق وقت الحصار، فاتفقنا أخيرًا على أكل الهررة، وهكذا كان، وبقينا نصطادها ونأكلها إلى أن نفدت، فبدأنا نأكل الكلاب ونفدت أيضًا وكان لحمها أطيب وأشهى من لحم الهررة، فجربنا أكل لحوم البشر.

الحاكم: بمن بدأتما أولا؟

المرأة: بامرأة عجوز خنقناها وطبخناها في قدر كبير، إلا أننا قضينا كل تلك الليلة نتقيأ لأن لحمها كان دسمًا، ثم ذبحنا ولدًا صغيرًا فوجدنا لحمه في غاية اللذة والجودة.

الحاكم: وكيف كنتم تصطادون الأولاد؟

خجاوة: بواسطة ابننا، كان يأتي كل يوم بواحد بحيلة اللعب معه، فنخنقه ونأكله وندفن عظامه في هوة عميقة حفرناها داخل بيتنا.

الحاكم: كم ولداً أكلتما؟

خجاوة: لا أذكر تمامًا ولكن يمكن إحصاءهم من عدد جماجمهم.

عثرت الشرطة على ما يقارب 100 رفات طفل تحت أرض منزلهما.

النهاية البشعة

حكمت المحكمة بالإعدام على عبود وزوجته، وقد تم شنقهم في “ميدان الطوب”، حيث تم وضعهما على حمارين، فتجهر الأهالي يزفونهما حتى الميدان، وهما يضربونهما، ويلقون عليهم الأحجار، وهم يشتمونهم، وكان عبود يشتمهم ويرد الشتيمة، ويزيد بأن يشتم الحكومة.

بعد ذلك تم تعليقهم على المشانق وشنقهم، وتقول المصادر أن امرأة من المتجمهرين نهشت قدم خجاوة، وكانت تصرخ أنها أكلث ثلاثة من أولادها.

واعتبر الأهالي المتفرجون أن جثة عبود التي كلما قاموا بعدلها ناحية القبلة تستديل بالحبل ويعطي عبود ظهره لها، علامة أنهم مجرمين، سخط عليهم الله على فعلتهم.

اقرأ أيضًا: 

تارار.. الرجل الذي أكل كل شيء ولم يشبع

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!