الفنسلايد

رحل بعد الفيلم.. القصة الحقيقة لبطل فيلم “الأنسة حنفي”

حنفى شاب متحفظ ورجعي، يمارس أفكاره على زوجة أبيه فلة، وابنة زوجة أبيه نواعم، ويحاول والده أن يزوجه من ابنتها نواعم التي تحب شابًا أخر، وفى أثناء حفل الزفاف يصاب حنفي بمغص شديد ينقل على أثره إلى المستشفى، ويكتشف أنه يجب إجراء عملية جراحية له، ويتحول إلى امرأة، ويصبح فى المنزل ثلاث نساء، وتتولد قصة حب بين الآنسة حنفى، وبين صديقيه السابقين أبو سريع الجزار، وحسونة، ويتنافسان على حبها والزواج منها.

هذه هي قصة فيلم الآنسة حنفي لإسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري وماجدة وزينات صدقي وعمر الحريري وسليمان نجيب ورياض القصبجي (الشاويش عطية)، من تأليف جليل البنداري وإخراج فطين عبد الوهاب.

لكن هل كنت تعرف إن القصة ليست من خيلل مؤلفها وإنما هي واقعة حقيقية عن فاطمة داود التي تحولت لعلي سنة 1947، وهي الواقعة التي حظيت بتغطية صحفية كبيرة، والتقطها الصحفي جليل البنداري ليحولها لفيلم لكن بدلا من تحول السيدة لرجل، جعلها جليل البنداري أكثر إثارة بتحول الرجل لسيدة.

يقول الكاتب والباحث أيمن عثمان في كتابه تراث مصري، عن قصة تحويل فاطمة لعلي: “نشرت الصحف سنة 1947، أخبار عن تحول السيدة فاطمة إبراهيم داود “قرية ميت يعيش بمركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية إلى علي”.

وينقل أيمن عثمان قصة فاطمة بالقول، إن والدها، توفي وهي ابنة العشر سنوات، وتركها هي وأخوتها، وبعد فترة قصيرة تزوجت الأم وتركت الفتيات لجدتهم لتربيهم، حتى رحلت الجدة هي الآخرى.

كانت فاطمة في هذا الوقت عائل الأسرة، حتى تقدم لخطبتها فلاح اسمه عبد الصمد، لكن قبل الزواج رفضت فاطمة إكمال الزيجة، وإنها لا تحمل أي مشاعر أنوثة ولا انجذاب ناحية الرجال، ليتم عرضها على الدكتور جورجي إلياس مدينة الزقازيق، والذي شكك في كون فاطمة أنثى من الأساس، وطلب منهم عرضها على مستشفى القصر العيني، ليتكفبل ابن العمدة بتوصيل فاطمة للقاهرة، لعرضها على الأطباء هناك.

تم عمل عملية لفاطمة، لتتحول من فاطمة لعلي داود ابراهيم، ليتحول فعليا لذكر، كأول عملية تصحيح جنسي في مصر، ويخطب جارته التي تحمل اسم فاطمة هي الآخرى.

وفي بوست كتبه أيمن عثمان على القصة أفادت متابعة للكاتب أيمن عثمان بمعلومات جديدة عن القصة (لم أتأكد من صحتها)، لكن أنشرها كما هي:”عايزة اضيف معلومة أنا أعرف عائلة علي أو فاطمة سابقا وهو الله يرحمه توفى بعد العملية بحوالي 10 سنوات، وكانت تعاني من مشكلة طبية وتم على أساسها العملية وتحولت من فاطمة إلى علي وبعد العملية كان رجل مكتمل الرجولة و يتميز بصفات الرجال الشخصية.

وأضيف معلومة إن اخت على الصغيرة ما زالت على قيد الحياة وابناء اخوته اصبحو من الشخصيات المصرية المرموقة في المجتمع.

في أمريكا

Christine Jorgensen 1954.jpg
فى ديسمبر 1952 نشرت مجلة «الإثنين والدنيا» خبرًا آخر عن تحول جندى أمريكى سابق يدعى جورج جورجنسون إلى امرأة اسمها كريستين، وأرسل خطاب لأهله يقول فيه: “ابنكم أصبح ابنتكم”، وتقبلوه، وظل يعيش حياته كأنثى حتى رحل بالسرطان.

 

Dec. 1, 1952: Ex-GI Becomes Blonde Beauty | WIRED

فهيمة وفهيم

أيضا في سنة 1954، نشرت الصحف عن تحول فهيمة لفهيم، وهي القصة التي حصلت على شهرة كبيرة وقتها، ومنها ما نشرته روز اليوسف عن القصة، والذي أعادت نقله “بشري عبدالمؤمن” في موقع “عرب لايت”، حيث أن فهيمة عندما دخلت للمستشفى دخلت لقسم النساء، وكانت وفقا لـ الدكتور جمال الدين سامي أخصائي أمراض النساء والولادة الذي أشرف بنفسه على عمليات الآنسة فهيمة: “كان كل حديثها في البداية عن الشبان الذين تقدموا لخطبتها وكيف أن زوجة أبيها كانت تنفرهم منها بحجة أنها “بنت دكر”، ثم تحولت لذكر يعاكس النساء في قسم النساء، فتم نقله من القسم، وتم حلق شعره، ولكي يثبت أنه أصبح رجل أصبح يدخن السجائر.

لكن من الصعب أن يكون جليل البنداري قد تأثر بهذه القصة لأنها حدثت بعد الفيلم، حيث عُرض الفيلم في مايو 1954، بينما حدثات قصة فهيم في أغسطس سنة 1954.

جليل البنداري

كانت عملية التحول الجنسى جديدة على الشارع المصري، فشغلت الرأى العام، لتصبح الأنسة فاطمة حديث المصريين، فقرر جليل البنداري استغلال القصة وتحويلها لفيلم سينمائي من إنتاجه، لينجح الفيلم ويحقق إيرادات خيالية، ليقبل على عملية الإنتاج وينتج فيلم موعد مع إبليس بطولة زكي رستم ومحمود المليجي عن قصة فاوست الذي يبيع روحه للشيطان، ومن تأليف جليل البنداري، وإخراج كامل التلمساني، لكن الفيلم لم يحقق نجاح في السينما، فأقلع جليل البنداري عن قصة الإنتاج.

لكن يُذكر هنا أنه قدم كمؤلف فيلمه الشهير “العتبة الخضرا”، عن قصة رائجة هي قصة الرجل الذي أشترى التروماي، ولجليل البنداري كتاب شهير اسمه “راقصات مصر”، يحكي فيه قصة 9 راقصات، تحولت معظم هذه القصص إلى أفلام وأعمال فنية، مثل فيلم شفيقة القبطية لحسن الإمام من بطولة هند رستم، وفيلم وداد الغازية.

 

 

المصادر 

 تراث مصري – أيمن عثمان. 

 – قصة فهيم وفهيمة – موقع عرب لايت.

– أرشيف الصخافة المصرية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!