تقاريرسلايد

جوزفين كوربين.. قصة حياة الفتاة ذات الأربعة أرجل

في زمن كانت فيه التشوهات الجسدية مصدر تسلية

كتب – أحمد المرسي

في عام 1868 كانت اسرة مكونة من رجل وامرأة في مقاطعة لينكولن بولاية تينيسي بالولايات المتحدة الأمريكية على موعد مفاجأة ستغير حياتهم للأبد، وهي ميلاد جوزفين ميرتل كوربين.

كانت نانسي كوربين حامل منذ شهور في انتظار مولودها، وكانت امراة تبلغ من العمر 34 عاما، متزوجة من رجل يدعى ويليام، وهي تكبره ب 9 سنوات حيث كان عمره 25 عامًا فقط.

كانت نانسي مشابهة لوليام بشكل كبير على الرغم من أنهما لم يكونا أقارب، وصفهما الأطباء اللذان فحصا الرضيعة بعد ذلك بأنهما متشابها جدًا في المظهر، فكلاهما له شعر بني محمر وعيون زرقاء وبشرة فاتحة جدًا، وقد اضطر الأطباء إلى الأشارة أنهما ليسوا أقارب بالدم، وقد كان لد عائلة كوربين أربعة أطفال بالفعل، بما في ذلك طفل من زواج نانسي الأول.

لقد أنجب الزوجين الغريبان طفلة بأربعة أقدام!

“الفتى الكابوريا”.. قصة صاحب العاهة الذي تحول لشيطان

الحالة الصحية لجوزفين كوربين

عندما فحص الأطباء الرضيعة وجودها طفلة قوية، يبلغ وزنها 4.5 كيلوجرام، بعد ثلاثة أسابيع من الولادة، وكانت ترضع بشكل صحي، وتكبر بطريقة طبيعية، وكانت المشكلة الوحيدة في الوضع المقعدي الذي ولدت به وكان كفيلا أن تقتل أمها بسببه.

المشكلة الوحيدة لدى جوزفين أنه كان لها حوضين، وكان لها مجموعتين من الأرجل، واحد بالحجم الطبيعي، والأخرى صغيرة، فكانت ساقيها الصغيرتان جنبًا إلى جنب، ويحيط بهما ساقان طبيعيتان، واحدة منهم كانت عرجاء.

وفقًا للمجلات الطبية التي كتبها الأطباء الذين درسوا ميرتل كوربين طوال حياتها، فقد كانت قادرة على تحريك ساقيها الداخليتين الأصغر حجمًا، على الرغم من أنهما لم تكنا قويتين بما يكفي لتتمكن من المشي عليهما. وهذا بالطبع لم يكن مهمًا حقًا، حيث لم تكن طويلة بما يكفي للمس الأرض.

مهنة جوزفين في السيرك

في عام 1881 وعندما كان عمرها 13 عامًأ، انضمت جوزفين إلى حلبة لعروض السيرك، تحت لقب “الفتاة ذات الأرجل الأربعة”، من تكساس، وبعد أن قدم السيرك بها عرضًا مقابل سنت واحد، أدرك والدها ويليام قدرتها على الحصول على المال، فقام بعمل بعمل كتيبات ترويجية ووضع إعلانات في الصحف ليأتي الناس لرؤيتها، ووصفتها المنشورات الترويجية بأنها فتاة “ذات شخصية لطيفة مثل أشعة الشمس في الصيف وسعيدة مثل النهار الطويل” وبالفعل، يبدو أن هذا كان صحيحًا.

أصبحت جوزفين ذات شعبية كبيرة، وبدلًا من جذب المتفرجين الفضوليين إليها بدأت بالسفر من خلال جولات صغيرة لمدن وبلدات، وصارت تقدم عروضًا هناك، وكسبت ما يقارب 450 دولارًا في الأسبوع. في النهاية سمع عنها بارنوم رجل الاستعراضات الشهير وقرر استخدامها في عروضه المشهورة.

عندما توقفت كوربين عن العمل في سيرك بارنوم، كان هناك العديد من النساء الزائفات ذوات الأربع أرجل اللاتي يمكن للجمهور أن يشاهدهن.

