تقاريرسلايد

مأساة كورسك.. قصة غرق 118 بحارًا في غواصة منكوبة

لحظات اليأس والخوف

كتب – أحمد المرسي

قد يكون الموت غرقًا واحدة من أسوأ الميتات في تاريخ المخلوقات الحية. وقد يأخذ ذلك الغرق لحظات قصيرة قبل أن يفارق الإنسان الحياة. ولكن ما حدث لطاقم الغواصة النووية كورسك كان امر فظيع. للدرجة التي كان لديهم الوقت ليكتبوا رسائل وداع.

كورسك الروسية

كانت الغواصة كورسك غواصة جديدة فريدة من نوعها. وتعتبر درة تاج البحرية الروسية. يبلغ طولها 154 مترًا. وتستطيع حمل طوربيدات ذات رؤوس نووية.

كانت كورسك في في 12 أغسطس 2000  أحد المهمات التدريبية في بحر بارينتس. على حدود النرويج. ولكن في الساعة  11 سمع صوت انفجار عنيف. تلاه انفجار آخر بعد دقيقتين. ولكنه أقوى. وفشلت جميع محاولات الاتصال بطاقم الغواصة. ولم يسجل سوى نداء استغاثة واحد للطاقم من داخل الغواصة. حيث كان على متنها في هذه اللحظة 118 بحار.

عملية الانقاذ

كانت الحكومة الروسية تعرف أن الغواصة كورسك قد غرقت. فتم إرسال غواصة للاستكشاف فاصطدمت بهيكل كورسك التي كانت مقدمتها الأمامية قد انفجرت بالكامل. واضطرت غواصة الانقاذ إلى العودة من جديد إلى السطح.

بعد يومين من وقوع الحادثة أعلنت البحرية الروسية أن هناك مشاكل تقنية تواجه كورسك. وقال قائد الحرية أن الغواصة تعرضت لانفجار في القسم الأمامي المخصص للطوربيدات. وهو ما تسبب في غرق الغواصة. على بعد 150 كم من أقرب ميناء روسي. وقال أنهم يشكون في تعرض كورسك لطوربيد من غواصة أجنبية.

طمأن الجيش الروسي الجميع من أن الغواصة لا تحمل رؤوس نووية. وأنها كانت في مهمة تدريبية لا غير. وقالوا أن أفراد الطاقم لديهم كمية وافرة من الأكسجين يكيفهم إلى يوم 18 أغسطس.

رفض المساعدات الدولية

عرضت عدد من الدول الأوروبية مساعدة روسيا على انتشال الغواصة وانقاذ الطاقم. حيث لم يكن لدى روسيا في ذلك الوقت غير غواصتين قادرتين على عملية الانقاذ وكانتا بعيدتان عن الهدف. ولذلك عرض البريطانيون المساعدة. ثم الأمريكان والنرويجيون. ولكن رفضت روسيا ذلك.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في إجازة. في البحر الأسود. ولم يقم بأي تصريح إلا في يوم 16. وقال أن روسيا تمتلك كل وسائل الانقاذ الضرورية. ولكن في حقيقة الأمر لم تكن وسائل روسيا إلا وسائل قديمة غير ملائمة.

عائلات البحارة

على الرغم من أن بوتن قد أظهر في ذلك اليوم رباطة جأس. إلا أنه وفي اليوم نفسه طلب من الولايات المتحدة الأمريكية المساعدة. وهو ما كان متأخرًا جدًا.

لم يقطع بوتن أجازته من الأصل. في الوقت نفسه كانت عائلات البحارة يعيشون في خوف حقيقي. وقال إحدى زوجات البحارة: “كل نشرة أخبار كانت مثل حكم بالموت”.

قطع الإجازة

في 18 أغسطس قال بوتن أن فرص انقاذ البحارة ضئيلة. ثم قطع اجازته وعاد إلى روسيا. وقد تسبب ذلك في غضب العديد من وسائل الاعلام. وههجومها عليه.

وبعد 3 أيام استطاع الغواصون النرويج أن يفتحوا باب الغواصة. فاكتشفوا أن البحارة جميعًا قد غرقوا. وأن المياة تملأ الغواصة بالفعل.

تسبب ذلك في صب جام الغضب من زوجات البحارة على فلاديمير بوتن. وأعلن يوم 23 يوم حداد. وقال بوتن في خطاب أنه يشعر بالذنب حيال الفاجعة.

قال التحقيقات أن الدلائل تقول أن عدد كبيرة من البحارة. يصل إلى 23 بحار قد نجوا من الانفجار الاول. ولجأوا إلى غرفة آمنة. حيث وجدوا ورقة قال فيها الضابط أندري بوريسوف قبل موته:”عزيزتي ناتاشا وابني ساشا.. إذا تسلمت هذه الرسالة فهذا يعني أنني مت. أحبكما كثيرا”.

اتهامات لأمريكا

فيما بعد اتهم قائد أسطول الشمال الروسي الأسبق؛ الأميرال فياتشسلاف بوبوف الولايات المتحدة الأمريكية بغرق الغواصة كورسك.

وقال بوبوف أن المعلومات التي لديه تقول أن السبب في غرق كورسك كان اقتراب غواصة تابعة للناتو منها بعد أن كانت تراقبها. مما تسبب في انفجار في مقدمتها. وكان هذا هو الانفجار الأول. بينما كان الانفجار الثاني هو انفجار مخزن الذخيرة داخل كورسك. وهو ما تسبب في موت أغلب البحارة.

وقال بوبوف أن وزارة الدفاع الروسية قد طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بفحص غواصتين هما ممفيش وتوليدو من أجل الوقوف على الحقيقة. ولكن أمريكا رفضت هذا الطلب.

اقرأ ايضًا:

هل حاول أبو العربي قتل الرئيس مبارك في بورسعيد ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!