بث عاجل

أخطاء تاريخية وقضاء ومدحت صالح.. أزمات مسلسل السندريلا

في سنة 2006 عرضت شاشات التلفزيون مسلسل السندريلا، من بطولة منى زكي، والذي يحكي عن حياة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، وكيف بدأت احتراف الفن، حيث عاشت في العصر الذهبي للسينما المصرية وقصة إصابتها بالمرض وتوقفها عن التمثيل مرورًا بوفاتها في ظروف غامضة في عاصمة الضباب، العاصمة البريطانية لندن.

بداية المسلسل كانت بصراع بين شركة العدل جروب وشركة تي ان للإتصالات ممثلة في طارق نور، وصراع بين أحقية كلا الشركتين في إنتاج المسلسل، خاصة إن شركة العدل جروب دفعت 5 مليون جنيه لورثة سعاد حسني، للسماح لهم بتنفيذ قصة حياتها، فعملت شركة شركة تي ان للإتصالات على تنفيذ المسلسل في وقت قياسي، ونجحا في عرضه، وليتهم ما نجحوا.

خرج المسلسل مشوها، وبه الكثير من العيوب على مستوى التجسيد، وشهد المسلسل عدد كبير من المشاكل والقضايا نرصدها في السطور التالية

1 – أخطاء تاريخية

يبدأ المسلسل بسعاد حسني، وهي في الخامسة من عمرها (جسدتها منة عرفة)، وكانت البلد تعانى من الحرب العالمية الثانية وصراع هتلر مع الإنجليز، وهو ما يعني أن صناع المسلسل لم يذاكروا الفترة التاريخية التي يؤرخون لها، فسعاد حسني من مواليد 1943، أي أنها في الخامسة من عمرها كانت مصر في سنة 1948 بما يعني أن الحرب العالمية التانية كانت انتهت منذ 3 سنوات.

في قصة تعارف سعاد حسني على زوجها صلاح كريم، أرخ المسلسل أن اللقاء الأول بينهما حدث في فيلم ليلة الزفاف سنة 1965، وإن سعاد عندما شاهدته لم تعرفه، مع إن سعاد حسني عملت مع صلاح كريم في فيلم إشاعة حب، حيث عمل صلاح مصور في الفيلم سنة1961.

 

في المسلسل، كان كامل الشناوي هو من أطلق لقب السندريلا على سعاد حسني كما انه بريء ايضا من تلقيب عبدالحليم حافظ لقب العندليب، وهي معلومات غير صحيحة، فسبب اطلاق لقي غعلى عبد الحليم كان الصحفي جليل البنداري.

وقس على ذلك العديد والعديد من الأخطاء التاريخية التي لم يبذل صناع العمل مجهودا فيها لضيق الوقت من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب أزمات السيناريو والتي سنحكي عنها في النقطة التالية.

2 – أزمة السيناريو

السيناريو الذي تم تصويره ليس السيناريو الذي كتبه عاطف بشاي وممدوح الليثي، فالثنائي تبرؤوا من المسلسل.

حيث تبرأ عاطف بشاي من العمل مؤكدا وجود أحداث ومشاهد لم يتضمنها السيناريو الاصلي الذي كتبه ومنها مسألة زواج سعاد حسني من عبد الحليم حافظ التي تركها بنهاية مفتوحة حتي لا يجزم بشيء هناك اختلاف حوله حتى الان، وهناك أيضا أسلوب حياة سعاد وسنوات حياتها في العاصمة البريطانية لندن والتي تم اختزالها بشكل أضاع الكثير من التفاصيل التي احتواها السيناريو الاصلي.

