كتب – أحمد المرسي

 

تدفع السلطة الحكام والسياسيين لأفعال جنونية من أجل المنصب. للدرجة التي تدفع الأب لأن يقتل ابنه. والابن ليقتل أباه. أكبر دليل على ذلك ما قاله هارون الرشيد لابنه مهددًا إياه إذا نازعه على السلطة:”المُلك عقيم ولو طلبت الذي في يدي لأخذت الذي فيه عينيك”.

من أمثلة ما قد تفعله السلطة بين الرجل وابنه، اللوحة المعروفة باسم “إيفان الرهيب يقتل نجله”. وهي لوحة فنية رسمها الفنان الروسي إيليا ريبين بين عامي 1883 و 1885.

وتظهر اللوحة مزيجًا مبهرًا من الفزع والدهشة والرعب، بعد أن أقدم قيصر روسيا على قتل ابنه تساريفيتش إيفانوفيتش. بتوجيه ضربه قاتلة لرأسه، لتظهر بعد ذلك عليه ملامح الندم وهو يحتضنه.

ايفان الرهيب

كان إيفان الرهيب أول قيصر لروسيا. وعرف بالرهيب بسبب سياسته الداخلية، والتي طبق فيها الكثير من المجازر. فأصبح واحد من أقسى الحكام في تاريخ العالم. وليس تاريخ روسيا فقط.

وريث العرش

انجب إيفان الرهيب أول ابناءه وهو إيفان إيفانوفيتش سنة 1554م. ورافق منذ صغره والده في حملاته العسكرية وكان شاهد على مذابحه، خاصة مذبحة نوفغورود سنة 1570. ولذلك كان ينظر إليه بأنه القائد العسكري المنتظر.

ولم يكن فقط إيفان معروفًا لدى شعبه بالمحبة ولكن بأن والده أيضًا يحبه. خاصة بعد أن أنقذ أباه من الموت المحقق، إذ تمكن في أحد المعارك من التصدي لمحاولة قتل لوالده وطعن رجل أراد اغتيال القيصر.

أول مسمار في النعش

مع الهزائم المتتالية التي تلقتها روسيا في الحرب الليفونية. طالب إيفانوفيتش والده بأن يسلمه قيادة الجيش. من أجل رفع الحصار عن مدينة بسكوف. ولكن والده رفض ذلك.

ومن هنا بدأ الصراع على السلطة بين الابن والأب. فالابن يرى في نفسه الجاهزية لتخليص روسيا من عار الهزيمة. فيما يرى الأب أن طلب ابنه ذاته محاولة للاستئثار بالسلطة له وحده. وتنحيته.

نهاية إيفانوفيتش

خلال الصراع السياسي على السلطة بين إيفان وابنه. كان القيصر يسير في القصر ذات يوم. عندما رأى زوجة ابنه يلينا شيرينتيفا الحامل. وهي ترتدي ملابس خفيفة غير لائقة. فثار إيفان المتدين بشدة. وانهال عليها ضربًا. فصارت تصرخ وتطلب النجدة. وهنا حاول تساريفيتش أن ينقذ زوجته منه فحال بينها وبين القيصر.

بعد أيام ماتت يلينا على إثر ضرب القيصر لها. ومات ابنها في أحشائها.

مشهد النهاية

بعد وفاة يلينا حنق إيفانوفيتش على والده. وعاتبه على موت يلينا. ثم تطرق الكلام إلى عار الهزيمة في الحرب التي رفض فيها أبوه أن يقود فيها الجيش خلال حصار بسكوف. فما كان من إيفان الغاضب إلا أن اتهم ابنه بالخيانة ثم أخذ صولجانه وضرب به ابنه على رأسه. فخر صريعًا فوق الأرض.

وعندما شاهد إيفان الرهيب المشهد، سقط فوق الأرض وحمل جثة ابنه، وأخذ يصرخ: “قتلت ابني! قتلت ابني!.

ما بعد الحادثة

مات تساريفيتش عن عمر يناهز 27 عامًا. ولازم ابوه فراش موته يصلي ويدعو.

بعد موته وتحول وريث العرض إلى أخيه الأصغر فيودور. والذي كانوا يظنون أنه مريض عقلي. وبحكمه بدأت روسيا حالة كبيرة من الفوضى.

أقرأ أيضًا:

لماذا تلد الأمهات على ظهورهن.. رغم أنها ليست الطريقة الصحيحة للولادة!