تقاريرسلايد

القرامطة.. سرقوا الحجر الأسود 22 عامًا واختفوا من التاريخ

ثورة القرامطة

كتب – أحمد المرسي 

لم يحدث أن استقرت الدولة الإسلامية طوال تاريخها. فسواء الدولة الأموية أو العباسية أو غيرها من تلك الدول. قد عانت كثيرًا من خلال الثورات. وغيرها مما تسبب في تفسخها. وانقسامها إلى دويلات.

من بين تلك الانقسامات والحركات الثورية هي حركة القرامطة. وفي التقرير التالي يعرض لكم بث مباشر ما كان من تلك الفئة. وكيف سرقوا الحجر الأسود 22 عامًا..

من هم القرامطة؟

بدأت حركة القرامطة على يد حمدان بن الأشعث. وهو رجل من الأهواز. لقب بقرمط. حيث قال المؤرخون أنه كان قصير ورجلاه قصيرتان. يمشي بشكل غريب وملحوظ.

وقد عاش حمدان زاهدًا. متقشفًا. ينسخ الخوص، ويأكل من عمل يده. ويكثر من الصلاة. فتردد عليه الناس. وجلسوا إليه. وأخذ ينصحهم ويفقههم في الدين. ثم نسب نفسه للشيعة الإسماعيلية. وبدأ في جمع الناس من حوله. حتى كون جماعة كبيرة. ثم قاد حركة ثورية ضد الدولة العباسية. حيث أنه كان يرفض مظاهر البزخ التي يعيش فيها الخلفاء. فرفض الفوارق الطبقية.

دولة القرامطة
دولة القرامطة

سرقة الحجر الأسود:

اصطدمت حركة القرامطة بالدولة العباسية صدامًا عنيفًا. وقد دانت بها القبائل فيما يعرف اليوم بالبحرين. وانتشرت بينهم. وهو ما تسبب في وقوع العديد من المعارك بينهم وبين الدولة العباسية. حيث اعتبرهم فقهاء السنة من الحركات الباطنية.

كانت أشهر واقعة بين القرامطة والعباسيين سنة 908م. عندما هاجم القرامطة الكعبة في موسم الحج. وأغاروا على الحجاج. وقتلوا 30 ألف حاج في الحرم المكي. وعاثوا فسادًا في أرضه.

وكان يوم التروية عندما قام أبو طاهر القرمطي. ملك البحرين. بالغارة. والناس محرمين. فقتلوا الناس. وسبوا النساء والأطفال. وخلعوا باب الحرم. وأخذوا الحجر الأسود معهم. وكادوا يسرقون مقام إبراهيم لولا أن السدنة قاموا بإخفاءه.

ويقول ابن كثير في تاريخه أن رجل جاء وفي يده مطرقة، وأخذ يضربه وهو يقول: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر.

عين الكعيبة

أخذ القرامطة الحجر الأسود إلى القطيف. حيث وضعوه في “عين الكعيبة” وهو مبنى قام القرامطة ببناءه ليكون بديلًا للكعبة. وعندما رفض الناس أن يطوفوا حوله. ارتكبوا فيهم مجزرة.

22 عامًا في الأسر

حاول الخلفاء الفاطميون والعباسيون أن يفاوضوا القرامطة على إعادة الحجر الأسود ولكنهم رفضوا. فبقى عندهم 22 عامًا. ولم يعد إلا بعد أن قام الخليفة الفاطمي في مصر بتهديدهم.

ويقال أن العباسيين ساوموه عليه بـ 30 ألف دينار. فلما عادوا به واستلموه في عهد الخليفة المقتدر. وعندما جاؤوا ليستلموه قال لهم رجل من القرامطة:

يا من لا عقل لهم، من علم منكم أن هذا هو الحجر الأسود ولعلنا أحضرنا حجرًا أسودا من هذه البرية عوضة

فسكت الناس، وكان فيهم عبد الله بن عكيم المحدث، فقال أن في الحجر علامة هو أنه لا يسخن بالنار. فسخنوا عليه النار فلم يسخن فعرفوا أنه هو. وقال الرجل: بمشيئة الله أخذناه. وبمشيئته أعدناه.

زوال القرامطة

ظل القرامطة في البحرين زمنا طويلا حتى 1077 عندما ولى قائدهم شابًا فارسيًا قال أنه المهدي المنتظر. وتولى عليهم الفارسي 80 يومًا. ولكنه ارتكب العديد من الموبقات. فسب الرسل. وغيره من تلك الأفعال. فأمر ملكهم بقتله، فأعدم. وفقد الناس الثقة بهم. فضعفوا وضعفت دعوتهم. وهزمتهم بقية قبائل البحرين. فلم يعد لهم ذكر في التاريخ.

اقرأ أيضًا:

“حاسب أنا صحيح ولية لكن جدعة”.. كيف واجهت ريا وسكينة حبل المشنقة؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!