تقاريرسلايد

أجمل انتحار في التاريخ.. قصة أشهر صورة في القرن العشرين

وهذه وصيتها

كتب – أحمد المرسي

كان المصور الصحفي روبرت سي وايلز يسير في الشارع رقم 34 في نيويورك، يوم 1 مايو عام 1947. عندما سمع صوت الارتطام الشديد، إلتفت فرأى جثة إيفلين ماكهيل فوق سيارة كاديلاك ليموزين، بعد أن ألقت بنفسها من الطابق 86 من مبنى الإمبير ستايت.

وعلى الرغم من هول المشهد، إلا أنه استطاع أن يتمالك نفسه، ويمسك بكاميرته. ويلتقط لها تلك الصورة، التي نشرت في مجلة “لايف”، والتي صارت واحدة من أشهر صور القرن العشرين، وسميت بـ “أجمل انتحار في التاريخ”.

إيفلين ماكهيل

ولدت إيفلين في عام 1923، في كاليفورنيا، وكانت أخت من ثمانية، وصل والداها إلى الطلاق وهي لازالت صغيرة. وذلك بسب مشاكل والدتها النفسية. وانتقلت مع والدها لنيويورك.

عندما كبرت، وتخرجت من المدرسة. عملت تطوعت في الفيلق النسائي خلال الحرب العالمية الثانية. وهناك تعرفت على خطيبها باري رودس. والذي كان يعمل في القوات الجوية الأمريكية.

بعد الحرب. وجدت إيفلين عملًا في شركة” إنغرافينغ كومباني”، كمحاسبة. و خططت للزواج من حبيبها في يونيو من العام 1947.

أقرأ أيضًا:

انتهى كل شيء يا هبة.. مدرس ينتحر في فيديو بث مباشر

اليوم الموعود

في صباح اليوم الذي اختارته إيفلين لسبب مجهول. توجهت الفتاة البالغة من العمر 23 عامًا. نحو ناطحة السحاب الشهيرة “إمباير ستايت”. واختار أعلى نقطة، في الطابق 86. وهناك خلعت معطفها ووضعته على الدرابزين. ثم أخرجت قصاصة ورق صغيرة، كتبت فيها شيئًا ما. ووضعته في جيب معطفها.

ثم وبكل هدوء. صعدت على الحافة. وحارس الأمن يبعد عنها أمتار قليلة، وألقت بنفسها. لتسقط من هذا الإرتفاع المهول. فوق سيارة متوقفة أمام المبنى.

أقرأ أيضًا:

جونز تاون.. أكبر عملية انتحار جماعي في التاريخ

 

جثة باهرة الجمال

قد يكون أعجب ما في جثة إيفلين هو المشهد الذي ظهرت عليه بعد موتها. كانت تبدو مثالية. وكأنها أخذت لحظات للراحة. ساقاها متقاطعتان عند الكاحل. وتمسك بأناملها عقد من اللؤلؤ حول رقبتها. وكأن النوم قد غلبها أثناء تفكير عميق فوق أريكتها المريحة. وجهها سليم وجميل. وعيناها مغمضتان كأنها راحت في نوم لذيذ.

ماذا تحتوي الورقة

كان يوم انتحار إيفلين هو ذاته يود عيد ميلاد خطيبها الرابع والعشرين. وكانت قد تركته من ساعات بعد أن قبلته قبلة حنونة. ثم تركته إلى حتفها.

عندما فتشوا معطفها وجدوا الورقة التي كتبتها قبل انتحارها بثواني، وكان مكتوب فيها:

أرجوكم، لا أريد أن يراني أحد من عائلتي أو خارجها بهذا الشكل. أحرقوا جثتي. أتوسل إليكم بحق عائلاتكم، لا تقيموا لي أي جنازة. خطيبي يريدني أن أتزوجه في يونيو، ولكني لن أكون زوجة صالحة له. هو أفضل كثيرًا بدوني. وأخبروا أبي أن لدي الكثير من نزعات أمي.

 

تم بالفعل حرق إيفلين. ولم يتعمل عمل جنازة لها. ولكن أمنيتها في أن لا يرى أحد جثتها لم تتحقق. حيث أصبحت بفضل جمال ميتتها صاحبة واحدة من أشهر الصور في القرن العشرين.

وقد وصفت في مجلة تايم بأنها: غنية تقينًا ومقنعة بصريًا جسدها كأنه يرتاح بدلا من الموت، كأنها في أحلام يقظعة مع حبيبها”.

أما عن سبب انتحارها. فلم يعرف إلى الآن ذلك. وظل هذا لغزًا كبيرًا حاولت الكثير من الأعمال الدرامية تفسيره وتخيله.

 

أقرأ أيضًا:

روبرت بود داوير.. صاحب أشهر حالة انتحار في التاريخ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!