تقاريرسلايد

لماذا لا نزرع الحشيش في مصر؟.. دعوة للنقاش والتفكير

بشأن منع زراعة الحشيش (القنب الهندي)، صدرت المادة (1) من القانون سنة 1944 1- زراعة الحشيش ممنوعة في جميع أنحاء المملكة المصرية، وكل مخالفة لحكم المادة السابقة يعاقب مرتكبها بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة من 100 جنيه إلى 200 جنيه عن كل فدان أو جزء من فدان.

ليس هذا فحسب، بل يُمنع ورود بذور القنب الهندي المعروفة بالشنارق إلى القطر المصري إلا بترخيص خاص يُعطى من وزارة الزراعة بناءً على طلب المستورد، ولا يُعطى الترخيص في المادة السابقة إلا عن البذور المحموسة حمساً يكفل عدم إنباتها.

هكذا قفل المشرع المصري الباب أمام زراعة مخدر الحشيش في مصر، لكن دعونا نلقى نظرة على دولة شقيقة ليست بعيدة عنا هي دولة المغرب..

في سنة 2022، سمحت المغرب بزراعة الحشيش وأنشأت “الوكالة الوطنية لتقنين القنب الهندي”، التابعة لوزارة الداخلية، وغرض المغرب من هذا الاجراء هو الحصول على قرابة 6 مليار دولار سنويا، وا الترخيص لـ10 شركات لممارسة أنشطة “تحويل وتصنيع القنب الهندي، وتسويقه وتصدير منتجاته لأغراض طبية وصناعية”…

 وجتى لا نتوه من بعضنا في هذا الفضاء الوسيع.

المغرب سمحت بزراعة القنب الهندي او الحشيش في سنة 2022.. واعطت ترخيص لـ 10 شركات مغربية لتسويقه في الدول الأوروبية مما يحقق عوائد بـ 6 مليار دولار سنويا، وهي إيرادات وهو ما يوازي إيرادات قناة السويس في نفس السنة المذكورة.

ولنتعمق كثيرا في الموضوع لكى نفهم الأرقام بشكل أوضح

وفقا لتقرير للصحفي أيمن عزام في جريدة المال عنوانه :”المغرب يسعى لجني 6 مليارات دولار سنويا من تصدير الحشيش”، يمكننا أن نستشف الآتي:

المغرب حدّدت دول إسبانيا وهولندا وألمانيا وبريطانيا كأسواق ذات أولوية، والبالغ حجمها الإجمالي 25 مليارًا، ليرتفع هذا الرقم إلى 42 مليارًا عند إضافة فرنسا وإيطاليا لاحقًا.

ووضعت المغرب سيناريوهين للربح من هذه الزراعة، فوفق السيناريو الأول، فإن المغرب قادر على حيازة حصة 10% من الأسواق المستهدفة، أي ما يعادل 4.2 مليار دولار كصادرات، منها حوالي 420 مليون دولار ستذهب للفلاحين ( بما يرفع الحالة الاقتصادية للفلاحين بشكل كبير).

وبموجب السيناريو الثاني، ستحصل المغرب على حصة بنسبة 15%، أي 6.3 مليار دولار صادرات، يذهب منها 630 مليوناً للفلاحين سنوياً.. وهي أرقام جيدة للغاية من زراعة سهلة للغاية، على أن تكون تبعيتها خاضعة لوزارة الداخلية والجهات الرقابية لضمان عدم تسربها للسوق المحلي.

ومنذ سنة 2021، تبنت المغرب قانوناً لتقنين زراعة نبتة القنب الهندي للاستعمالات الطبية والصناعية، بهدف استغلال الفرص الاقتصادية التي تتيحها السوق العالمية بشأن هذه النبتة، لأنها فرص واعدة والأرض المغربية قادرة عل إنتاجها بسعهولة، مما يوفر عملة أجنبية للسوق المحلي، ونظرا للقيل والقال لا نسمح بتصدير هذه المواد للاستخدامات الترفيهية، ولكن في الأغراض العلمية والطبية فقط.

 

لكن قد يسأل سائل ما هي الاستخدامات الطبية للحشيش:

وفقا للدكتو رضوان ربيع، رئيس الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي،  يمكن استخدام القنب الهندي في قطاعات الأدوية ومستحضرات التجميل، كما يدخل في مكوّنات تتعلق بالبناء كالطلاء والمواد العازلة، وفي صناعتي النسيج والورق، وحتى لتقوية بعض القطع الخارجية للسيارات”.