كما ألقى ممدوح الليثي باللوم على منى زكي، وقال: “منى زكي هي السبب في فشل المسلسل بعد لجوئها الي السيناريست تامر حبيب الذي استعانت به للظهور معها في المسلسل في شخصية المبدع الراحل صلاح جاهين، وذلك لإضافة بعض الاحداث في المسلسل لم تكن موجودة من الاصل في السيناريو الاصلي، ومنها علي سبيل المثال زيادة المشاهد التي صورت علاقة المخرج سمير سيف مخرج المسلسل ومخرج عدد من أفلام سعاد حسني داخل سياق المسلسل، وتغيير الاسلوب الذي ظهر به صلاح جاهين في المسلسل فبدا كما لو كان مجرد تابع لسعاد حسني وليس مفكرا وكاتبا ذا قيمة. وهو ما ضر بالمسلسل”.

أما المؤلف جابر عبدالسلام تقدم ببلاغ لقسم شرطة قصر النيل بالقاهرة ضد ممدوح الليثي يتهمه بسرقة كتابه “اغتيال سعاد حسني” وتحويله لمسلسل تليفزيوني، وطلب عبد السلام من وزير الاعلام انس الفقي (وقتها) بالتحقيق في الواقعة وعزل الليثي عن عمله بمدينة الانتاج الاعلامي، وذلك لقيامه بسلوك لايتناسب مع منصبه.

3- اختيار مدحت صالح

May be an image of 1 person and television

كان الخطأ الأكبر الذي وقع فيه صناع المسلسل هو اختيار مدحت صالح لتجسيد دور العندليب، وهو خطأ اعترف به كل من شارك فيه، فمثلا مدحت صالح يقول: “مش راضي عن نفسي في دور عبد الحليم، وقولت لأ، هما اللي اختاروني وقولت لهم أن حجم وشي وقتها ملوش علاقة بملامح عبد الحليم لكن هما أصروا، أنا قولتلهم أنا مش شبهه، الأستاذ الراحل ممدوح الليثي أصر وقالي تعالى وهيطلع كويس لكن أنا مش راضي عنه هكذب على مين”.

أما المؤلف ممدوح الليثي كاتب قصة المسلسل، فقال في تصريحات تلفزيونية: “الكارثة الكبرى في المسلسل كانت اختيار مدحت صالح لأداء شخصية عبد الحليم حافظ، لقد كنت من أشد المتحمسين لمدحت صالح في البداية الا أنه ومع توالي حلقات المسلسل اكتشفت كيف اضر هذا الاختيار بالعمل”.

– نجاة تقاضي صناع المسلسل

 كان اختيار غادة رجب أفضل تسكين نسائي في المسلسل، فغادة رجب تشبه نجاة من حيث الملامح الشكلية كما أنها مطربة، وهو ما سيساعدها على تقديم الدور، لكن الفنانة نجاة قررت مقاضاة غادة رجب وكل صناع العمل.

فأقامت المطربة نجاة الشقيقة الكبرى لسندريلا دعوى قضائية منذ بدء عرض المسلسل ضد المطربة غادة رجب وصناع العمل الذين اتهمتهم بالإساءة لها ولسمعتها وإظهارها كسيدة متعددة العلاقات والغراميات وهو ما ترفضه نجاة في دعواها التي أقامتها ضد المسلسل أمام النائب العام المصري وساندها فيها أشقاء سعاد كلهم والذين اتهموا المسلسل بالإساءة الى اسرة سعاد وبالأخص والدها الذي أظهره المسلسل في صورة أب متحجر المشاعر لا يتحمل مسؤولية ابنائه.

عيد ميلاد نجاة الصغيرة

وهو ما رد عليه صناع المسلسل أن والد سعاد حسني، رفع قضية نفقة ضد سعاد ونجاة بسبب عدم قدرته على الانفاق على أشقائهم بسبب كبر سنه، وهو ما يعني تؤتر العلاقة بين الثنائي.

