تقاريرسلايد

قصة دفن ثلاثة أشخاص ماتوا قبل 28 ألف سنة

رجلان وأنثى

كتب – أحمد المرسي

قبل 28 ألف سنة، تم دفن جثث ثلاثة مراهقين بالقرب من موقع أثري يدعى حاليًا “دولني فيستونيس” في منطقة مورافيا في التشيك، وكان ترتيب الجثث غريب، حيث كان أحد الجثث موجهًا ناحية الأسفل، بينما وضعت يد الثالث على حوض الأوسط، وهو مغطى بالمغرة الحمراء “الرصاص”، فما الذي يمكن أن يعني ذلك الترتيب!

موقع غريب

موقع دولني فيستونيس Dolni Vestonice هو موقع أثري من العصر الحجري القديم معروف، ويقع بالقرب من مدينة برنو الحالية في مورافيا، والتي تقع بدورها في الجزء الشرقي من جمهورية التشيك الحديثة.

يشير التأريخ بالكربون المشع للبقايا البشرية والفحم المستخرج من الموقع إلى تاريخ ايعود إلى ما يقرب من 30 ألف سنة.

كان الموقع الأثري مصدرًا للعديد من الاكتشافات الأثرية المهمة. ومن بين هذه الاكتشافات بقايا أفران، والعديد من التماثيل الخزفية، وأدلة على شكل المساكن القديمة، والعديد من المدافن ، بما في ذلك “الدفن الثلاثي” الغامض.

وتقدم هذه المدافن لمحة عن طقوس الموت لسكان العصر الحجري القديم في هذه المنطقة.

يعود أول ذكر للمنطقة الأثرية إلى عام 1922 ، ومنذ هذا اليوم تم اكتشاف العديد من الآثار حتى عام 1980 حيث تم خلالها الكشف عن الجثث الثلاثة.

بعد اكتشاف الجثث تم استدعاء متخصصين وتم إزالة الرفات بعناية، وإجراء البحوث الكافية التي كشفت أنهم مراهقين، وأن بينهم اثنين من الذكور، والثالثة أنثى.

تخطيط الدفن

كان الهيكل العظمي الخاص بالأنثى يتوسط الثلاثة، وكشف الفحص عن إنحناء كبير في العمود الفقري نحو اليسار، مما يعني أنها قد تكون عاشت معاقة، على النقيض كان الذكور أقوياء جسديًا، وماتوا في ريعان شبابهم.

إتجاه الجثث غير نمطي، خاصة الذكر على اليسار، والذي وضعت يداه على الحوض المغطى بالمغرة للهيكل العظمي الأوسط، حيث كان مستلقيًا على جانبه ووجهه ناحية الأنثى، بينما كان الذكر اليمين منبطح على وجهه بعيدًا عن الأنثى، لكن ذراعه اليسرى مرتبطة بها.

بجوار الجثث وجدت عدة أدوات جنائزية، مثل قلادات مصنوعة من أسنان الكلاب، والعاج، والرجل على الجهة اليسرى كان يرتدي قناعًا ملونًا.وضعت مع الجثث الثلاثة بعد الدفن كمتعلقات شخصية.

كما تم العثور على مغرة جمراء “كبريتات النحاس” كبودرة على رؤوس الأفراد الثلاثة، ولكن الغريب هو وجود وتد خشبي سميك مخوزق من خلال العصعص والورك للرجل الأيسر، مما يشير إلى موت عنيف أو غير طبيعي.

تفسيرات الدفن الغامض

منذ اكتشاف الدفن، تم اقتراح نظريات مختلفة لشرح ذلك. يفترض أحدهم أن الأنثى ربما ماتت أثناء الولادة ، والذكر على اليسار يعمل كطبيب بسبب القناع والذكر الآخر هو زوجها.

وبسبب وفاتها أثناء الولادة تم محاسبتهم على موتها، ففي تقاليد قديمة كانت تعتبر المرأة شيء مقدس، وأن إنجاب الأطفال أمر له قدسيته، وعلى هذا الأساس تم وضعهم في قبرها على مشهد من كل أفراد القبيلة.

وتقول النظرية الأخرى أن الهياكل العظيمة لملكة شابة ورفيقيها. وقد دفنا معها بعد موتها، حيث كانت القبائل البدائية تقوم بقتل رفقاء الملوك ودفنهم معهم، ليلتقوا معًا في الحياة الأخرى.

وهناك تفسير آخر يفترض المثلية الجنسية وتقول تلك النظرية أن الفرد الأوسط كان في الواقع ذكرًا متورطًا في علاقة مثلية مع الذكر على اليمين.

تشير هذه النظرية إلى أن الذكر الموجود على اليسار ربما يكون قد أهان الشخص الأوسط لسبب ما، مما دفعه إلى الانتحار، بسبب اليأس، وأخيرًا تقوم القبيلة بقتل الأيسر بسبب أفعاله.

على الرغم من العديد من النظريات التي شرحت الموت الغريب إلا أن هذا الأثر لا يزال لغزًا، وبالتأكيد كان له دوافع واضحة عندما تم من 30 ألف سنة.

اقرأ أيضًا: 

مومياء يويا.. هل كانت مومياء النبي يوسف؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!