ليس هذا فحسب

بل تُستعمل مشتقات القنب الهندي بشكلٍ أساسي في علاج عدد من الأمراض العصبية مثل “الباركنسون” و”الزهايمر”، كما يستخدم في علاج الصرع، والحدّ من الأوجاع المرافقة للعلاج الكيماوي ومرض الإيدز.ويستخدم بكثرة في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة لما تتوفر عليه النبتة من خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات.

كيفية زراعة الحشيش؟

تبدأ زراعة القنب في شهر مايو من كل عام، ويتم جني المحصول في سبتمبر وأكتوبر. ووحتى سنة 2022.. نجحت المغرب في زراعة  أكثر من 45 ألف هكتار ( 1 هكتار يساوي 2.3805 فدان)… وسيتم استغلال نسبة صغيرة منها في البداية من قِبل الشركات الجديدة المرخصة.

والقانون المغربي لم يسمح باستخدام الحشيش المغربي في أي استخدام سوى الاستخدام الطبي والصناعي لهذه النبتة، حيث تمّ استبعاد الاستعمال الترفيهي كالشرب وخلافه.

زراعة الحشيش في مصر سيخلق سوقا واعدا أمام صناعة لا نعرف عنها اي شيء، وستكون أرض خصبة لاستثمارات بالملايين.

رهي فكرة أطرحها عليكم لتتناقش.. بمثل هذه الأفكار تستطيع أن تحل الدولة أزمة النقد الأجنبي، فعلى سبيل المثال زادت السياحة في المغرب لـ 10.3 مليار دولار لأول مرة في تاريخ البلاد، بعد أن كانت 9 مليار دولار.. بعدد سياح يصل 14.5 مليون سائح.. دعني أن أخبرك أن مصر حققت في سنة 2023 قرابة 13 مليار دولار بـ  13.9 مليون سائح… لكن المغرب لا تمتلك مقومات مصر السياحية الطبيعية التي يمكن أن تجعل مصر في “توب فايف”، لأكثر الوجهات السياحية..

تخيل معي أن تقوم مصر بعمل مشروع سياحي كبير لجعل مصر الوجهة الأولى لكل القادمين للشرق الأوسط، يكفي أن أقول لك أن باريس هي الدولة التي يزورها سياح أكبر بكتير من عدد سكانها، ووصلت إيرادات السياحة فيها لـ 57.9 مليار يورو، بينما حققت أسبانيا 64 مليار يورو.. هذه الأرقام كفيلة بحل أزمة الاقتصاد المصري الذي تحول لغول ينهش سكان مصر..

تمتلك المغرب 5 مليون مغترب (تمتلك مصر ما يزيد عن ضعف هذا الرقم فوفقا لوزيرة الهجرة مصر لديها 14 مليون مصري فى الخارج).. وزادت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج 4% على أساس سنوي إلى مستوى غير مسبوق بلغ 115 مليار درهم (11.5 مليار دولار)… وهو نفس الوقت الذي انخفضت فيه تحويلات المصريين.. لماذا تزيد تحويلات المغاربة في الخارج.. وتقل تحويلات المصريين في الخارج؟

الأمر لا يمثل وطنية مغربية وخيانة مصرية… الأمر كل الأمر أنك بقرارات اقتصادية خاطئة خلقت سعرين للنقد الأجنبي، فمثلا أن مواطن مصري اعمل في اوروبا، أريد إرسال ألف دولار لأخي لكي يتزوج، لو غيرها من البنك ستصبح 30 ألف، ولو غيرها من السوق السوداء، ستصير 40 ألف، هذا الفارق الشاسع الذي وصلنا له حتى أيام قريبة.. سيجعل الأموال تهرب منك.. وهروبها سيزيد العجز في الدولار فتستدين، ثم تستدين، ثم تبيع.

الاقتصاد يحتاج إلى أفكار خلاقة، وحلول من خارج الصندوق، والكلمة المحببة “الغى الدم وأفرض الضرايب وزود البنزين”، لن تجدي لأنها حلول يجربها النظام من 2013 وأثبتت فشلها..

قليلا من التفكير يا أخوانا..

 

ومصر من وراء القصد

عاشت مصر وأحمد ابني

بهاء حجازي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!