ونفت الفنانة نجاة أن تكون قصيدة “لا تكذبي” التي كتبها الشناوي كانت في الأصل موجهة لها بحسب ما ورد في حلقات المسلسل، وانتقدت اختيار غادة رجب لتأدية دورها، وخصوصاً أنها تقدم الأغاني بصوتها وليس بصوت صاحبة هذه الأعمال، واختار القائمون على المسلسل اسم “نجوى” بدلا من “نجاة” للدور الذي تؤديه غادة رجب في أول ظهور لها كممثلة، وذلك بهدف الابتعاد عن موضوع شائك، صاحبته لا تزال على قيد الحياة.

مسلسل السندريلا عن سعاد حسني سنة 2006 | الحلقة 01 - YouTube

كذلك اعترضت أسرة سعاد حسني على دور والدة سعاد (مها أبو عوف)، والتي ظهرت في صورة امرأة شعبية في الوقت الذي كانت كما يقول أبناؤها سيدة من اسرة متوسطة تعشق الموسيقى وترتاد حفلات الاوبرا.

مسلسل - السندريلا - 2006 طاقم العمل، فيديو، الإعلان، صور، النقد الفني،  مواعيد العرض

ووفقا  برلنتي عبدالحميد شيخون محامية نجاة، فإن نجاة وعز الدين حسني (شقيقي سعاد من والدها) حصلا على قرار من رئيس الرقابة على المصنفات الفنية يوم 28 اغسطس/آب الماضي يقضي بمنع تصوير المسلسل وعرضه. لكن علي أبو شادي، رئيس الرقابة، عاد مرة أخرى وألغى قراره.

أزمة علي بدرخان

حكاية نزوة.. طلاق على بدرخان وسعاد حسنى بعد حب 11 عاما | مبتدا

حتى زوج سعاد السابق المخرج علي بدرخان هاجم المسلسل بضراوو واتهم صديقه ممدوح الليثي بتشويه علاقته بسعاد حسني أمام الجماهير وإظهاره زوجا يخون زوجته ويعرف غيرها وهو ما نفاه بدرخان بشدة، وقال إن المسلسل أشبه بـ “قعدة نسوان”، وأتهم صناع المسلسل بأنهم لم يسعوا الى تكريم ذكرى سعاد بل الى الكسب من ورائها.

ويقول بدرحان في حوار صحفي: “الغريب أن ممدوح الليثى وسمير سيف يعتبران نفسيهما صديقين ومقربين لسعاد حسنى، وواقع الأمر أنهما لم يكونا أبدا صديقين لها، وإنما استغلاها واستغلا اسمها فى حياتها وفى مماتها.. إنهما لا يقولان الحقيقة، كما أن هذه ليست أخلاق فنانين.. ودعنى أقول أن سعاد حسنى ستبقى ولكن هذا المسلسل لن يبقى”.

هل كانت منى زكي تصلح ؟

قال طارق الشناوي في تعليقه على تجسيد من زكي لسعاد حسني: “منى زكي بذلت مجهودا كبيرا كي تؤدي شخصية الفنانة الراحلة سعاد حسني الا انها لم تستطع ان تؤدي دور هذه الشخصية لانها تفتقد الوهج الداخلي والخارجي التي تمتعت به السندريلا وتلك قضية لا دخل لها بها”، وهي ليست أزمة منى زكي، لكن الأزمة أن سعاد حني شخصية استثنائية ويصعب تجسيدها، كما أن الماكيير عمل كل شيء لكي تكون منى زكي بعيدة كل البعد عن سعاد حسني.

أزمة الشيخ محمد رفعت

في بداية المسلسل، يظهر الشيخ محمد رفعت يتجه وكامل الشناوي وعبدالرحمن الخميسي لزيارة عائلة سعاد حسني حيث يلتقون هناك بسعاد وهذا ليس صحيحا، لأن الشيخ محمد رفعت لم يغادر منزله كما هو معروف منذ عام 1942 وهو التاريخ الذي ولدت فيه سعاد حسني وذلك لاصابته بمرض منعه من الخروج’.

أقرا أيضا

سعاد حسني وفاتن حمامة.. قصة الخلاف الذي وصل للقضاء والسبب “حبيبتي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!