تقاريرسلايد

وليام موملر.. المصور الروحاني الذي أعاد للثكلى أحبائهم

حقيقة أم عملية نصب؟

كتب – أحمد المرسي

كان وليام موملر يعمل نقاشًا للمجوهرات في منتصف القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في بوسطن، وفي أوقات فراغه مارس التصوير الوفوتوغرافي، الذي كان اختراعًا جديدًا، ظهر على يد لويس داجير في عام 1835.

كان ويليام في أحد المرات يلتقط صورة ذاتية لنفسه، وعندما قام بتحميضها، اكتشف أن روح ابنه عمه المتوفية في الصورة وراءه!

ترك ويليام وظيفته كنقاش وبدأ فيما أسماه بعد ذلك “التصوير الروحي”، فلما الذي حدث؟

موملر والحرب الأهلية الأمريكية

في أوائل ستينات القرن التاسع عشر كانت الحرب الأهلية الأمريكية كارثة على الشعب الأمريكية بالكامل، وافتقد الكثيرون من الأهالي ذويهم في ميادين المعارك المفتوحة والتي كانت تفترش بآلاف الجثث.

كانت تلك الفترة فترة صعبة على الناس، وتقاطع التقدم في تكنولوجيا الاتصالات مع صعود الروحانية، وآمن الروحانيون آنذاك بإمكانية التواصل مع المتوفى من خلال وسيط ، وتزايد هذا الاعتقاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية عندما سعى الكثيرون إلى العزاء في فكرة التواصل مع أحبائهم المفقودين.

استفاد ويليام من هذه الظاهرة ، وادعى أنه يستطيع من خلال كاميرته إلتقاط صور الأشباح، وقال أنه يعمل بكاميرته عمل الوسيط الروحاني.

تدفق على موملر العديد من الناس الذي يريدون صورًا لذويهم المتوفين، أو من يريدون صورة بها شبح بدافع الفضول لا غير، ساعدت الحرب الأهلية على توسع عمل موملر التجاري، فانتقل إلى نيويورك.

صورة إبراهام لينكولن وزوجته

في 14 أبريل 1865 وعندما كان الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن يحضر عرض لمسرحية “ابن عمنا الأمريكي”، قام الممثل جون ويلكس بوث بإطلاق الرصاص على رأس الرئيس، واغتاله في مسرح فورد بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

كان مقتل إبراهام لينكولن وهو الذي يعتبر واحد من آباء الولايا المتحدة الأميركية صدمة كبيرة للشعب الأمريكي وخاصة زوجته ماري تود لينكون، والتي كانت معاه وقت مقتله.

لجأت ماري إلى وليام موملر، فقام بعمل صورة لها مع روح زوجها، وقد تسبب ذلك في اشتعال شهرته في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير، واعتبر وسيطًا روحانيًا. وكان التصوير “الفوتوغرافي الروحاني” عملاً مربحًا بفضل أعداد القتلى الهائلة التي نتجت عن الحرب الأهلية الأمريكية ، وآلاف العائلات التي سعت إلى الطمأنة بأن أحبائها سيعيشون بعد الموت.

وكان وليام يقوم بأعمال التصوير بمساعدة زوجته هانا موملر في ذلك الوقت. حيث قامت بالعديد من الأعمال الروحية.

 بارنوم واتهام موملر

كان بارونوم واحد من أشهر رجال الترفيه في عصره، وقدم العديد من العروض الغريبة عبر الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه بارنوم رفض أعمال موملر وقال أنه نصاب، ويستغل الأشخاص الذين كان الحزن يسيطر على عقولهم.

أثارت انتقادات بارنوم العديد من المشككين فيما يفعله موملر، وتم اتهامه بتزييف الصورة، خاصة بعد ظهور أشباح كانت تظهر في الصور في الواقع وعلى قيد الحياة، وتم اتهامة باقتحام المنازل لسرقة صور أقارب زبائنه المتوفين،

وفقًا للمؤرخ جو نيكيل :”تم الكشف عن أن موملر يقوم بعملية احتيال عندما وجدوا أن بعض أشباحه كانوا لازالوا على قيد الحياة”.

في المحكمة

في النهاية تم تقديم موملر للمحاكمة بتهمة الاحتيال في أبريل 1869. وشهد بارنوم ضده ، بعد أن استأجر  المصور”أبراهام بوغاردوس” لصنع صورة تظهره مع شبح أبراهام لنكولن لإثبات السهولة التي يمكن بها إنشاء مثل هذه الصور الروحية.

وكان من بين أولئك الذين شهدوا دعماً لموملر الصحفي موسى داو الذي صوره موملر.

في النهاية تمت تبرئة موملر لأن الادعاء لم يستطع إثبات بما لا يدع مجالاً للشك أنه كان يلفق الصور.

بعد المحاكمة ، تقول بعض المصادر أنه تعرض لإلحاق العار به وتوفي مفلساً، بينما تقول مصادر أخرى أن أعماله اشتهرت وبيعت على نطاق واسع بعد الدعاية التي سببتها له المحكامة.

تطوير موملر للتصوير

واصل موملر العمل في التصوير الفوتوغرافي، واكتشف لاحقًا عملية يمكن من خلالها إنتاج وطباعة لوحات الصور الكهربية بسهولة مثل النقوش الخشبية، ولاتزال تلك العملية إلى الآن تسمى “عملية موملر”. وتوفي في 16 مايو 1884 ، وركز نعيه على مساهماته الفوتوغرافية بشكل عام ، مشيرًا فقط إشارة عابرة إلى فضيحة التصوير الروحاني السابقة في السطر الأخيرك حيث قيل: “اكتسب المتوفى في وقت ما شهرة كبيرة بسبب الصور الروحية”.

صورة تود لينكولن وزوجها

الصورة الأكثر شهرة لموملر هي ماري تود لينكولن مع “شبح” زوجها أبراهام لينكولن. ويقول الباحث مليفن ويلن في كتابه Ghosts Caught on Film ، أن الصورة التقطت حوالي عام 1869، وأن موملر لم يكن يعرف أن جليسته هي تود لينكولن، وبدلاً وموملر لم يكتشف هويتها إلا بعد أن تم تحميض الصورة. وكانت شهادة الصحفي موسى داو الذي شهد مع ويليام في المحكمة أن لينكولن لم يكن يعرف السيدة ماري، وأنه هو من أخبره بهويتها الحقيقة لأنها بعد موت زوجها كانت تأخذ اسم “السيدة ليندال”!.

 

اقرأ أيضًا:

حورية بحر فيجي.. أول حورية رآها البشر في العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!