تقاريرسلايدلقطات

دماء في الديوان الملكي.. ليلة مقتل الملك فيصل

بثلاث رصاصات

كتب – أحمد المرسي

في تمام الساعة العاشرة والنصف. 25 مارس 1975 دخل الأمير فيصل بن مساعد لديوان الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود. وبينما كان الملك يستقبل وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي. استل الأمير مسدسه. ووجهه نحو الملك السعودي. ثم أطلق الرصاص عليه. ثلاث رصاصات. فأرداه قتيلًا!.

كان هذا هو المشهد الأخير في حياة الملك فيصل. الرجل الذي اعتبره الرئيس السادات ذات يوم “بطل معركة النفط”. والرجل الأشهر في العالم خلال السبعينات. بعد أن منع تصدير النفط إلى أوروبا خلال حرب أكتوبر.

الملك فيصل

يعتبر الملك فيصل واحد من أشهر ملوك عائلة آل سعود الملكية. وهو الحاكم الثالث للملكة العربية السعودية. والملك الـ 16 من أسرة آل سعود.

اشتهر فيصل في صغره بخوضه رحلة دبلوماسية شهيرة. عام 1919 إلى بريطانيا للحصول على اعتراف الملك جورج الخامس بملك أبيه على الجزيرة العربية. وكان عمره 13 عامًا فقط لا غير.

كان فيصل سياسيًا بارعًا. وصاحب رؤية تنموية كبيرة. تولى فيصل الحكم في 1964 بعد عزل أخيه غير الشقيق الملك سعود من الحكم بسبب أمراضه المتعددة. وبعد توليه حقق طفرة كبيرة. كما أنه دافع عن القضية الفلسطينية. ورفض الاعتراف بإسرائيل. ولكن تبقى أشهر قراراته هو قراراه بحظر تصدير النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل أثناء حرب أكتوبر. وهو ما تسبب في الضغط العربي الشديد على أمريكا وأوروبا.

فيصل بن مساعد

كان فيصل هو ابن وساعد بن عبد العزيز آل سعود. يعتبر الملك فيصل هو عمه. هو الأخ الشقيق الأصغر للأمير خالد بن مساعد. تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية. وتأثر بنمط الحياة الغربي.

لازال إقدام الأمير فيصل على قتل عمه لغزًا إلى الآن. ففي الوقت نفسه الذي كانت فيه الرواية الرسمية. التي نشرتها الصحف السعودية. وأذاعتها الإذاعة في ذلك الوقت. أنه كان مجنونًا ومختل عقليًا. ولكن هذا السبب لم يكن حقيقًا. وكان سببه فقط هو تقاليد العائلة المالكة المحافظة. والتي لا تستطيع أن تصرح بالسبب الحقيقي. وراء هذا الاغتيال. كما أن “الاختلال العقلي” لم يكن ورادًا بحسب ما صرحت صديقة فيصل الأمريكية كريستين سورما. والتي قالت أن هذا أبدًا ليس كلامًا منطقيًا. وأنه كان رجلا شديد الذكاء.

تقول أغلب المصادر أن الأمير قد أقدم على ذلك لسببين:

السبب الأول: مؤامرة أمريكية 

أحد الفرضيات تقول أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي وقفت وراء هذا الاغتيال. بسبب موقف الملك فيصل منها. ومن إسرائيل بشكل عام. وتقول الفرضية أنها جندت الأمير فيصل لتنفيذ تلك العملية. وهو ما قاله الأمير خالد الفيصل في أحد قصائده النبطية التي رثى فيها والده.

السبب الثاني: الانتقام 

لمن لا يعرف. فقد كان هناك حالة من الغضب. لا تزال موجودة إلى الآن في إخوه الأمير فيصل. ومنشأها هي مقتل الأمير خالد بن مساعد. على أيدي قوات الأمن السعودية.

وتشير الوقائع التاريخية. إن الأمير خالد كان واحد من أشد المناهضين لحركات التطور في السعودية. وكان يرفض دخول التلفزيون المملكة. خاصة مع بداية ظهور مذيعات نسوة على شاشته. وقد كان التلفزيون واحدا من الوسائل التكنولوجية التي أدخلها الملك فيصل للمملكة. ولهذا فقد أخذ خالد قوة من جماعة مسلحة. وقام بالهجوم على مبنى الإذاعة والتلفزيون. ولكن قوات الأمن قامت بصده.

تقول الرواية الرسمية أن قوة من الشرطة توجهت إلى منزل الأمير خالد. من أجل القبض عليه. ولكنه أبى ذلك. لأنه أمير من الأسرة السعودية. ولا يجب أن يسجن بتلك الطريقة. وأنه في غضبه أطلق النار على واحد من رجال الأمن. مما استوجب الرد. وتم قتله على الفور. وكان ذلك في 8 سبتمبر من عام 1965.

وتشير الفرضية الثانية إلى أن الأمير فيصل لم ينسى ذلك اليوم أبدًا وأنه أقدم على قتل عمه بعد 10 سنوات. انتقامًا لأخيه في تلك الحادثة.

تنفيذ الاعدام

ضرب عنق الأمير الأمير السعودي الشاب المدان باغتيال المللك فيصل في مارس أمام القصر الملكي في الرياض. حيث تجمع أكثر من 6 آلاف شخص لمشاهدة تنفيذ الإعدام في الأمير. الذي أصبح أول فرد من عائلة آل سعود ينفذ فيه حكم الإعدام علنًا. ولم يشهد من العائلة الملكية الإعدام إلا الأمير سلمان الأخ الأصغر للملك فيصل، والملك الحالي للسعودية.

وعن وقائع الحادثة فتقول الجرائد ان الأمير البالغ من العمر 27 عامًا. بدا هادئًا أثناء نزوله على ركبتيه أمام المقصلة. وكانت يداه مقيدتان خلف ظهره. ولكنه لم يكن معصوب العينين.

 

اقرأ أيضًا: 

جهيمان العتيبي.. نادى بالمهدي المنتظر وأحتل الحرم المكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!