جوزفين في الأدبيات الطبية

قام علماء التشوهات في المجلات والموسوعات الطبية في القرن التاسع عشر بتصنيف شذوذ كوربن باستخدام عدة مصطلحات مختلفة ولكنها معقدة بنفس القدر، وفقًا للاتفاقيات السائدة في ذلك الوقت. أشار إليها البعض باسم  dibrachius tetrapus وأطلق آخرون على حالتها اسم “”الانقسام الخلفي، وصفها أحد الأطباء، وهو بروكس إتش ويلز، بأنها “أنثى، تنتمي إلى فئة الوحوش أحادية الرأس”.. “يبلغ طولها حوالي خمسة أقدام، ولها بشرة فاتحة اللون، وعينان زرقاوان، وشعر مجعد، وهي ذكية للغاية. وعندما يراها شخص غريب، سيعتقد فقط أنها عريضة بشكل غير عادي من وركها”.

الحياة الشخصية

في سن التاسعة عشرة، تزوجت من جيمس كلينتون بيكنيل، وأنجبت منه أربع بنات وولد.

في ربيع عام 1887، بعد مرور عام تقريبًا على زواجها من بيكنيل، حملت كوربين للمرة الأولى: اكتشف الدكتور لويس ويلي حملها بعد أن عانت كوربين من ألم في جانبها الأيسر وحمى والصداع وانخفاض الشهية، وذلك القيء وانقطاع الطمث لمدة شهرين.

من خلال فحص كوربين، اكتشفت ويلي أن ازدواج أعضائها الجنسية الخارجية ينعكس من خلال ازدواج مماثل داخليًا. وقرر أن جوزفين كانت حاملاً في رحمها الأيسر. وفقًا لويلي، عندما قيل لها إنها حامل، ردت بعدم تصديق قائلة: “لو كان في جانبي الأيمن لاقتربت من الاعتقاد بأنك على حق”. ومن هذا التعليق، قرر الأطباء أن كوربين تفضل الجماع في الجانب الأيمن.

تسبب الحمل في إصابة كوربين بمرض خطير، وبعد التشاور مع زملائه، قررت ويلي إجراء عملية إجهاض بعد ثمانية أسابيع من فحصها الأولي. وبحسب ما ورد كانت حاملاً في الشهر الثالث أو الرابع في ذلك الوقت.

تحدثت المجلات بعد ذلك عن كوربين بأنها امراة مثالية تعيش حياة طبيعية، وهي جذابة الوجه، وبصحة بدنية، وقادرة على القيام بجميع واجباتها المنزلية، ووصفتها بأنها ذكية جدًا وراقية، وتحب الموسيقى.

أنجبت بعد ذلك أربع بنات وولد.

وفاة جوزفين ذات الأربعة أرجل

في عام 1928 وبعد اختفائها عن الأضواء توفيت جوزفين نتيجة عدوى جلدية، وعلى الرغم من أن المضادات الحيوية تجعل هذه الحالة قابلة للعالج بسهولة اليوم، إلا أنه في العشرينات من القرن العشرين لم يكن هناك مثل هذا العلاج متاحًا.

في 6 مايو 1928، تم دفنها، ولكن دفنها لم يكن شيء سهلا حيث كانت جوزفين وبسبب حالتها التشريحية الغريبة عرضة لسرقة جثتها من خلال لصوص المقابر، وقد تلقت عائلتها عروضًا بمبالغ مالية مهولة من أجل الحصول على جثتها وتشريحها، وذلك من خلال أطباء مشهورين ورجال عروض، وغيرهم.

كانت جثة المراة عرضة للسرقة ولذلك فقد صنع أبنائها التابوت من الخرسانة، ثم قاموا بدفنها وصبوا الأرضيات بالخرسانة الجافة كإجراء احترازي لمنع لصوص القبور من سرقة جثتها، بل ووقفوا بجوار القبر فترات طويلة يقظين حتى تجف الخرسانة بشكل كامل لحماية جثتها من السرقة، ولمنع كل تلك الجهود المبذولة للحصول على قطعة أخيرة من جوزفين ميرتل كوربين “الفتاة ذات الأرجل الأربعة من تكساس”.

 

اقرأ أيضًا:

 

إيلا هاربر.. الفتاة الجمل التي تغلبت على من حاولوا انتهاك إنسانيتها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!