تقاريرسلايد

ديان فوسي.. المرأة التي كرهت الجنس البشري وقتلها حبها للحيوانات

قتلها بني جنسها

كتب – أحمد المرسي

 

لم تكن ديان فوسي تعرف أن نهايتها ستكون مأساوية إلى تلك الدرجة عندما حصلت على أول سمكة ذهبية في حياتها، وأن تلك النهاية المأساوية ستكون بسبب المخلوق الوحيد الذي أحبته؛ الحيوانات.

بداية حزينة

ولدت فوسي في عام 1932، ولكن بعد ميلادها بـ 6 سنوات افترق والداها، وتزوجت امها كاثرين برجل أعمال هو ريتشارد برايس. الرجل الذي كان قلبه أقسى من الحجر عليها. فعاملها مثل خادمة. وكان يمنعها من تناول الطعام معهما على طاولة واحدة.

منع ريتشارد ديان من أن ترى والدها فانقطعت العلاقة بينهما. ولم تستطع ديان أن تعيش يومًا وحيدًا سعيدًا في بيت ريتشارد برايس إلا عندما أحضروا لها سمكة ذهبية!

وجدت ديان فوسي الصغيرة في السمكة شغفًا كبيرًا. واكتشفت أنها تحتاج إلى الحيوانات لتعوض افتقادها إلى الحنان من الجنس البشري

لم تجد ديان الوقت من أجل أن تعايش الحيوانات حيث أجبرها ريتشارد على دراسة الأعمال. ولكنها بعد ذلك رفضت هذا الوضع، عندما بدأت تشب عن الطوق. وقررت الثورة. فأختارت أن تنهي دراستها في مجال الأعمال. وبدأت دراستها في المجال الذي تحبه. وبتمويل منها. حيث اضطرت إلى العمل في الدكاكين والأسواق لتنفق على نفسها.

رواندا والغوريلا الجبلية

عام 1967 بدأت ديان فوسي في مطاردة شغفها. حيث طارت إلى أفريقيا. وهناك أنشأت مركزًا للأبحاث يسمى بـ “كاريسوكي”. من أجل دراسة سلوك الغوريلات.

في رواندا عرفت الغوريلات الجبلية – التي كانت ومازلات مهددة بالإنقراض- بشكل أكبر. وبدأت تتعلم لغتهم. فصارت تصدر الأصوات التي تشبه أصواتها. وتقوم بجميع حركات الغوريلات. حتى فهمتهم. واستطاعت أن تفرق ملامح وجوههم.

استطاعت فوسي أن تحصل على ثقة الغوريلات. حيث كانت تزحف على بطنها فور رؤويتهم وتقترب منهم بتلك الطريقة. حيث أن رفع القامة بالنسبة للغوريلا تهديدًا. ولهذا فكانت تقوم بالخضوع لهم. حتى لا يخافون منها. وقد استطاعت أن تصاحب غوريلا كان الأقرب لقلبها هو “ديجيت”. فقد كان ودودًا لها. وكانت تعرفه بينهم بإصبع يده المكسور.

صيادين الغوريلات

يكثر الصيادون في افريقيا. ويستخدمون حتى الآن لحوم الحيوانات في الغذاء. وكانت فوسي تعلم ذلك. وكانت تقوم في مخيمها بارتداء أقنعة مخيفة من أجل إخافة الصيادين. وبدأت في الكتابة للجرائد من أجل سن قوانين لمنع صيد الغوريلات. ولكن انتهى ذلك بقتل صديقها “ديجيت” وقطع رأسه عن طريق الصيادين.

انهارت فوسي وعانت نفسيًا. وغضبت غضبًا عارمًا. وبدأت في حملة كبيرة ضد صيادين الغوريلات. حتى تم القبض على الكثير منهم. وزج بهم في السجن. ولكن تلك الحملة انتهت بمقتلها.

النهاية المأساوية

في صباح يوم 27 ديسمبر من عام 1985. وفي مخيم جبال فيرونجا في رواندا. وجدت فوسي مقتولة في مقصورتها على طرف المخيم. حيث وجدت ووجها ينظر إلى السماء. في سريرها الصغير. بينما كان السرير المجاور لها فارغ. وعلى بعد مترين كان يوجد حفرة شرع القاتل في حفرها ولكنه لم يستطع أن يكملها فلاذ بالهرب. وجدوا كذلك زجاج مكسور. ومتناثر ومسدس عيار 9 بجوارها. ويقول المحققون أنه ضربت في رأسها بضربة منجل.

لم يعرف من قاتل فوسي. ولكن يعتقد أن من فعل ذلك كان صيادي الغوريلات. الذين كان عليهم اسكات صوتها.

بعد اكتشاف الجثة تم القبض على كل من معها في المخيم وكل المشتبهين فيهم. وكان من بينهم رجل يدعى رويليكانا الذي كان تم فصله من العمر قبل أشهر من الوفاة. وأفرج عن الجميع فيما عدا رويليكانا الذي شنق نفسه في السجن.

بعد شهور اتهمت المحكمة في رواندا “واين ماغواير” الذي كان قد عاد للولايات المتحدة الأمريكية. وبسبب عدم وجود اتفاقية تسليم مجرمين بين روندا وأمريكا لم يتم تسليمه. وحتى سنة 2005 كان ماغواير لازال يقول أنه لم يقتلها.

إرث فوسي

في عام 1985 قامت هوليود بالبدء في انتاج فيلم بعنوان “الغوريلا في الضباب”، وهو الفيلم الذي تم عرضه في سنة 1988. ويحكي قصة كفاحها ضد صيادين الغوريلا.  وكانت فوسي قد أوصت بالتبرع بحقها في أرباح الفيلم لصندوق “ديجيت” للرفق بالحيوان.

لازالت صور فوسي حتى الآن يتم تناقلها باعتبارها المرأة التي حققت المعادلة الصعبة. وفهمت كيف يعيش الحيوان. واستطاعت ان تجد معبرًا أمنا للبشر في حياة البرية. من أجل فهم أكثر لشركائنا في الأرض.

وكانت آخر جملة سجلتها فوسي في مذكراتها في ليلة وفاتها:”عندما تدرك قيمة الحياة كاملة، سوف يقل اهتمامك للماضي وستركز أكثر للحفاظ على مستقبلك”.

 

اقرأ أيضًا:

أول ظهور لخطيب نادين نجيم يشعل التواصل الاجتماعي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!